4 عروض دولية لانشاء محطات نووية في الاردن

mainThumb

31-03-2010 08:53 PM

قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان ان الهيئة تسلمت في الثاني والعشرين من شهر اذار الحالي اربعة عروض من شركات دولية تعمل في مجال تكنولوجيا بناء المفاعلات النووية سيتم اختيار افضلها بعد عام من الان.

واضاف الدكتور طوقان في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف، ان العروض قدمت من روسيا وكندا وكوريا الجنوبية وائتلاف فرنسي- ياباني يضم شركتي اريفا وميتسوبيشي حيث يتم حاليا تقيم العروض لاختيار افضل عرضين في نهاية شهر نيسان الحالي تمهيدا للدخول في مرحلة المفاوضات لبناء المحطة واختيار افضل عرض بعد سنة من الان.

واوضح ان الهيئة تعمل على اختيار التكنولوجيا الملائمة للمفاعلات النووية المنوي انشاؤها في الاردن بالاعتماد على الجيل الثالث من المفاعل والتي تتميز بتقنيات عالية من حيث التحكم الرقمي وانظمة السلامة والامان النووي.

وبين الدكتور طوقان ان الهيئة تعمل من جهة اخرى على اختيار الموقع لبناء المفاعل النووي الذي تم اختياره في جنوب المملكة بالتركيز على مختلف عناصر من حيث السلامة البيئية والصحة العامة والاستقرار الجيولوجي وصلابة التربة ومتطلبات التبريد وتقييم المخاطر حيث سيتم التوصل الى قرار نهائي بشان ملائمة الموقع المختار في نهاية شهر نيسان المقبل.

وتحدث طوقان عن اهمية استغلال اليورانيوم والمواد الاخرى الموجودة في الارض حيث ان نتائج الدراسات الاولية تبشر بالايجابية.

وبين انه تم افتتاح قسم الهندسة النووية في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا وافتتاح برنامج دراسات الماجستير بالفيزياء النووية في جامعات اليرموك والبلقاء التطبيقية والجامعة الاردنية مثلما تم تضمين بنود لتدريب الكوادر البشرية في جميع الاتفاقيات التعاون النووي التي وقعتها الهيئة مع الدول الاخرى والبالغ عددها8 اتفاقيات، مشيرا الى اتفاقيتين ستوقعان مع رومانيا في شهر ايار ومع مصر خلال فصل الصيف المقبل.

وتوقع الدكتور طوقان ان يصل عدد الاتفاقيات الموقعة مع دول اخرى في مجال التعاون النووي الى12 اتفاقية في نهاية العام الحالي، مثلما سيتم تدريب 500 مهندس في مجال الادارة وصيانة محطات الطاقة.

وجدد التأكيد على انه لن يتم التعاون مع اسرائيل بأي شكل من الاشكال في مجال الطاقة النووية قبل ان تخضع للقرارات الدولية بهذا الخصوص ومنها اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية والالتزام بحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية واعادة الاراضي العربية لاصحابها الشرعيين.

وقال الدكتور طوقان إن رسالة الاردن تؤكد أهمية جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، مؤكدا ضرورة تطبيق هذه السياسة على جميع الاطراف في المنطقة.

واضاف رئيس هيئة الطاقة الذرية ان الاردن طالب خلال المؤتمر الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية باخضاع جميع دول المنطقة ومنها اسرائيل لنظام ضمانات الامن النووي.

وفي رده على سؤال يتعلق بمدى الجدوى الاقتصادية للبرنامج النووي مقارنة بالمشاريع الاخرى التي تعمل وزارة الطاقة على تنفيذها ضمن استراتيجية الطاقة الوطنية قال طوقان إن جميع هذه المشاريع ما تزال قيد الدراسة ولم يطبق بعد اي منها على ارض الواقع.

أما بخصوص مركز السنكترون قال طوقان إن الهيئة شرعت في انشاء الدروع الاشعاعية، متوقعا استكمال المركز بعد 3 سنوات بعد استقطاب تمويل يقدر بنحو 30 مليون دولار لبناء الحلقة التخزينية.

وفي موضوع التخلص من النفايات النووية قال طوقان إن امام الاردن في هذا الخصوص الانضمام إلى أندية الوقود النووي.

واضاف أن الدراسات العالمية تسعى لانتاج مفاعلات من الجيل الرابع يتم تطويرها بحيث تحرق النفايات النووية بداخلها، متوقعا ان تبدأ هذه المفاعلات العمل عام2030.

وقال الدكتور طوقان ان الاستراتيجية الاردنية بهذا الخصوص تتلخص بتخزين الوقود المستهلك في برك داخل المفاعلات لمدة15 عاما على الاقل لاماتة المصادر المشعة ذات العمر القصير ليتم بعد ذلك شحنها لخارج الاردن لاستخلاص اليورانيوم والمواد شديدة الاشعاعية وتقليصه ثم اعادته مرة اخرى للاردن لتخزينه في اماكن عادية لمدة200 الى300 عام.

وعرض الدكتور طوقان خلفيات اعتماد البرنامج النووي الاردني وقال ان العالم يعيش حالة من النهضة في الطاقة النووية للاغراض السلمية او ما يسمى الانبعاث النوي حيث تتسابق الدول لاستغلال خيار الطاقة السلمية كاحد بدائل الاستراتيجية لتوليد الطاقة الكهربائية.

واضاف ان الاردن عمل يتوجيهات جلالة الملك على استكشاف هذا الخيار لما يمثله من اهمية في مجال توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه وتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الاحفورية (النفط والغاز) حيث اعلن جلالة الملك عام 2007 عن توجه الاردن للاعتماد على الطاقة النووية للاغراض السلمية.

واشار الى ان مجموع المشتقات النفطية من اجمالي الطاقة المولدة في الاردن يبلغ 95 بالمئة ويستورد الاردن اكثر من95 بالمئة من احتياجاته للطاقة، مبينا ان تكلفة فاتورة الطاقة ارتفعت من2ر3 مليار دولار عام2007 الى4 مليار دولار عام 2008.

وقال ان الخبراء يتوقعون ان يتضاعف حجم الطلب على الكهرباء من 2100 ميغاواط في العام الحالي الى 4700 ميغاواط عام 2020 .

وأشار إلى ان الاردن يفتقر لمصادر الطاقة الطبيعية خاصة الاحفورية كما يعد من افقر 10 دول بالعالم من حيث الموارد المياه وفي ظل تزايد عدد السكان وارتفاع الطلب على الكهرباء ووجود عجز مائي يبلغ حاليا 500 مليون متر مكعب سنويا كان لابد من البحث عن مصادر للطاقة البديلة وتنويعها من خلال استراتيجية وطنية للطاقة وضعت من قبل اللجنة الملكية للطاقة التي يراسها الامير حمزة بن الحسين.

وردا على سؤال حول تخصيب اليورانيوم جدد الدكتور طوقان التاكيد على ان الاردن متمسك بكافة حقوقه والتزاماته التي تتضمنها معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية التي وقعها ويندرج كعضو فيها.

وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية ان هذه الاتفاقية تسمح للدول الاعضاء والموقعة على الاتفاقية القيام بعمليات تخصيب اليوارنيوم على اراضيها تحت اشراف ومظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واشار الى ان تخصيب اليورانيوم داخل الاراضي الاردنية غير مجد تجاريا في هذه المرحلة بوجود مفاعل نووي او اثنين فقط "لهذا اعتمدت استراتيجيتنا حاليا على استخلاص اليورانيوم والكعكة الصفراء من الاراضي الاردنية"، مقدرا حجم الكميات التي ستصدر من مناجم منطقة الوسط بحوالي 2000 طن سنويا .

وقال الدكتور طوقان ان حاجة الاردن المحلية من الكعكة الصفراء لن تزيد عن 300 طن من اجمالي الكعكة الصفراء المنتجة وسيصار الى ارسال هذه الكميات للخارج وتخصيبها وتصنيع الوقود النووي للمفاعلات النووية وايضا للمفاعل البحثي ومن ثم اعادته للاردن.

وجدد رئيس الهيئة ان الاردن سيبقى متمسكا بحقه في تخصيب اليوارنيوم مستقبلا وتحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبما تتيحه اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة "وذلك عندما يكون التخصيب داخل المملكة مجديا تجاريا"، لافتا الى ان الاردن وبالتوازي مع هذا التوجه سيعمل على الدخول في اندية الوقود النووي التي تسمح للاردن بخيارات اخرى .

ووصف الدكتور طوقان البرنامج النووي الاردني ببرنامج مستقبلي طويل المدى يمتد الى 100 عام مثلما تتوافر لدى الاردن ارض غنية باليورانيوم تؤكد المؤشرات ارتفاع اسعاره بصورة مطردة في السنوات المقبلة.

وقال ان المملكة بدات اولى خطوات برنامجها النووي من خلال بدء مشروعات تعدين اليورانيوم ضمن الخطط الحالية كما بدات المملكة العمل لاقامة اولى المحطات النووية فيما تبقى خيارات الاردن بمراحل متقدمة من هذا البرنامج متاحة مستقبلا وفق اتفاقياته الدولية الموقعة بهذا الخصوص وتحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية .

وحول الوقود النووي المستخدم في المفاعل البحثي الذي سيقوم ائتلاف كوري ببنائه (كيري - دايوو ) قال الدكتور طوقان ان اتفاقيات تعدين اليورانيوم تتضمن بنودا واضحة تتعلق بان يلتزم الشريك في هذه المشروعات وبان يلبي كامل احتياجات الاردن من الوقود النووي عند الطلب وعلى اسس تجارية ودون تباطؤ.

وبين ان الهيئة ووفق اتفاقيات موقعة ستقوم شركة (سيركا) وهي متخصصة بتصنيع الوقود النووي واحدى شركات اريفا الفرنسية التي وقعت اتفاقية تعدين لليورانيوم في مناطق وسط المملكة "بتزويدنا بالوقود النووي الذي سيستخدم في تشغيل المفاعل البحثي".

وحول تكلفة مشروعات تعدين اليورانيوم واقامة محطات نووية على خزينة الدولة قال الدكتور طوقان انه لا يوجد اي التزام مالي او دعم من الخزينة لمشاريع تعدين اليورانيوم حيث سيتم الاعتماد على تمويل المشاريع في تنفيذ مشاريع التعدين للخام اما فيما يتعلق بالمحطات النووية فهنالك دراسات لخيارات متاحة منها نموذج الشراكة مع القطاع الخاص وبموجبها تغطي الحكومة فقط حصتها من الملكية فيما يغطى الجزء الرئيسي من انتاج المحطة عند التشغيل .

و بهذا الخصوص قال رئيس هيئة الطاقة الذرية انه في 26 نيسان المقبل ستعقد اول ورشة للتمويل الخاص بمشروعات المحطات النووية حيث سيتم البدء بدراسة خطط التمويل للمحطات النووية المزمع اقامتها في المملكة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد