مناطق تنموية

mainThumb

09-09-2007 12:00 AM

أمس كان اطلاق منطقة تنموية في محافظة معان هي المنطقة الثالثة بعد المفرق وإربد. وفكرة هذه المناطق تقوم على محاولة اقامة نشاط تنموي في المحافظات المختلفة، اي استدراك على سياسات اقتصادية، خلال العقود الماضية، اعتبرت ان تقديم خدمات البنية التحتية هو حق العديد من المحافظات، وكان هذا على حساب حقوقها من المشاريع التنموية الكفيلة بايجاد فرص عمل ونشاط اقتصادي.

وما بين التقصير بحقوق هذه المناطق التنموية وحرمانها حقها حتى من الخدمات الاساسية، في قضايا التعليم والصحة وغيرها، نشأ ما يسمى بالمناطق الأقل حظا وهي في الحقيقة الاقل انصافا، ونشأ لهذه المناطق سلسلة من الحقوق المنقوصة التي يفترض اكمالها.

امس كانت معان، وبعدها ستكون المنطقة التنموية في منطقة الازرق، وقبلهما كانت المفرق وإربد, وربما تكون هناك مناطق اخرى، ولهذا ننظر الى فكرة هذه المناطق على انها منظومة عمل لإعادة بناء التنمية الاقتصادية ورسم خريطة التنمية بشكل يعالج خللا تاريخيا، ويجعل حركة الحكومات نحو المحافظات المختلفة قائمة على مشاريع تقدم بنيتها التحتية والتسهيلات التشريعية والإجرائية، ويقوم القطاع الخاص او الضمان الاجتماعي بإقامة المشاريع وتوفير فرص العمل.

وفكرة المناطق التنموية ليست تحويل بعض المناطق الى ارض للمشاريع، بل أن تكون بؤر نشاط اقتصادي تستفيد منه محافظة او مجموعة مدن حول كل منطقة، والفكرة التي بدأت عام 2007 بمنطقة المفرق ليست مطلوبة لذاتها ويفترض ان يتم تقييمها بعد ان تأخذ كامل وقتها، لكن التقييم يتم وفق معايير منها:

1- مدى قدرتها على خلق فرص عمل حقيقية قادرة على توفير دخل معقول.

2- ان تتحول المناطق المستهدفة الى مناطق جاذبة لأهلها وشبابها بدلا من كونها الآن مناطق طاردة. فاليوم هنالك هجرة للبحث عن فرصة عمل، واحيانا تكون فرص عمل محدودة الأجر.

3- أن نصل إلى مرحلة نتخلص فيها، ولو بنسب مرتفعة، من مصطلحات المناطق الاقل حظا او المظلومة، طبعا لا نتوقع ان تصبح هذه المناطق مثل عمان او اربد، لكن على الاقل ان تتخلص من كثير من عوامل الضعف التنموي.

4- ولعل النجاح الاكبر أن نوفر حالة ايجابية لدى المستثمرين الاردنيين او العرب والأجانب تجعل ذهابهم الى تلك المناطق للاستثمار امرا مجزياً لهم. فصاحب المال يبحث عن استثمارات توفر له ارباحا ومردودا.

5- ولعل من معايير النجاح ان نخفض لدى قطاعات من الحكومات والجهات الرسمية ثقافة الكرتونة، هذه الثقافة التي كانت الطريق الاسهل في التغطية على فقر المسار التنموي، فالكرتونة التي تضم عدسا مجروشا وزيت وفاصولياء ومعكرونة وعلب السردين ليست بديلاً عن حلول حقيقية لمشكلة فقر الناس الا من فقد القدرة على العمل.

6- ولنكون عادلين فإن الوقت لا بد ان يعطى لهذه المناطق ومشاريعها، لكن بعد كل هذا الوقت يفترض ان نجد شيئا ملموسا، اي مشاريع باتجاه توفير فرص العمل، وان لا تكون اقامة المناطق التنموية مدخلا لرفع اسعار الاراضي او زيادة نشاط السماسرة، او ان نجد مشاريع ليست هي التي كان يتم الحديث عنها.

واذا كنا جميعا نتحدث عن عدم احساس فئات واسعة من الاردنيين بأرقام النمو فإن نجاح هذه المناطق التنموية، نجاحاً حقيقياً، يمكن ان يساهم في تغيير هذا الإحساس بل الواقع.

sameeh.almaitah@alghad.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد