العرب في اجازة ونتنياهو في حالة هجوم

mainThumb

15-08-2009 12:00 AM

كنت مشاركا في احد مؤتمرات الجامعة العربية الاعلامية في تونس عندما طرح موضوع جدول الجلسات السنوية لاتحاد اذاعات الدول العربية, فقد طالب عدد من الوفود عدم تعيين اي موعد في اشهر الصيف, تموز وآب, وذلك لانها شهور للاستجمام والسياحة (وما فيه حدا فاضي).

هذا ما يحدث اليوم, العرب الرسميون في اجازة صيفية ممتدة ستلتحم مع (شهر رمضان) الذي يُستغل لإشهار البطالة العامة, وبالمقابل فان نتنياهو واعضاء حكومته ومعهم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وانصار اسرائيل في الكونغرس مشغولون حتى آذانهم في تنظيم حملة هجومية واسعة (سياسية واعلامية) ضد اوباما وضد السعودية والدول العربية دفاعا عن مشاريع الاستيطان والتهويد ومواقف الحكومة الاسرائيلية الرافضة للسلام.

وبينما لم نر او نسمع او نلمس وجود تحرك عربي شامل يناصر الموقف الذي اعلنه وزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل في واشنطن بعد لقائه كلينتون, وهو رفض القيام باي خطوات تطبيعية مقابل لا شيء والتمسك بالمبادرة العربية (كل شيء او لا شيء) اي السلام الشامل مقابل التطبيع الشامل. فان جبهات تكونت منذ ذلك التاريخ في الولايات المتحدة للضغط على السعودية (بدل اسرائيل) لجعل الاستيطان شرعيا.

في الكونغرس رفع غالبية النواب والشيوخ الامريكيين رسالة الى اوباما يطالبونه بالضغط على السعودية والدول العربية لتقديم الجوائز التطبيعية لحكومة اسرائيل. هذا بينما يستعد نتنياهو وليبرمان ووزراء آخرون, من امثال دان مريدور وموشيه يعالون وبنيامين بيغن ويوسي بيلن ودانيا أيالون ورجال اعلام وشخصيات اسرائيلية كبيرة للبدء بهجوم اعلامي شامل, يبدأ بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نهاية ايلول, ويتضمن القيام بحملة اعلامية في الولايات المتحدة للضغط على اوباما, وتشويه صورة الموقف العربي من السلام. واظهار ان اسرائيل تتعرض لهجوم وحصار ظالم من العرب!!.

مرة اخرى, العرب الرسميون في اجازة, اما السلطة الوطنية فهي منقسمة, بين حفلات الدبكة والافراح والليالي الملاح ابتهاجا بالقيادة الجديدة لفتح وبين من يستعد لانقسام جديد وقيادات اخرى فتحاوية تصطف الى جانب المعارضة مثل حماس والجهاد .. الخ.

وبعد ذلك ماذا سيتوقع الفلسطينيون والعرب ان تكون عليه خطة اوباما حول القضية الفلسطينية?

الخبر لن يكون سارا, والمولود سيكون اما معاقا او بملامح صهيونية, والنتيجة التي قد يلجأ اليها اوباما هي الاستسلام للضغوط الصهيونية, ما دام لا يرى امامه احداً من الدول العربية. وما دامت هذه الدول قد خبأت كل اسلحتها في الصراع مع اسرائيل, وبدل ان تندفع الى مقاطعتها وتشديد الحصار عليها, مع وجود العذر السياسي المقنع وهو (حكومة نتنياهو) نجد ان هذه الدول تخاذلت واسترخت وذهبت في اجازة صيف طويلة الى ان اصبح الضغط موجها لها (بدل اسرائيل) من اجل مزيد من التطبيع, اي مزيد من الاستسلام والتفريط والهوان!.0العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد