لعنة الجمال
ماجدة شاهين، الخريدة التي كان لديها من الجمال ما يكفي لأن تغتر، وتتعالى على نديداتها، شكّل عليها هذا الحسن سلطة ضاغطة، قوضت كل آمالها، بأن تعيش مثل رصيفاتها في الحي، فوالدها الذي استفاض أنينه، في أنحاء البيت عند زواجها، منعها من مواصلة تعليمها، في صباها الباكر، خوفاً عليها، وأرغمها على أن تظل حبيسة منزله المتهالك، هي وشقيقاتها الصغار، خشية أن تحمله عار الانكسار، كانت ماجدة آسرة، مبهرة، تطغى عليها دلائل الفتنة، من مسارب شتى، ونواطير الشباب، الذين كانوا يتهالكون على رؤيتها، لم يشاهدوا إلا تلك التصاوير القاتمة، الباهتة، التي تتراءى لهم من خلف نافذتها، لقد مثل يوم زواجها، نكبة بالغة في أفئدتهم التي أثخنتها الجراح، وتزوجها رجلٌ، كانت ثقافته، أوضح من أن تحتاج مخالفتها إلى دليل، ثقافة ذات نزعة انكفائية، متمحورة حول المادة، والورق المالي الصفيق، فأمست ماجدة، وجمالها، مجرد أداة، تغذي غريزة لا يصح تجاهلها، عند تلك الطبقات المترفة، ظلت ماجدة رهينة عند زوجها الديوث، الذي يعتز بالصلات، والوشائج، مع ذوي المناصب والنفوذ، وظلت خاضعة لخيال، وعواطف الأثرياء والموسرين، حتى انتشر في جسمها البض، وعودها الريان، تلك البقع الحمراء، التي تشير إلى ذلك المرض الخطير، وفي أصيل يوم شاحب، ماتت ماجدة، بعد أن طال انتظارها لقوى خفية، تخلصها مما كانت فيه، وبدأ زوجها إبراهيم عيسى، الذي حقق كل ما كان يرجوه من جمالها، رحلة البحث عن زوجة تشابهه في الخسة، والنذالة، والميول، والأهواء.
صريع الفحش
أمجد طه، الذي كانت حياته حافلة بكل ما يتصوره الذهن، من مظاهر التهتك، والفحش، والانحلال، ظلّ طوال حياته الجامعية، ممعناً في إعطاء معان جديدة، للحمية، والشرف، والنخوة، فهو يرى أن الفضيلة جريمة شنعاء، يجب اخضاعها لنظرة نقدية صارمة، تكفل لها أن تجرجر أذيال الخيبة، والعزلة، من حياة الناس، فالمجون الذي يدعي الناس الفرار منه، في المساجد والكنائس، هو في الحق عاطفة بشرية، تغمزنا بعيونها، وتأسرنا بشفاهها، وتخاطبنا بأفواهها، هو مطية سهلة، نجد فيها ما شئنا من نعيم، وما تقنا إليه من لذة، إذا استرجعنا معالم فردوسنا المفقود، واستقصينا عوالمه، ونزعاته الجامحة، التي تختبئ أطيافها بين اللحم والدم، الفردوس الذي يستحق منا أن نبعث معانيه، وصوره، في قالب جديد، ينأى عن الخرائط العقدية، والقيم الأخلاقية، فحياتنا تحتاج فعلاً، لأن تضطرب بغير نظام، وتسير على غير منهاج، وهكذا ظلّ أمجد وفياً لأفكاره، رغم ما اتسمت به من التباس، وهزال، حتى وقف على أعتاب الشيخوخة، فطافت بمنطقته ضروب مروعة من القسوة، هيأت المناخ لأن تنقض عليه جماعة، من تلك الجماعات الدينية، التي تزهق أرواح الناس لأقل الريب والذنوب، فقطعت لسانه، ومثلت بجثته.
البريق العلمي
لم يستطيع أنور مالك، تقديم صياغة مقبولة، تقنع مشرفه في مرحلة الماجستير، بمكامن عبقرية أطروحته، التي وقف حيال فلسفتها، موقف الناقد البصير، لقد رفض أستاذه حججها، ومسوغاتها، وطلب منه في وضوح، وجلاء، أن يعيد بناء منظومتها التأويلية، ولكن مالك الطامح أن ينال هذه المرتبة في مدى قصير، عمد إلى ثرثرة فارغة، لا نهاية لها، ولا غاية، لم تفضي إلى محصلة، فاتخذ بعد تعنت أستاذه، في داره الواسعة الرحيبة، محراب، أسماه محراب الاستمالة والترغيب، جلب إليه كل نابغة حصيف، وعبقري متفرد، ألجئته رغبة ملحة، وروحاً هائمة بالغني والثراء، لأن يصوغ أطروحة محكمة، تختلف في تصوراتها، وتراكيبها، ومعانيها، عن تلك الرسالة الواهية، التي نسجتها أحرف مالك، وخطت له بعد الماجستير، أطروحة الدكتوراة، وحملته بعدها على أكتافها، حتى أوصلته إلى كرسي الوزارة، فأمسى مالك وزيراً للتعليم العالي في وطنه، فكان أول قرارا اتخذه، تنحية طائفة من الأساتذة عن وظائفهم، وأول من مرر يده البضة على مرسوم فصله، كان أستاذه الشريف، الذي لم يسقط اعتباره، وتتحاماه المؤسسات العلمية، فقد انهالت عليه العروض من الجامعات الخاصة، التي تعرف تماماً حدة ذهنه، وسعة علمه.
محامية الشيطان
فجر عثمان، تلك الفتاة الألمعية، التي امتلكت من وسائل التأثير والاقناع، أكثر من غيرها، تمكنت هذه المحامية، الوافرة الحسن، البارعة الجمال، الدائمة المرح، أن تسبك مرافعاتها الرنانة، وخطبها المترعة بالأدلة، والشواهد، حتى تبرئ ساحة كل متهم، لاذ بباها، وأن تقصيه بنباهتها، وفطنتها، من تلك المتعرجات، والشعاب المتداخلة، التي غمس فيها نفسه، وانفثل فيها، هي وحدها في ناحيتها، من تستطيع أن تنجي من اشتدت مصيبته، وعظمت بليته، وتدحض التهم عنه، هي صاحبة الحنكة، والقدرة على تفنيد حجج الخصوم، والطعن عليها، لأن قيثارتها دائما ما كانت تعزف، على أوتار هشاشة القوانين الوضعية، وظنيتها، الأمر الذي جعلها تثير الدهشة، والاعجاب، في كل محكمة، شمخت فيها بقامتها، و فجر التي استفاضت شهرتها، وذاع صيتها، كانت لا تتكلف طريقة الأقدمين في مناقشاتها، ودفوعاتها، لقد أقلتها تلك السجالات، من خشونة العيش إلى لينه، ولكن هامتها، لم تتطاول شرف النزاهة، وهمتها، لم تتسامى إلى فخار الاستقامة، لقد كانت محامية فاسدة، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، كانت مستشارة قانونية، صاحبة دخائل خربة،لا تعنيها في شيء استيفاء العدالة الناجزة، بقدر ما تعنيها لذة الانتصار، وأن تأتي إليها أتعابها، صحيحة، سليمة، كاملة، كانت فجر بشاعة مبطنة بالجمال، وظلت على هذا الوضع، تزيح عن طابع وظيفتها القداسة، وتنفث فيها النار، وتنشر الفزع والدمار، بتفانيها في الذود عن الجناة والطغاة، حتى قصم ظهرها، فيديو مخل، مع شاب وسيم ، كان يثابر على اقناعها، ويلح في ذلك الحاح معتوه، اليوم بان لها طموحه الجلي، الذي قضى على أسطورتها المعتمدة على ركائز المكر، والخبث، والشره، والدهاء، لقد تلاشت أسطورة فجر، التي لو بقيت على منعتها، لارتبنا في عدالة لا تحتاح إلى الكتب والأسفار، عدالة باقية، راكزة، تستأصل من أفئدتنا حب الدنيا، وترد عنا عوادي الزمن.
محنة الخياط
أمينة الخياط، كانت خططها ومشاريعها الاقتصادية، وهي في مقتبل عقدها الثالث، تختلف كثيراً عن تصاميمها وهي في الخمسين، من حيث القوة، والكفاءة، والاتزان، فقد كانت خططها وهي في عنفوان شبابها، عبارة عن دراسات منظمة، تأخذ بعضها برقاب بعض، بحيث لا يسبق شيء منها على موضعه، ولا يتأخر عنه، لكنها الآن جل دراساتها، وخططها، لا تستقبلها جموع الشركات العالمية الرائدة، في رضى وقناعة، كما كانت تفعل من قبل، لقد أزرت بمسيرتها الصهباء، التي جعلت عقليتها الفذة، مشوشة أو غائبة، فالخياط التي أغواها شاب بقسامته، في احدى ضواحي نيويورك، وأغراها، وألصق بين أحشائها بضعة منه، ثم اختفى عن عالمها، كابدت هي الأمرين على تربيته، وزهدت في الاستقرار، الذي حتماً كان سيجني على طفلها الغض، ولكنها تركت باب مخدعها مفتوحاً على مصرعيه، يدخله كل من هب ودب، طالما هو ظاعناً لا يقيم، وابنها الذي ربته على خليط جامع من الأنساق العقائدية، تماهى مع اطار كلي متسق، يؤثر حطام الدنيا، ومتاع الحياة، على القيم والثوابت، لأجل ذلك اضطرب هو في حياته، وطفقت هي، تعدو وراءه، حتى لحقت به بعد عناء شديد، تعيش الآن الخياط حياة قاسية مضنية، تتنافى مع ماضيها كل المنافاة، حياة تقذي فيها عيناها تحت أعباء السهاد الطويل، ولا تنبذ الفصل بين المقدس والمادي، بل تجريها على نواميس وتأثير البيئة والثقافة، تلك المؤثرات التي يستسلم فيها المرء للأهواء المصطخبة، والميول الملتهبة، والعيش النائي عن الاتزان.
من أحا إلى حبلها يولدها .. ازدواجية تربوية فجّة
بودكاست ما بعد صهيونية الإبادة
سوريا في انتظار تبعات انفتاح تركيا على كردها
هاندا أرتشيل تكشف عن معاناتها .. تفاصيل
سارة الورع تكشف موقفها من الغناء
مارت رمضان ديمير يثير الجدل بعلاقة جديدة .. صور
أمينة ترد على الانتقادات بعد عزاء أحمد عامر
نُطوّر التعليم في الدول العربية
مشكلة الاقتصاد الأردني إدارية لا مالية
عودة دنيا سمير غانم للسينما تثير الترقب بـ"روكي الغلابة" .. صور
استدعاء 350 مالك شاليه بجرش لهذا السبب
مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية .. أسماء
بتوجيهات ملكية .. طائرة إخلاء طبي لنقل عائلة أردنية من السعودية
مهم من التربية بشأن تصحيح امتحانات التوجيهي
مهم من الحكومة بشأن انخفاض أسعار البنزين وارتفاع الديزل والكاز
تفاصيل القبول الموحد في الجامعات الأردنية لعام 2025
دفعة تعيينات كبيرة في وزارة التربية - أسماء
تحذير مهم من مهرجان جرش للجمهور
الاعتداء على الصحفي فارس الحباشنة أمام منزله في عمّان .. صور
تكفيل النائب الرياطي ومنعه من السفر
ما حقيقة فرض عمولات على تحويلات كليك للافراد
موجتا حر في تموز 2023 وحرارة تصل الى 40 درجة مئوية
اتفاقية أردنية-أمريكية بقيمة 39 مليون دولار .. تفاصيل