مفاوضات بالي حول المناخ رهينة الاستحقاق الانتخابي الاميركي

mainThumb

12-12-2007 12:00 AM

السوسنة - يلقي الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الاميركي وانشغالات الادارة الاميركية في السياسة الداخلية مع دنو ولاية الرئيس جورج بوش من نهايتها بظلالها على المفاوضات في بالي حول نظام عالمي لمكافحة التغير المناخي. ففيما يتواصل ازدياد الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة وتجرى مساع لتحديد التزامات طموحة بهدف خفضها في العقود المقبلة من خلال ضم البلدان النامية الى الجهود تسعى الولايات المتحدة جاهدة لحذف اشارة وحيدة في الاعلان النهائي الجمعة الى ارقام تمت مناقشتها حتى الان.

و"يقر" النص المستند الى توصيات علماء بان على البلدان المتطورة ان تقوم بتخفيضات صارمة للانبعاثات بنسبة تتراوح بين "25 و40% بحلول 2020 قياسا بمستويات 1990".وقد تم تبني هذه النسبة المفترض ان تكون اساسا للمفاوضات اثناء اجتماع سابق في فيينا.

لكن الولايات المتحدة حذفت بوضوح هذه الفقرة التي اختفت كليا من مقترحها الاخير.

وقالت بولا دوبريانسكي التي تترأس الوفد الاميركي "لا نريد الحكم مسبقا او ان نحدد مسبقا الى اين ستقودنا عملية المفاوضات هذه".

وقال مفاوضها هارلن واتسون بعبارات اوضح "في الحقيقة عند ورود رقم في نص فهذا يعطي المنحى ونتيجة المفاوضات".

واضاف "اننا نريد نصا محايدا".

ومؤتمر بالي لا يفترض ان يحدد اهدافا ملزمة لما بعد العام 2012 لتحل مكان التعهدات الاولى بموجب بروتوكول كيوتو بل يفترض فقط ان يضع اطارا وجدولا زمنيا للمفاوضات التي يفترض ان تنتهي في العام 2009.

ولم تصادق الولايات المتحدة على بروتوكول كيوتو لتكون الدولة الصناعية الوحيدة التي لم تفعل متذرعة بانه يعوق اقتصادها وهي متحفظة بصورة عامة ازاء التوقيع على التزامات متعددة الاطراف.

لكن فيليب كلاب المدير المساعد لبيو سنتر احد اهم مراكز الابحاث الاميركية حول البيئة لفت الى ان الولايات المتحدة "اعطت موافقتها على نسبة تراوح بين 25 و40 % هذا الصيف في فيينا ولم يكن احد وخصوصا الامم المتحدة يتوقع ان تضع عراقيل هنا".

واضاف "ان هذا الموقف يعني خصوصا انها لا تريد قطعا اي التزام محدد بالارقام تجبر على ارجائه في وقت يطرح فيه حتى الجمهوريين في الكونغرس اهدافا لخفض الانبعاثات الاميركية حتى 70% بحلول العام 2050".

ورأى ان "ادارة بوش ليس لديها اي خطة مطروحة على الطاولة هنا" وهي تحتفظ باوراقها للقمة الثانية (بعد قمة واشنطن في ايلول/سبتمبر) للدول الرئيسية المنتجة للانبعاثات التي تريد تنظيمها في تموز/يوليو. وقال كلاب "ان كانت هناك اهداف محددة بالارقام فستعلن هنا (في الولا المتحدة) في صلب الحملة الانتخابية بين مؤتمري الحزبين الديمقراطي والجمهوري" المكلفين اختيار مرشيحهما الى البيت الابيض.

واعتبر ان "مؤتمر بالي هو ضحية هذا الاستحقاق الداخلي".

وفي هذا السياق اعلنت كندا واليابان في خطوة مساندة لواشنطن رفضهما لاي اشارة الى "25/40%". وقال كلاب "ان كندا واليابان اللتين تلقيان صعوبات في التزام تعهداتهما في اطار اتفاق كيوتو واللتين ترتفع انبعاثاتهما من الغازات السامة بنسبة 1% سنويا لا تريدان تحمل وزر التزامات في المستقبل ان لم تفعل الولايات المتحدة ذلك".

وقد اقر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء بانه "للتوصل الى اتفاق حول اهداف سيتطلب الامر على الارجح مفاوضات اخرى. لكن الافضل التوصل الى اتفاق باسرع وقت ممكن حول هذه النقطة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد