السوسنة - صدر حديثاً عن دار الخليج للصحافة والنشر كتاب أوراق أردنية للؤلفين د. محمد العناقرة ود. لؤي بواعنة. حيث يتناول هذا الكتاب محطات هامة من تاريخ الدولة الأردنية منذ التأسيس وحتى عصرنا الحالي. ففي أوراق أردنية ... تبدأ الحكاية ولا تنتهي، تمر الأعوام ومازالت الأوراق يانعة رغم عاديات الزمن، فذاكرة الوطن تلملمها كلما أينعت براعم جديدة لتحدثها عن ما جرى وعن الأماكن والأزمنة وعن الأهل ونعم الأهل.
أوراق بها الاستقلال والاحتلال، الهزيمة والانتصار، بها تاريخنا تاريخ آبائنا وأجدادنا، بها عمان وأم قيس والكرك وعجلون وجرش وبتراء عجيبة الدنيا وكل مكان في بلدنا الفخر به يلاقينا، نستذكرها نحن وأنتم، عسى أن تكون شموعاً تضيء لأجيالنا دروب الماضي ليعبروا بها جسور المستقبل، فكما لكل مقام مقال، لكل جيل أوراق أردنية.
هناك الكثير الكثير من الشخصيات والرموز الوطنية الذين لم تخبرنا عنهم الأرفف بعد، فمازالت مكتبتنا الأردنية تراهن على وجود كوكبة من الرموز والشخصيات الأردنية يستهوي الأجيال اللاحقة التعرف عليهم ، هناك السياسيون ورجالات الدولة ممن تركوا بصمات واضحة للعيان بأعمالهم الخالدة ، وهناك الأدباء والمفكرون ممن تميزوا بأسلوبهم العذب الذي لا يمل فإن واتتك الفرصة لقراءة عمل أدبي فلا بد أن يكون عملاً لواحد من الأدباء المدرجة أسماؤهم في أوراق أردنية، وهناك المجاهدون والشهداء أصحاب أعلى المنازل في الدنيا والآخرة، بالإضافة إلى وجهاء العشائر ورجال الدين ومجموعة من الوطنيين المخلصين الذين قدموا الكثير من الولاء والإخلاص للأردن والأردنيين وهم على رأس عملهم.
تعود فكرة صفحة أوراق أردنية وهي إحدى صفحات صحيفة الدستور الأردنية الغراء، ويعود الفضل لأهل الفضل لمعالي الدكتور نبيل الشريف وزير الإعلام الأسبق ورئيس تحرير صحيفة الدستور آنذاك وذلك بموافقته على طرح الشخصيات الأردنية ضمن صفحة أوراق أردنية انطلاقاً من إيمانه بضرورة إعادة قراءة تاريخ الأردن وأهمية توثيقه للأجيال القادمة حيث إن معرفة مواقف القيادات والرجالات الأردنية عبر تاريخ الأردن واجب وطني.
حبى الله تعالى المملكة الأردنية الهاشمية بنعمة الهاشميين صناع المجد التليد، فقد شهدت مملكتنا تطورات متلاحقة ومتسارعة في ظل القيادة الهاشمية الأبية منذ عهد الملك المؤسس عبد الله الأول وحتى وقتنا الحاضر، شعارهم مواصلة العمل والبناء لهذا الوطن المعطاء منتهجين العدل أساس الحكم والإخلاص أساس العمل فبادلهم الأردنيون البقاء على العهد والوعد معلنين الوفاء المطلق للعرش الهاشمي فأردننا هو أردن الآباء والأجداد الأحرار المخلصين، حفظ الله الأردن في ظل الراية الهاشمية المظفرة.
والقارئ لأوراق أردنية يجد بين طياته شخصيات عديدة لها عظيم الفضل في بناء وتأسيس الدولة الأردنية في مختلف المجالات سياسية، أدبية، اقتصادية، عسكرية، تعليمية اجتماعية... وأقل واجب يمكن تقديمه لهم هو الكتابة عنهم وإن كانت الكتابة لا تفيهم حقهم.
يقال بأن الشخصيات الواردة في أي كتاب هي من أهم العوامل التي تحدد قيمة ومكانة هذا الكتاب وهنا تجدر الإشارة إلى أن اختيارنا لهذه القائمة من الشخصيات الأردنية لا يقوم على المراكز وإنما على الشخصية التي أحدثت فارقاً في مجالها كونها شخصيات محددة المعالم تعبر عن الواقع آنذاك أو تظل انعكاساً للواقع ، وذلك بعرض أبرز المواقف التي مرت في حياتهم أثناء مقابلتهم بشكل شخصي مباشر وسبر غور ذكرياتهم ، أو برواية أبنائهم أو المقربين منهم ممن اطلع على واقع حياتهم بشكل شخصي مباشر.
ويتناول هذا الكتاب العديد من المحطات في تاريخ الدولة الأردنية منذ تأسيس الدولة الأردنية وإلى عصرنا هذا، فقد تناول الهاشميون آل البيت، والشريف الحسين بن علي "الملك الثائر"، والملك عبد الله الأول بن الحسين "الملك المؤسس صانع الاستقلال، والملك طلال بن عبد الله "صانع الدستور"، والملك الحسين بن طلال "المـلك البانـي، وقائد الوطن الملك المعزز "جلالة الملك عبد الله الثاني"، وأحمد الطروانة "رجل الدولة والقانون"، ودولة السيد زيد الرفاعي "رجل الوطن والدولة"، ودولة طاهر المصري، ودولة فـايز الطــراونة "رجـل المهمـات"، ودولة السيد عبد الرؤوف الروابدة، ودولة المهندس علي أبو الراغب ، دولة فيصـل الفايـز "الرئيس الثالث والعشرون لمجلس النواب الأردني، ودولة الدكتور عدنان بدران، ودولة الدكتور معروف البخيت، ودولة السيد نادر الذهبي، ودولة السيد سمير زيد الرفاعي، ودولة الدكتور عون الخصاونة، والفريق أول المتعاقد محمد باشا الرقاد "إعادة قراءة في تاريخ الأردن"، وليلـى شـرف، ورجائـي المعشـر "رجل الدولة والاقتصاد"، ومـروان الحمـود "أبـو العبـد الرجل الطيب"، وصلاح أبو زيد "أول صوت إذاعي قال: هنا عمان"، والدكتور سعيد التل "رجل التطوير والتحديث"، والباشـا "عـارف البطاينـة"، والشيخ سلطان العدوان "شيخ الرياضيين"، وكامل العجلوني "الطبيب المبدع"، والدكتور عبد السلام العبادي، والحاج حمدي الطبّاع "رجل الاقتصاد"، والحاج حيدر مراد "شاهبندر التجّار"، والشيخ نوح القضاة، ومحمد علي العجلوني "أحد أبطال الثورة العربية الكبرى"، والشهيد البطل محمد حمد الحنيطي "أول استشهادي على ثرى فلسطين"، والمجاهد أحمد مريود، والمجاهد نجيب بن سعد العلي البطاينة "أول شهيد عربي أردني على التراب الليبي"، وعوني عبد الهادي "المجاهد العربي الكبير"، والمجاهد خلف محمد التل، والمجاهد محمود الموسى العبيدات "فارس معارك القدس"، والشيخ عبد الله الكليب الشريدة، والشيخ نـزال العرموطـي، ومحمد أحمد الأسد "قائمقام العقبة"، وميرزا باشا وصفي "مسيرة الرجّال في أعوام البناء والتأسيس"، والشيخ عبد القادر التل، وصالح رفيفان المجالي "أمين عام مجلس شيوخ العشائر"، وصــادق الشـــرع، ومحمد أفندي الحمود "أول رئيس لبلدية اربد"، والشيخ فهد مقبول الغبين "أحد أبطال معركة الكرامة"، وروكس العزيزي، ويعقوب العودات "البدوي الملثم"، والعلاّمة محمد تيسير ظبيان، ورفعت الصليبي، وحسن البرقاوي "أستاذ الجيل الأردني"، والدكتور محمد صبحي أبو غنيمة "السياسي والأديب"، وسليمـان عــرار، ومحمود الكايد "عميد الصحافة الأردنية"، وتوفيق النمري "شيخ الفنانين الأردنيين"، وجورج حداد "شيخ الصحفيين"، والأديب فراس العناقرة "في ذكرى الغائب الحاضر"، وعبد الكريم الغرايبة "الشيخ المعلم"، وعلـي محافظـة "رجل التاريخ والدبلوماسية"، والعلامة محمد عدنان البخيت "جهود مميزة لتوثيق تاريخ بلاد الشام"، والدكتور سلطان أبو عرابي "حارس النجاح"، ومريود التل "رجل لن ينساه التاريخ"، وصالــح درادكــة "الأستـــاذ الجليـــل"، ومحمد عبدالله المعنقر "رجل الموقف"، وقبيلة العدوان.
أوراق أردنية... هي أوراق تحمل في طياتها سيرا لنخبة من أبناء الوطن أصحاب الهمة العالية سعيا لإحياء أبرز التضحيات لبعض رجالات الأردن . فعظيم الشكر والامتنان لهم ولكل من ساهم في بناء أردننا الغالي بقيادة الملوك الهاشميين ، دعما لمسيرة الوطن على مر السنين ستبقى صفحات التاريخ مضيئة بالعطاء البطولي المخلص للأردنيين على مر الأجيال، فالذكريات العظيمة هي تلك التي ترويها الأجيال، جيلاً بعد جيل ، والتاريخ المشرق هو رمز أصالتنا وعروبتنا التي سطرت موقعها في بؤرة الذاكرة، فحب الوطن لدينا أسطورة حب دائمة.