استغفال الشعوب

mainThumb

26-12-2015 03:47 PM

ملفت للنظر ما يفعله حكام العرب من استغفال لشعوبهم واستهتارا بذكاء مواطنيهم ‏حيث تجدهم يدعون الى الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ولديهم أكثر القوانين ‏تخلفا واستبدادية تعاقب الفرد على حرية الفكر والاعتقاد والتعبير...يدعون الى ‏الديمقراطية وحكم الشعب للشعب وانتخابات حرة نزيهة وهم لا يعدمون الوسيلة في ‏دعم المتجبرين والسراق ويتم تزوير الانتخابات بعلمهم وعلى مرأى منهم....‏
 
هؤلاء الحكام يغتصبون الشرعية باسم الشرعية ويستهبلون شعوبهم ويدعون بأنهم ‏قابلوا رب العزة مرتين وأنهم يرون مالا نرى.. في مصر يقول رئيسها موجها خطابه ‏لشعبه "أنكم أنتم من أتيتم بي إلى سدة الرئاسة وسأغادرها إذا رغبتم بذلك وهو ‏الذي قتل أكثر من خمسة آلاف من شعبه وكبت الحريات واختطف السلطة ويعود ‏ليقول بأنه سيترك السلطة إذا كانت إرادة الشعب تبغي ذلك أي هراء وأي استغفال ‏أكثر من ذلك؟؟ .‏
 
في سوريا يقتل الأسد شعبه في درعا والغوطة وحمص واللاذقية وتقول وسائل ‏إعلام السفاح بشار أن هذه الجماعات مدعومة من الكيان الصهيوني...في الجزائر ‏غربا يتحدث بوتفليقة عن إرادة الجماهير التي انتخبت شخصا فاقد الأهلية وكأن ‏الجزائر شعب عقيم ليس فيه رجال؟ أما في اليمن فقد دمر المخلوع الشاويش ‏عبدالله صالح بلده مرتين مرة بنهب أكثر من ستين مليار من ثروات الشعب اليمني ‏عندما كان رئيسا لمدة ثلاثون عاما طباقا والثانية بتدمير منجزات اليمن ومؤسساته ‏ووحدته الوطنية بعد أن تم خلعه من قبل الشعب .‏
 
أما بالنسبة لممارسات الحكام في دول العائلات والقبائل في الشرق والغرب العربي ‏ومواقفهم المناهضة لإرادة الشعوب العربية الساعية للحرية والكرامة فأقل ما يقال ‏فيها بأنها أكثر إيذاء لمصالح الأمة العربية والإسلامية من مواقف أعداء الأمة. ‏
 
غريب أمر هؤلاء الحكام الحشاشين الذين يستهينون بذكاء شعوبهم ويضحكون عليهم ‏جهارا نهارا ويستمرون في نهب شعوبهم وتدمير مقدرات الناس وللأسف ما زلنا نجد ‏في هذه الشعوب من يصدقهم ويدافع عنهم ويحميهم ويدعوا لهم من على منابر ‏المساجد. ‏
 
لا تستغربوا أيتها الأخوات والإخوة إذا ما استمر هؤلاء الحكام الدكتاتوريين ردحا من ‏الزمن ما دام الناس ينظرون الى أنفسهم كرعايا ومقيمين وليسوا مواطنين وأهل بيت ‏في ديارهم وأوطانهم...هؤلاء الحكام ينامون ليلهم الطويل مرتاحين مغتبطين لهكذا ‏شعوب نائمة أليفة يمكن الضحك عليها وشراء بعض مواطنيها بالمال حينا وبالجاه ‏والسلطة حينا آخر في الوقت الذي تدعي هذه القيادات العائلية القبلية أن الشعب ‏راض عنها وأن الجماهير تدعمها وأنها أخمدت جذوة الحركات الإسلامية غير ‏‏"الوسطية" واستعادت ولاءات القبائل والعشائر أو أنها تجاوبت مع التيارات الشعبية ‏الجارفة لتحمي الأمة من خطر التطرف الإسلامي الداهم إنهم يدعون أنهم حماة ‏المقدسات وأنهم مفوضون بالوصاية العامة على مقدساتنا وأنهم حريصون على ‏مصالح ومستقبل الأمة وهم في الواقع يفعلون كل ما بوسعهم لمقاومة الإسلام ‏وشريعته ويصرون على إبقاء الإسلام حبيسا لجدران المساجد وبعيد عن السياسة ‏حتى يستمروا في نهب شعوبهم واستعبادها.‏
 
‏ إنهم يريدون إسلاما كهنوتيا حدوده الأديرة والمعابد فقط ...إنهم يريدون إسلام دروشة ‏منشغل في العبادات فقط والإفتاءات والأحكام الشرعية في قضايا متصلة بشفط ‏الدهون واستخدام المنشطات الجنسية والطلاق على الواتس أب ومقدار طول ‏اللحية الشرعية وحكم استخدام السشوار وتصغيري الثديين أو تكبيرهما .‏
 
والخلوة بين الرجال والنساء العاملين في المكاتب .نسأل المولى جل في علاه أن ‏ينتقم من كل أولياء الأمور الذين يسيئوا الى شعوبهم وينشروا الظلم ويحموا ‏الفاسدين ويقاوموا ويظلموا من يدعون الى عزة الوطن واستعادة كرامة مواطنيه .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد