احذروا .. شراب التمر الهندي المعروض في الاسواق الرمضانية

mainThumb

25-08-2009 12:00 AM

علاء بني خلف - سنتحدث في هذا المجال عن شراب متعدد الفوائد منتشر عند كثير من المحلات متميز بطعمه الرائع وبرودته التي تطفئ ظمئ العطشان يباع لمختلف أطياف الشعب يعشقه الصغير قبل الكبير وهو غالبا ما يكون مرتبطا مع شهر رمضان الكريم فترى الناس يتدافعون ويتسابقون عليه ويصطفون بطوابير للحصول على كيس بربع دينار أو حسب الكمية المطلوبة , فما حقيقة هذا الشراب الطبيعي والفرق بينه وبين الصناعي الذي كسح الأسواق في هذه الأيام .

التمر الهندي هو لب ثمار قرنية لنبات شجري دائم الخضرة سريع النمو يصل ارتفاعه إلى حوالي ثلاثة أمتار وأوراقه مركبة الأزهار عنقودية، صفراء اللون والخشب صلب لونه مائل إلى الحمرة، الثمار عبارة عن قرون ويستخدم اللب البني لحمي حمضي المذاق الذي يغلف البذور وحين تجمع الثمار تزال قشورها الصلبة ثم تعجن فتتكون كتل سمراء اللون وربما تخلط بسكر ليساعد على حفظها وعدم فسادها، يعرف التمر الهندي بعدة أسماء منها الحمر والحومر والعرديب والصبارو الاسم العلمي له Tamarindus indicaوموطنه الأصلي يقال إفريقيا ومن ثم انتقل إلى الهند فاشتهر هناك فعرف باسم الهند إي التمر الهندي . إما من حيث فوائدة فهي عديدة وهذا ليس موضوعنا .

ولكن المهم أن ا لكيلو الواحد من مادة التمر الهندي بعد أن يضاف إليه "5" كيلو سكر، حتى تطغى نسبة الحلاوة على الحموضة التي تنخفض إلى درجة "25إلى 100"، ينتج "425" كأس من شراب التمر ويكون لونه بني غامق وليس اسود و قد يضاف اليه ماء الورد او الكركديه و قليل من بذر الشومر ومهما تم تصفيته الا انه يبقى فيه بعض الشوائب من المادة الأصلية التي تم نقعها ومن ثم تصفيتها , فكيف يكون هذا متوافقا مع ما نراه في الأسواق وبأسعار ليست بالمرتفعة في ضل ارتفاع ثمن السكر وهذا يعتبر مكونا أساسيا له , وهذا ما فسره لي احد الأشخاص الذين يمارسون هذه المهنة فانه يقول: "إن المكون الرئيسي لهذا الشراب يكون بإحضار قليل من الصبغة وقد تكون طبيعية ولكن بعض التجار يلجأ لاستخدام صبغة أخرى كالتي تستخدم في الملابس لرخص ثمنها مقارنة بالصبغة الطبيعية ومع إضافة كمية قليلة من ملح الليمون لإضفاء نوع من الحموضة في الشراب و مع قليل من نكهة التمر الهندي مضاف إليه ماء الورد ومن ثم يضاف إليه السكر فينتج شراب تمر هندي كما نراه عند كثير من التجار باللون الأسود خالي من إي شوائب لان آخر مكون له هو مادة التمر " وعند سؤالي له عن الأدوات المستخدمة وهل يراعى فيها النظافة قال :" أحيانا نلجأ لاستخدام إناء كالذي يستخدم في الدهان (دلو دهان ) لخلط المواد ومن ثم حفظها في برميل بلاستك وهي بالطبع مكان مناسب للتجمع الذباب والنحل و النمل وغطائها لا يمنع سقوط بعض هذه الكائنات فيها وعند تحريك الشراب نستخدم ملعقة طويلة وعند العجلة نستخدم أيدينا وهذه الأدوات المستخدمة نادرا ما يتم تنظيفها لأننا سوف نستخدمها في اليوم التالي و لهذا أنا لا اشرب مما نصنع وأفضل صنع هذا في بيتي بنفسي ".

وأخيرا فان مكونات هذا الشراب التي قد تسبب بمضاعفات خطيرة في الكلى والمعدة والكبد بسبب الإصباغ والنكهات المستخدمة و كذلك الطريقة التي ينتج فيها وفي ظل غياب الرقابة الصحية وجشع التجار فان هذا الشراب قد يتحول إلى سما نتناوله وخصوصا إننا نشربه على معدة فارغة من الطعام ومن هنا نوجه النداء إلى مؤسسة الغذاء والدواء للقيام بواجبها من اجل مراقبة محال بيع هذه العصائر ومحاسبة المخالفين لأننا نجد في رمضان الكل يبيع هذه العصائر من مطاعم وبقالات حتى المخابز وعلى جوانب الطرق والأرصفة أمام ناضر الجميع غير أبهين بأحد ولا حتى بحرمة هذا الشهر الكريم الذي يحرم بالغش والكذب والاستغلال .

clevermaleman@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد