الخبرة لا تتقاعد

mainThumb

29-08-2007 12:00 AM

البعض يعتقد ان المتقاعد شخص فائض عن المجتمع او عبء عليه، وأنه كائن معدوم الانتاجية، ورقم جديد على يمين البطالة والمديونية العامة، لا يمكن الاستفادة منه بأي شكل من الاشكال في دفع عجلة التنمية. مؤشرات الواقع تثبت عكس هذا الاعتقاد، وسأسرد مثالا حيا على ذلك: يوم الاثنين الماضي قمت بزيارة قصيرة الى مؤسسة المتقاعدين العسكريين بمعية استاذين كبيرين سلطان الحطاب والدكتور عمر الخطيب، وتعرفت معهما على مشاريع مذهلة ورائدة تقوم بها هذه المؤسسة، طبعا ابطالها وافرادها وموظفوها ومستثمروها ومشغلوها هم من المتقاعدين العسكريين، في البداية كنت اتخيل المؤسسة ذات مبنى بائس تقوم بنشاطات اجتماعية خجولة وبعض التجارات الخفيفة التي لا تغطي مصاريفها.. لكني فوجئت بحجم الارباح الصافية التي حققتها خلال سنة واحدة والتي تجاوزت الـ 5ر3 مليون دينار، كما تبين ان لها استثمارات تجارية وزراعية وصناعية رائعة ورائدة ففي مجال الزراعة هناك مشاريع كبيرة، مزارع ابقار ودواجن وأسماك ومزارع حمضيات في مختلف مناطق المملكة وقريبا مزارع نخيل في الرويشد، كما ان لها سوقا تجاريا ضخما في كل محافظة خاص بالمتقاعدين العسكريين يقوم بتوفير السلع باسعار منافسة وبالتقسيط، كما تملك المؤسسة حصة في تكسي المطار و141 سيارة شحن أخرى، ولديهم 46 جمعية تعاونية في مختلف المدن والقرى تعنى بمكافحة الفقر والبطالة بين افراد المتقاعدين وأسرهم كما تقدم لهم القروض وترشدهم للمشاريع الناجحة، وهناك ما يزيد عن 9000 متقاعد عسكري حصلوا على دورات مجانية في مجال الكمبيوتر أهلتهم لسوق العمل في القطاع الخاص وبعضهم التحقوا بعقود من خلال المؤسسة بجيوش دول خليجية.

قد تلاحظون اني اتكلم عن هذه المؤسسة بحماس زائد ربما، لانني شعرت كما يشعر أي مواطن اردني بالفرح الغامر عندما شاهدت نموذجا حقيقيا للنجاح، فنحن نفرح لأي مؤسسة او مشروع وطني رائد، فهذه البلد بلدنا والفلوس فلوسنا وكل من يساهم في الانتاج والتشغيل والتخفيف من عبء البطالة نبوسه بين عيونه، بالمقابل نتألم ونحزن لتعثر أي مشروع وطني لأن فيه هدرا لأحلامنا وثروتنا وفرصنا في التقدم..

سأختم مقالي هذا بعبارة قالها لي اللواء المتقاعد احمد العميان / مدير عام المؤسسة، عندما سألته عن مدى نشاط المتقاعدين وجهودهم ونتاجهم في مشاريع هذه المؤسسة قال لي جملة مختصرة: الخبرة لا تتقاعد..

ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد