طفل مجهول الهوية يلقى حتفه في حادث اصطدام مركبة بحاوية قمامة كان بداخلها

mainThumb

27-11-2007 12:00 AM

السوسنة - اجعد الشعر .. حنطي البشرة ..شعره قصير .. اوصاف طفل توفي جراء اصطدام احدى المركبات في حاوية القمامة التي كانت مأواه قبيل وقوع الحادث ليلة التاسع من الشهر الجاري في منطقة صويلح قرب اشارة الدوريات الخارجية / الجامعة الاردنية .
الطفل الذي لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره كان داخل حاوية القمامة حين لم يتمكن شاب جامعي كان برفقة والده من تجنب الارتطام بها خلال قيادته للسيارة ليتفاجأ بوجود ذلك الطفل الذي كانت اصابته جرحا قطعيا في رأسه بطول تسعة سنتميترات ويدخل في غيبوبة الى ان توفاه الله سبحانه وتعالى ليلة الخميس الماضي .
مدير مركز امن صويلح المقدم صلاح الضمور قال لوكالة الانباء الاردنية ان المركز قام ومنذ تاريخ الابلاغ عن الحادث بالتعميم على صورة الطفل واوصافه على جميع المراكز الامنية كما قام بمسح ميداني للمنطقة التي وقع فيها الحادث والمناطق المجاورة حتى وصل البحث الى مدن المملكة كافة دون فائدة او جدوى بمعرفة اي معلومة تدلنا على ذوي الطفل .
واضاف ان جثة الطفل المتوفى موجودة حاليا في مشرحة مستشفى الجامعة الاردنية وسيتم التحفظ عليها لمدة ثلاثة اسابيع واذا لم يتم التعرف على ذوي الطفل فستقوم امانة عمان بدفن جثته وفقا للاجراءات القانونية .
الشاب الجامعي الذي تسبب بالحادث والموقوف حاليا لم تسعف والده الكلمات بوصف ما آلت اليه حال ولده وهو على ابواب التخرج حيث ناشد اهل الطفل المتوفي التعرف على ابنهم لاستكمال الاجراءات القانوينة وتحديد مصير ابنه الذي يصفه بالضحية الثانية والمعرض لان يضيع مستقبله تماما كما ضاع مستقبل الطفل.
واكد ان ولده لم يكن مسرعا اثناء قيادته ولكي يتجنب الارتطام بمركبة اخرى فضل الارتطام بالحاوية التي لم يكن يتوقع وجود انسان حي فيها الا انه تفاجأ بالمارة الذين اصطفوا بعد وقوع الحادث ليخبروه بوجود الطفل فيها مشيرا الى انه تحمل لغاية الآن تكاليف المستشفى كاملة وانه يبحث منذ تاريخ الحادث بنفسه على اشارات المرور عن اي معلومة تدل على هوية الطفل .
رئيس وحدة العناية المركزة في قسم الجراحة في مستشفى الجامعة الاردنية الدكتور يوسف عابد اوضح ان الطفل تم ادخاله الى قسم الطوارىء وتبين وجود اصابة حادة في رأسه وكسور ثانوية في القفص الصدري وبعد الكشف عليه تم ادخاله الى وحدة العناية المركزة قبيل منتصف ليلة التاسع من الشهر الجاري وكانت حالته العامة سيئة , ورغم تلقيه العلاج على نفقة ذوي المتسبب بالحادث الا ان حالته لم تكن تتحسن الى ان دخل في موت دماغي ثم اسلم الروح يوم الخميس الماضي .
واشار الى ان بنية الطفل الجسدية جيدة ولا توجد اي اشارة لوجود سوء تغذية مثلا او اعاقة جسدية وان معدل وزن جسمه ضمن الوزن الطبيعي للاطفال في عمره .
خمسة آلاف قضية حدث يتم التعامل معها سنويا تطبيقا لقانون الاحداث الذي يشمل الاحداث الموقوفين والمحكومين والمحتاجين لرعاية خاصة وفقا لقول مدير التوعية والتثقيف في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط .
واضاف ان مسؤولية وزارة التنمية الاجتماعية في الحد من التسول والحد من عمالة الاطفال الذين يبيعون مواد زهيدة الثمن تقع ضمن مجالين .. الاول .. وقائي ..ويشمل توعية الافراد واسرهم بالمخاطر المترتبة على عمل اطفالهم وتمكين الاطفال من التمتع بحقوقهم التي كفلتها التشريعات الوطنية .
اما المجال الثاني فهو علاجي ويتضمن تسيير حملات مكافحة التسول في الشوارع لضبط الاطفال المتسولين او من يبيع منهم مواد زهيدة الثمن مثل العلكة وزجاجات المشروبات الغازية الفارغة .
واشار الى ان الوزارة قامت العام الحالي بضبط 400 طفل متسول والحاق خمسين منهم في دور الرعاية الاجتماعية وتسليم 320 طفلا الى ذويهم بموجب كفالات عدلية لحمايتهم ضمن اطار اسرهم ويتم حاليا دراسة عشرين حالة منهم .
وقال ان الوزارة تعتمد ايضا نهج المؤسسات المتعددة الذي يقوم على التباحث مع الشركاء بشأن مراجعة سياسات حماية ورعاية الاطفال وتطويرها واقتراح الجديد منها , منوها الى ان الوزارة خصصت هواتف لتلقي معلومات من المواطنين حول وجود حالات تسول ,وللاسف فان هذه الخطوط نادرا ما تدق للابلاغ عن مثل هذه الحالات مناشدا المجتمع التعاون مع الوزارة للحد من هذه الظاهرة .
وبعد .. لقد تجاوز هذا الطفل موضوع التسول وموضوع عمالة الاطفال لنصل الى موضوع اكثر خطورة ولا نعرف فيما اذا اضحى تشرد الاطفال ظاهرة في المجتمع الاردني ,فما الذي يبقي طفلا في الشارع حتى ساعات متأخرة من الليل وما الذي يجعل الطفل ينام او يعيش او يعتاش في حاوية قمامة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد