من هو العدو الحقيقي .. ؟،

mainThumb

24-06-2009 12:00 AM

راكان المجالي
 
استمع العرب باهتمام بالغ وايجابية كبيرة لخطاب الرئيس الامريكي باراك أوباما ، واعتماداً على الرهان على هذا الخطاب لم يكترث النظام الرسمي العربي بخطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وصحيح ان خطاب نتنياهو كان موجها بشكل خاص الى شخص واحد هو اوباما ، ولو ان الخطاب مثل موقفاً محدداً وثابتاً وصريحاً يشكل حقيقة الاستراتيجية الصهيونية لكل القوى والاحزاب الاسرائيلية التي تجمع بشكل خاص على فرض يهودية الدولة التي يبشر بها كل من ليفني ونتنياهو وليبرمان وباراك،،

كما هو معروف فان نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي كان قد زار مصر قبل القاء خطابه وعندما ردت مصر على خطابه برفض منطلقاته ، طلب ان يزور مصر لايضاح موقفه ، لكن النظام في مصر رأى.. انه لا يتحمل هكذا زيارة بعد هكذا خطاب ، وتم اخراج المسألة بالموافقة على زيارة الحمل الوديع وحمامة السلام أيهود باراك تحت عنوان معلن وهو انه يريد ان يوضح ويشرح للقيادة المصرية خطاب نتنياهو ، وكان الرئيس المصري قد استبق زيارة ايهود باراك للقاهرة بنشر مقال في الجريدة الامريكية الشهيرة «وول ستريت جورنال» اشار فيه الى آلية للالتقاء مع اسرائيل في منتصف الطريق عبر خطوات تنازلية متبادلة.. الخ.

المهم ان ما قاله أيهود باراك هو تأكيد حماسي لكل النقاط التي اعلنها نتنياهو في خطابه ابتداء من العمل على تطبيق الدولة اليهودية وانتهاء برفض وقف الاستيطان.

لقد جاء أيهود باراك للقاهرة ليطمئن مصر والعرب بأن تكريس الاحتلال واقامة الدولة اليهودية والتنكيل بالشعب الفلسطيني وانكار حقوقه ، كل ذلك وغيره لا يشكل قضية لأنه لا مقسوم الا تكليف» بين الأهل والأحبة واصحاب الهدف الواحد والعدو الأوحد في رأي اسرائيل المتمثل في ايران التي تشكل خطراً محتملا على العرب واسرائيل معاً.

لا اعتقد ان هنالك فلسطينياً واحداً او عربياً او مسلماً واحداً لا يتذكر الجرائم المتصلة للكيان الصهيوني وكل الاذلال والقهر وتجرع الهزائم والاستهانة المستمرة التي تدمي قلوب كل ابناء هذه الامة اذ لا أحد منهم لا ينكر ان سرطان اسرائيل المزروع في قلب الامة العربية هو اساس البلاء.

لا انكر ابداً انه يمكن ان تكون هنالك خلافات وتناقضات وتباينات بيننا وبين ايران وتركيا ، وفي المرحلة التي تلت جريمة اغتصاب فلسطين في العام 1948 كانت ايران وتركيا انذاك رديفا لاسرائيل وكما هو معروف فقد شكلت ايران وتركيا واثيوبيا طوقاً لخدمة اسرائيل ومنفذاً لها لمواجهة المقاطعة العربية.. الخ.

وحتى في ذلك الزمان فان ظلم ذوي القربى من اخوتنا في الاسلام لم ينسنا ان العدو الاساس والصراع الرئيس هو مع الغازي الطارىء على المنطقة والجسم الغريب الذي زرع في المنطقة التي لفظت كل الغرباء عنها على مر التاريخ.

ما نقصد ان نؤكده ان هنالك هوية تاريخية حضارية لهذه المنطقة ولذلك فان كل الغزاة عبر التاريخ كما يقول ارنولد توينبي اندحروا من هذه المنطقة وازيلوا حتى وان مكثوا عقودا او قرونا.

وكما هو معروف فان هنالك ثلاث قوميات رئيسة تشكل مكونات هذه المنطقة من العالم وفي اطار التنافس كان هنالك طموح وتميز لكل قومية في التأثير وقيادة المنطقة ، فالعرب ومن خلال رسالة الاسلام شكلوا الامبراطوريات الاسلامية ، وتركيا شكلت فيما بعد لامبراطورية العثمانية وظل لايران طموحها حتى اليوم بأن تقود المنطقة وتتزعمها ، ولكن في ظل كل الظروف كانت هنالك مقومات لوجود مشترك لا تلغيه النزاعات ولا يمحيه تبدل الحدود الجغرافية حسب الظروف وذاك حديث اخر في مقال قادم إن شاء الله.الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد