(القلاّية) بين المحافظة والليبرالية

mainThumb

22-06-2009 12:00 AM

مثل كل الصناعات الحديثة تحوّل الطبخ من إبداع وتقنية ..الى مجرّد عملية تجميعفقط..وبالتالي تحوّلت ربات البيوت من مبدعات طبخ وصاحباتن?Zف?Zس شهي الى فنيّات تفريغ وتسخين فقط..فمفتاح العُلب في جيوبهن مثل المفك بجيب صبي الميكانيكي..

بعد ظهور اللوز المبروش، والملوخية الملقّطة،و الجميدالسائل والمسؤول،والحمصالمطحون والفول المدمّس.والبزيلاءالمفروطة، والكوسا المنقور،والمفتول المفتول، والجزر المقطّع،والحلبةالمبلولة والبطيخ المحزّز، والموزالمقشّر..ظهرت أخيراً القلاّية المجمّدة...

كلما قرأت الاعلان الذي يتحدّث عن قلاّية معدّة مسبقاً ومكتوب عليها اغطس وغمّس، احس باضطراب نفسي شديد..وشعور مختلف أقرب الى الاهانة..ليس لأن القلاية مجرّد أكلة شعبية ينحاز اليها الكثيرون...بل لأنها الحصن الأمنع من الجوع، وهي المضاد الأول للفقر، وهي الصديق وقت الضيق ، وهي الطقس الجميل الذي يمارسه الأردني بمتعة ورضا..

اذا حارت ربّة البيت باختيار طبخة يومها فإنها تلجأ الى القلاّية كحل أخير..ويلجأ اليها العزّابي كذلك آخر الليل كحصن منيع من الجوع..يألفها الفقير وتستره، وتبيّض وجه المعزّب مع ضيف طارش.. فهي مقبولة من كل الطبقات الاجتماعية ولا تعتبر نقيصة بحق اكرام الضيف..هي ساترة الفقراء..وشهوة الأغنياء..وعليه لا استطيع ان اتخيّلها.. في اعلانات الصحف مثل نجمات السينما ..او أصادفها محشورة في باكيت ضيق ،أو جاعصة على رف في سوبر ماركت.. وعليها مدّة صلاحية، وطريقة استعمال...اخص، على هالتحرر!!.

اذا كنت استطيع تخيل جدّتي رحمة الله عليها، ترتديالبودي الضيق أبو رُبع كم.. وبنطلون جينز لو ويست مكتوب عليه فولو مي، يبان منه جزء من التاتو..استطيع ان أتخيّل القلاية في باكيت..

***

ايها القلاية الرمز:أرسلي بيان احتجاج وبراءة من هذا التشوية ، على الأقل نريدك انتِ، كما انت قلاّيةمحافظة..لاأولاّية ليبرالية..الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد