فـي رحيل جورج حـداد

mainThumb

29-06-2009 12:00 AM

حيدر محمود

العزاء لـ«الدستور» أولا ، في ش?Zيخ كُتابها الصديق العزيز جورج حداد ، الذي ف?Zق?Zدت برحيله رُكنا من ابرزً أركانها ، وقلماً من أغلى أقلامها.. وأخُصُّ بالتعزية أخي وابن?Z اخي الاستاذ محمد حسن التل رئيس التحرير المسؤول.. فقد كان الاقرب لأبي ادونيس ، والأكثر?Z تقديراً ، بحكم العلاقة الممتدة بينهما ، منذ (ابي بلال) رحمه الله.. وانا شاهد على ما كان بينهما من ودْ ، ومحبةْ ، وتقدير.. برغم اختلافً الرؤية ، والاجتهاد.. ومع ذلك ، فقد كانا يحملان لبعضهما البعض ، أعلى درجاتً الصداقة ، وأنقاها.. شأنهُما في ذلك شأنُ جيلْ كامل من الكبار ، الذين تأسست على ايديهم صحافتنا ، وثقافتنا ، واعلامُنا وأقول اكثر من ذلك (وطنيتُنا) التي تعلمناها في مدرسة «وصفي التل» ، على وجه التحديد.. حين كنا نتتلمذ على فكرهً القومي ، في الاذاعة ، أو في البيت ، أو في «المضافة التليةً العريقة».. وما تزال هي الأخرى شاهدةً معنا وعلينا ، تُخرجُ الكثير?Z من الأجيال ، برغم اختلاف الطقس ، وتقلباتً الفصول، واذا كانت «الصحافة» مدارس?Z متعددة?Z الاتجاهات ، والميول والافكار.. فان «الدستور» بالذاتً ، تبقى بأمثال هؤلاء هي المدرسة التي ج?Zع?Zلت من الحوارً الهادىء الرصين ، عنوانها الرئيس.. ومن الطبيعي أن ي?Zحضُر في هذا السياق الراحلون الكبار محمود الشريف ، وكامل الشريف ، وجمعة حماد.. ليكونوا في طليعةً الكوكبة التي أسّست لذلك النهج من تآلف الالوان على اختلافها ، وتداخُلها وتفاعُلها.. جنبا الى جنب مع أبي بلال ، وأبي أدونيس ، وغيرهما من هذه الاسرة الكريمة (أعني أسرة الدستور) لتُخرج مواكب كثيرة وكبيرة ، من الذين لم يُفسد اختلافُ آرائًهم وتوجُهاتًهم للودً قضية ، لأنهم في آخرً النهار كانوا وكنا معهم ، نلتقي على مائدة «وصفي» ، في منزله ، أو في أي مكانْ آخر ، يجمع ولا يُفرق.. ويُثري على اكثرً الوجبات تواضعا ، أهمّ?Z ما كان يجري خلالها من حوار،،

على أن جورج حداد (الشاعر) كان دائماً يتفوق على جورج السياسي.. وهذا جانب لا يعرفه الا القليلّ من الناس ، تماماً كما كان «وصفي التل» ، ومحمود الشريف ، وطارق مصاروة ، وغيرهم.. وكما كان صلاح أبو زيد «مؤسس الاعلام الاردني» الذي طغى السياسيُّ فيه ، وفي هؤلاءً جميعاً على الأديب.. ولو أنه تفرغ للأدب والفن لأصبح من أهم الأسماء الموجودة على الساحةً العربية كلها.

في تلك الحقبة من عمر الوطن ، كان السياسيون أدباء وشعراء وفنانين لا يُشق لهم غبار ، وأهمُّ الأسباب في ذلك أنّهم كانوا قراء جادين لكل ما يصدر في العالم من كتب ، والقراءة وقودُ الكتابة ، وأكسيرُ الثقافةً الحقيقية.. وعدمُها في المحصلة النهائية للحياة يجعلُ المقولة المأثورة (فاقًد الشيء لا يعطيه،) «صحيحة» «وسليمة» ، ومنطقية.. كان لدى هؤلاء الكثيرُ ليعطوه ، حتى حدودً الاستشهاد ، كما فعل وصفي.. وكما فع?Zل الكبار من أمثاله.. رحمهم الله.. ورحم سائر المنتظًرين،

وي?Zبقى لديّ الكثيرُ الكثير الذي يمكنُ أنْ يُقال?Z عن جورج حداد ، الذي فُجعنا برحيله ، وسيترك مكان?Zه في «الدستور» خالياً من فكره التقدّمي المتألق ، وأدبه الرفيع المحلق ، وح?Zسْبه أنه سيلتقي هناك ، أصدقاءه ومحبيه الذين س?Zبقوه.. بانتظارً أنْ ن?Zلحق به ، وبهم في أيً وقتْ.. أراه (أنا شخصيا?Z) غير بعيد،،،.

وإنا لله وإنا اليه راجعون./ الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد