حكمة ملك .. وشموخ وطن بقلم فيصل الحمود المالك الصباح

mainThumb

25-05-2009 12:00 AM

تختصر الذكرى المسافات، ليصبح كل انجاز محطة، وكل خطوة تعبيراً عن همة اصحابها، وارادتهم المفتوحة على كل احتمالات النهوض، وتحويل الصعاب الى قصص نجاح جديدة.

ففي الانجازات التي حققها الأردنيون منذ استقلالهم قبل ثلاثة وستين عاماً ما يفيض عن فضاءات ستة عقود ونيف من العمل والبناء وتجاوز الازمات والسعي لاخراج المنطقة من دوامات العنف الى واحات السلام.

ذلك الفيض الذي يعود بالدرجة الاولى الى صلابة العزيمة، وصدق النوايا، ونبل الغايات التي تقف وراء تشكل الكيان السياسي الأردني، وتحوله مع مرور الزمن الى الوطن النموذج.

ولأن التجارب تحتفظ على الدوام بقوة المثال، والنماذج تحتذى، يبقى لدى الأردنيين من خزين التجربة المتراكمة، ما يتكئون عليه في عملية البناء، ويفيدون به الاشقاء والعالم.

فقد جاءت الخطوة الاولى في رحلة الألف ميل الأردنية ثمرة لتفاعل قوة دفع الثورة العربية الكبرى مع اصالة الأردنيين الذين ضربوا الامثلة في الاخلاص لانتمائهم العربي.

وبهذه الثمرة الطيبة المباركة ترسخت اولى مداميك البناء الذي اراده الهاشميون نقطة انطلاق نحو مستقبل عربي افضل.

بناء على هذا الفهم انطلق ماراثون تدعيم بنى الدولة، ليصبح الأردن بشهادة كل صاحب ضمير حي، ودلالات الاشراقات الساطعة كالشمس، دولة مؤسسات حقيقية.

وما كان هذا البناء ممكناً لولا وعي اجيال من رجالات الدولة التي شاركت في صناعة هذه المؤسسات، واخرى تخرجت منها لتضيف اليها، لطبيعة الزمن، الذي لا يعرف الوقوف عند المحطات، ويتجاوز الذي يعجزون عن الدخول في سباق معه.

برؤيته العصرية اطلق جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه شارة انطلاقة جديدة نحو العصرنة، وتحديث الدولة والمؤسسات، لتجاري روح العصر، وتجيب على اسئلته الصعبة والمعقدة.

ومثلما اثمرت بدايات التجربة عن مداميك اولى لدولة المؤسسات، فتحت عملية التحديث التي اطلقها جلالته افاقاً جديدة، تضمن تفعيل التجربة، وديمومة البناء على ما تم انجازه.

فقد جاءت الانطلاقة الجديدة، لتحافظ على معادلة البدايات وقيمها، المبنية على الامان والتنمية، والعدالة، والامن الاجتماعي، والشعور بالمواطنة، في اطار رؤية جديدة للراهن والمستقبل.

بهذه الرؤية واجه الاردن التحديات، وحافظ على استقراره، وسط العواصف الاقليمية العاتية، واحتفظ برسالته، ودوره الفاعل، في خدمة القضايا العربية.

وبشموخ اشجار زيتونهم التي تحفر جذورها عميقاً في الارض المباركة، وتعانق فروعها السماء، وبروح اجدادهم الانباط التواقة للعطاء والابداع، ووضوح رؤية قيادتهم، يحتفل الأردنيون اليوم باستقلالهم، والشهر المقبل بعيد الجلوس الملكي، وهم يتكئون على إرث كبير من انجازات الدولة الحديثة، وثقة المجرب في صناعة المستقبل.

وفي هذا العرس الوطني الأردني، العزيز على قلوب ابناء امتينا، لا يسعني إلا أن اتقدم باسمي وباسم بلادي الكويت، بأسمى التهاني القلبية، وآخر دعوانا الحمدلله.

عشت يا صاحب الجلالة.. وعاش الأردن.. والشعب الأبي

* سفير دولة الكويت لدى الأردن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد