الناصر : الأزمة السورية أضرت بالزراعة الاردنية بشكل كبير

mainThumb

17-03-2015 01:02 PM

السوسنة -  اكد الدكتور حازم الناصر وزير المياه والري خلال استقباله مدير عام منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) السيد جوزيف دي سيلفا بحضور أمين عام سلطة وادي الاردن م. سعد أبو حمور ان الحكومة الاردنية تعمل بكل امكانياتها للاستجابة للجهود الدولية التي يواصلها جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله في التطوير والانجاز وجلب المزيد من الاستثمارات الدولية وحشد الجهود العالمية لمساعدة الاردن على مواجهة الظروف الاستثنائية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط وأصبح الاردن اكثر دول المنطقة معاناة للنتائج التي خلفتها هذه الاوضاع بسبب تفاقم موجات اللجوء السوري ووصولها الى مستويات تفوق قدرة وامكانيات الدولة الاردنية .

 

وثمن الناصر الجهود الكبيرة للمنظمة خاصة خلال الدورة الثامنة والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الذي عقد في روما مؤكدا ان الزراعة تعد سبيلا للعيش للعالم أجمع في الوقت الذي مازال فيه اكثر من (850) مليون شخص حول العالم يعانون من نقص التغذية مع مايرافق ذلك من ازدياد في الطلب على المياه سواء كانت للشرب أو لأغراض الزراعة حيث أن السياسات الدولية قد ساهمت وبشكل مباشر في إعطاء الأولوية في توجيـــه المياه لأغراض الشرب بدلاً من الزراعة لوجود ما يقارب مـن (1.2 (بليون شخص يعيشون في مناطق تعاني من نقص حاد في المياه .

 

وبين وزير المياه والري إن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية تدرك تماماً أن الجوع وانعدام الأمن الغذائي مشكلتان ذواتا أبعاد عالمية، ومن المرجح أن تستمر، لا بل أن تتفاقم على نحو خطير في بعض الأقاليم التي تعاني من نقص كبير في الموارد الطبيعية ومستلزمات الإنتاج الغذائي لا سيما المياه، ما لم تتخذ تدابير عاجلة ومنسقة، الأمر الذي يفرض علينا ضرورة توحيد الإرادة السياسية والإلتزام الدولي الجماعي لتحقيق الأمن الغذائي للجميع وبذل الجهود المتواصلة في تحقيق ذلك.

 

منوها الى خطورة الأزمة السورية التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، فالأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن بسبب إستمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة بأعداد متزايدة تفوق قدراته وإمكاناته المحدودة، حيث أدت إلى إرتفاع ملموس في متوسط الإستهلاك السنوي للمنتجات الغذائية بسبب الزيادة المطردة في الطلب على الغذاء، وبالتالي إرتفاع في الأسعار المحلية للغذاء وزيادة في معدلات الفقر والبطالة إضافة إلى سوء التغذية، حيث أن الأردن يستورد ما يزيد عن 90% من احتياجاته الغذائية من الخارج ويصنف عالمياً على أنه دولة مستوردة صافية للغذاء ، الأمر الذي ترتب عليه زيادة كبيرة في فاتورة الغذاء المستورد وتراجع كبير في الصادرات الزراعية نتيجة اغلاق الحدود السورية الى الاتحاد الاوروبي .

 

واستعرض وزير المياه والري خطط وزارة المياه والري / سلطة وادي الاردن في مياه الري والزراعة خاصة في مناطق وادي الاردن مؤكدا ان الجهود منصبة بشكل أساسي للتسهيل على الاخوة المزارعين وتقديم كافة التسهيلات الممكنة لهم انطلاقا من الحرص الحكومي المتواصل بدعم الزراعة والمزارعين بهدف انجاح جهودهم وخلق كل الظروف المناسبة وتمكينهم من القيام بواجبهم على الشكل الأمثل .

واضاف ان الوزارة/ سلطة وادي الاردن تسير قدما بنقل صلاحيات سلطة وادي الاردن في عمليات توزيع مياه الري والصيانة الخفيفة الى جمعيات مستخدمي المياه في وادي الاردن لتجسيد شراكة حقيقية مع المزارع الاردني كبديل للقطاع الخاص وقد اثبتت هذه التجربة نجاحها وتحقيق تطلعات واهداف الاخوة المزارعين وسلطة وادي الاردن من جهة اخرى حيث  تغطي هذه الجمعيات حوالي 70% من المناطق الزراعية في غور وادي الاردن  كونهم احد الركائز الاقتصادية للبلاد تهدف كذلك لتذليل كل الصعوبات امام المزارعين داعيا اياهم الى استخدام أفضل وسائل الري وتوسيع استخدام التكنولوجيا الحديثة وتفعيلها لتعظيم الفوائد والعوائد الاقتصادية من الزراعة الوطنية بما ينعكس على المزارع والوطن بشكل ايجابي ولها اكبر الاثر في تحقيق الامن الغذائي ورفد الاقتصاد بالعملات الصعبة وخلق فرص عمل جديدة للحد من البطالة.

واضاف ان استراتيجية قطاع المياه ركزت على ضرورة الاستخدام الكفوء لمياه الري والشرب من خلال توظيف الموارد المائية بالشكل الامثل لتحقيق اعلى درجات الاستخدام الفاعل مشددا ان ادارة قطاع المياه تسعى لتوفير كل الاحتياجات للزراعة الوطنية ودعم المزارع من خلال انشاء وتأهيل شبكات ري وخطوط ناقلة وتوفير محطات ضخ حديثة وتـاتي هذه الاتفاقية ضمن هذه المساعي الجادة لأشراك المزارعين انفسهم في ادارة الموارد المائية والمشاركة في اعداد الموازنات المائية لأغراض الري حيث سيؤدي ذلك الى حماية االمياه وتعظيم العائد الاقتصادي منها وترشيد استهلاكها وبناء الثقة والحد من الاستعمالات غير المشروعة .

 

من ناحيته أشاد السيد جوزيف دي سيلفا مدير عام منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة ( الفاو) مؤكدا تقدير المنظمة للجهود الاردنية  قيادة وحكومة وشعبا خاصة في مجال تأمين اللاجئين مبينا ان المنظمة ستبذل اقصى ما بوسعها لتقديم كافة اشكال الدعم الممكنة والتي تطلبها الوزارة ويحتاجها قطاع المياه في الزراعة والري وكذلك اشراكها في النشاطات الدولية والاقليمية للأستفادة من الخبرات الاردنية خاصة في برامج التدريب لدول المنطقة وكذلك نقل تجربة جمعيات الري الى الدول الخرى لما لها من أثر جيد وواضح في تحسين خدمة الزراعة والمزارعين .

 

واتفق الجانبان على مزيد من التعاون البناء خلال الفترة القادمة  من خلال برامج تعاونية مكثفة  .

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد