ورد المنسي ..

mainThumb

24-06-2009 12:00 AM

في الأيام الأولى من اختفاء الطفل (ورد الربابعة) لم تبق صحيفة يومية الا وأفردت له صفحاتها الأولى، ولا صحيفة اسبوعية الاّ وشرحت تفاصيل تفاصيل اختفائه وصوّرت زواريب حارته، وأحصت عدد بلوكات قريته، كما لم يتبق كاتب واحد الا وتناوله في مقالة أو خاطرة، ولا موقع اليكتروني الا وتابع اخباره وأقوال جيرانه وتكهنات أقاربه..كما لم يتبق سوبر ماركت او صالون حلاقة أو باص كوستر الا وعلّقت صور ورد على واجهاتها..كم جميل تلك النخوة وذلك الوهج...وكم محزن هذا الانطفاء وهذا الانكفاء المفاجىء...

كل صباح أفتح الجريدة لأقرأ شيئاً عن ورد المنسي، لمفاجأة لا نتوقّعها، للغز يفكك امامنا كما تفكك المسائل الرياضية المعقّدة..فلا أجد..كم محزن هذا الانطفاء، حيث أصبحت الطفولة مثل خبر ماسورة مكسورة أو مطالبة متكررة بمطب- مجرد إشارة من فوق الجوزة- تجد مكانها في كعب صفحة داخلية او لا تجد..وكأن ورد ليس قضية مجتمع كامل، وليس كابوس كل الآباء والأمهات..

ما زلنا نمارس حياتنا بمنتهى ألأنانية، نعود الى البيت وأطفالنا تحت اجنحتنا..يلعبون، ياكلون يكبرون، ينامون ..نغطّيهم بجفوننا..ونوقظهم برموشنا..ناسين أو متناسين ان جفن ام ورد لم ينم، وان رمشها يتوقّع طرقة باب منذ شهرين ..ناسين او متناسين، أن ذاك الجميل لم يغب عن البال لحظة، فهو يحضر كل حين بنداء لاهث..أو بركضة ،كركضة مهرٍ يتباهى في حضرة أمه..

أريحونا يا نشامى..فكلنا آباء ورد...الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد