غدا الذكرى التاسعة والثلاثون لجريمة احراق المسجد الاقصى المبارك

mainThumb

20-08-2008 12:00 AM

تصادف غدا الحادي والعشرين من آب الذكرى التاسعة والثلاثين لجريمة احراق المسجد الاقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
وتعود ذاكرة العرب والمسلمين الى تاريخ هذا اليوم من عام 1969 حين هتفت الشعوب العربية والمسلمة صوتا واحدا داعية الى الجهاد وانقاذ القدس والمسجد الاقصى بعد ان اقترف متطرفون يهود بحق الانسانية جمعاء اخطر عدوان وابشع جريمة باقدامهم على احراق المسجد الاقصى المبارك تنفيذا لمساعيهم التي لم تستكن يوما لتهويد المدينة المقدسة والتعرض للتراث الاسلامي العربي القائم فيها .
عند الساعة السادسة والربع من صباح ذلك اليوم اضرم المدعو دينس روهان وهو يهودي استرالي الاصل النار في المسجد التي اندلعت في ثلاثة مواقع بالقرب من المحراب والمنبر والنافذة العلوية وبين الاروقة حيث هب اهل القدس بامكاناتهم القليلة آنذاك لاطفاء الحريق وسارعت اجهزة الاطفاء في بيت لحم والخليل ومختلف مناطق الضفة الغربية لانقاذ الاقصى وتم اطفاؤه بعد ساعات.
ووجه المغفور له باذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه عقب حريق الاقصى نداء الى ملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية جاء فيه " بقلب ملؤه الحزن والاسى انقل اليكم نبأ حرق المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي اندلعت فيه السنة النيران صباح هذا اليوم المشؤوم في عهد وقعت مقدساتنا وتراثنا تحت نير الاحتلال البغيض.. وقال جلالته ايضا" توجهت اليكم لتتنادوا مع ضمائركم فتلتقوا على الفور لتتحملوا مسؤولياتكم " .
ونشرت الصحف الصادرة في عمان في اليوم التالي لاحراق الاقصى صورا لاهالي القدس والمدن المجاورة وهم يحاولون اطفاء الحريق الذي ارتفع لهيبه لاكثر من 30 مترا باوعية صغيرة وصورا اخرى وهم يتسلقون سطح المسجد المبارك بينما روى شهود عيان لصحيفة الدفاع ان رجال المطافىء الاسرائيليين كانوا يحطمون النوافذ والابواب بحجة اطفاء الحريق بينما قطعت المياه عن منطقة الحرم فور اندلاعه وعرقلت السلطات الاسرائيلية وصول سيارات الاطفاء الى المكان .
وزعمت اسرائيل بداية ان تماسا كهربائيا تسبب في حريق المسجد الا انها مع صدور عدة تقارير تؤكد ان الحريق تم بفعل فاعل اضطرت حينها للقول بان شابا استراليا يدعى دينيس روهان " 28 عاما" هو الذي اقترف الحادث وقبضت السلطات الاسرائيلية عليه بقصد تقديمه للمحاكمة الا انها اعلنت بعد ذلك انه معتوه واطلقت سراحه .
وتوشحت هذه الصحف بالسواد معنونة صفحاتها الاولى بعناوين منها .."اليهود يحرقون الاقصى " و"ثورة الغضب تفجرت في كل مكان "و" مسيرة عمان الكبرى تطالب بالانتقام لحرق الاقصى" .
وكتبت جريدة الدفاع تحت عنوان "وماذا،ماذا بعد؟ لقد كان احتراق المسجد الاقصى وكل مقدسة غالية من عذارى الدهر معه حقيقة رهيبة متوقعة حينما انقضت البربرية على خالدة المدائن تدنس بالفجور ساحاتها وتشوه بالمعاول اليهودية معالمها وتسطو على هذا الكنز الاثري وذاك حتى تشاكت الاحجار بغي الهمجية وجهالة الغزاة الآثمين ، ومنذ يومئذ والهواجس النكراء تفزع الضمائر بالتساؤلات المبرحة متى ينقض الاحتلال الموحش على خالدات الفن وفرائد التاريخ باسم البحث عن الخرافات بالحفريات المعتوهة ضربا في غياهب الزمن ومجاهل الاساطير واخيرا اقدم الاجرام على حماقة الحماقات فتهاوى المحراب العتيق الطاهر في النار الوثنية شهيدا في وحدة موحشة" .
وكتب "جمعة حماد في صحيفة الدستور تحت عنوان الامتحان الحاسم " لا ندري اذا كان حريق المسجد الاقصى سيكون الومضة الاخيرة في حياة هذه الامة وصفحة الختام في تاريخها ام سيكون النور الذي يسري في عروقها وبداية النار التي تلتهم العراقيل وتأكل سدود التفرقة من صفوفها ..فلقد استثيرت امتنا بما لم تستثر به من قبل ولكنها لم تثر وطعنت في اشد حساسياتها ولكنها لم تتحرك واهينت في اعز مفاخرها فلم ترد الاهانة وضربت في مجرى حياتها الرئيسي ولكنها ما زالت في سبات عميق " .
وتداعى رؤساء الطوائف المسيحية في عمان انذاك الى اجتماع طارىء عقد في مطرانية الروم الارثوذكس بعد ان كان رجال الدين المسيحي يحملون الماء ويرددون باعلى اصواتهم " بيت مقدس من بيوت الله يحرق " .

تاريخ احراق الاقصى لم يكن صدفة
..................................
لم يكن تنفيذ جريمة احراق الاقصى في هذا التاريخ بالذات محض الصدفة بحسب نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة المهندس رائف نجم بل ان اليهود يهتمون كثيرا بالتواريخ وقد حاولوا في 21 آب عام 1968 احراق المسجد الاقصى ومنبر صلاح الدين الايوبي الذي يمثل عنوان نصر للمسلمين ولكنهم فشلوا وقبض الحراس المسلمون على المجرم دينس مايكل روهان وابعدته السلطات الاسرائيلية الى استراليا الا انه عاد ونفذ جريمته في التاريخ ذاته من العام التالي متسائلا .. فهل بعد هذا يمكن ان نشكك في التواطؤ الرسمي الاسرائيلي مع المجرم .
واضاف لوكالة الانباء الاردنية ..اما الاثبات الثاني للتواطؤ فكان انقطاع الماء في شبكة المياه الخاصة بالمسجد الاقصى لمنع الاهالي من اطفاء الحريق مما اضطرهم الى سحب المياه من بئر المسجد الاقصى من الخارج ولم تنتقل النار الى الداخل لعدم وجود مادة مساعدة على الحريق بين النافذة والمداخل فانطفأت النار والذين احرقوا النافذة من الخارج هم طبعا اشخاص تعاونوا مع روهان تحت اعين الحراسة الاسرائيلية في الجانب الغربي من المسجد الاقصى .
وقال .. لقد غضب العالم العربي والاسلامي في حينه ثم انطفأت نار الغضب بسرعة ولكن الاردن وعلى رأسه الاسرة الهاشمية ادى واجبه الديني والوطني بصورة مستمرة منذ تاريخ الاحراق والى يومنا هذا فامر جلالة الملك الحسين رحمه الله بترميم واعمار المسجد الاقصى وجميع المعالم الدينية والتاريخية في الموقع البالغة مساحته 144 دونما وما زال العمل جاريا فيه حتى الآن .
وقال امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان حول ربط تاريخ احراق الاقصى بالمعتقدات اليهودية ان اليهود يقولون ان "تيطس "الامبراطور الروماني دمر الهيكل الثاني الذي يزعمون انه كان مقاما مكان المسجد الاقصى في 21 آب عام 70 ميلادية ولذلك فان هذا التاريخ مثل ذكرى حزينة لديهم ودافعا لارتكاب اعتداءات ضد المسلمين وضد المسجد الاقصى للاسراع في بناء الهيكل الثالث المزعوم ويلاحظ ان الاعتداءات اليهودية عادة ما تزداد في شهر آب من كل عام منذ احتلال اليهود لارض فلسطين .
واضاف ان المجرم دينس مايكل صرح لدى اعتقاله ان ما قام به كان بموجب نبوءة في سفر زكريا مؤكدا ان ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله واعلن انه قد نفذ ما فعله كمبعوث من الله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد