الخرونج) والكنج كونغ وابو الليف - صالح أسعد

mainThumb

19-04-2010 05:26 PM

"البيه خرونج" سؤال بريء سأله الشاهد سرحان عبدالبصير "عادل امام" للقاضي "نظيم شعراوي" في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة" والتي عرضت قبل اكثر من ثلاثين عاما, ورددتها الجماهير وضحكت على عادل امام وهو يتفاخر بان صديق الراقصة وصفه بـ "الخرونج" هذه الكلمة التي اختلفت الاراء على تفسيرها, وكل فسرها على هواه, المهم انه حتى يومنا هذا تردد ولم يعرف احد معناها الحقيقي, فالبعض يعتقد انها شتيمة قبيحة واخر يعتقد انها نوع من انواع الاستخفاف وثالث فسرها على انها كلمة بذيئة, واخرون اعتقدوا انها بلا معنى مجرد افيه كوميدي. المهم انهم مرت والرقيب لم يتوقف امامها وبالاجماع لم يمنعها او يعترض عليها اي رقيب في القنوات العربية الرسمية وغير الرسمية, وصارت من المقررات في اجازات الاعياد. فالرقيب تأكد من دون ريبة او ادنى شك انها لا تحمل اي معان سياسية, وانها ليست بعبارة محرضة للجماهير لتصحو من غفوتها وتسأل عما يدور حولها.. وبالتأكيد لا يمكن ان تدرج ضمن خانة الادوات الارهابية المكافحة دوليا فعادل امام لم يشر الى تحرير اراض مغتصبة.



والان ومن زمن استفاد فيه مغنو هذه الايام وحققوا النجاحات والملايين من اعادتهم لاغاني الستينيات والسبعينيات تلك التي غناها عبدالحليم حافظ وام كلثوم ووردة ونجاة وشادية وصباح واخرون.. ولم يبق من هذه الاغاني الا ما ندر لم يستغل.



جاء الدور على عبارات وافيهات تلك الفترة والتي حققت نجاحات مالية كرنات هاتف ليتم تحويلها الى افيهات وعناوين اغان.



وكان الشاعر ايمن بهجت قمر احد ابرز فرسان الاقتباس ذكيا في هذا المجال حيث نجح بالسابق باقتباس اغنية "ليدي" وتحويلها كاغنية لمحمد سعد في فيلم "كتكوت" وغيرها عشرات الاغاني.. ولكن هذا اخذ على عاتقه الانتاج لفنان مغمور عمره تجاوز الاربعين عاما اسمه نادر ابو الليف ويسجل له شريطا بعنوان انا مش خرونج انا كينج كونغ متعاونا مع الملحن محمد يحيى حيث كان الاثنان يسعيان الى تحريك سوق الكاسيت الميت.. ولم يكن يتوقع ايمن قمر ان هذه التوليفة ستصبح تقليعة وتسجل اعلى المبيعات رغم السرقات عبرالانترنت ويحقق هذا الشريط الملايين له ولشركائه قناة ميلودي الذين شاركوه بنسبة التوزيع ليصبح ابو الليف والخرونج حديث مصر بل تعدوه للوطن العربي وغطت صور الكنج كونغ وشكله ولبسه الغريب وذقنه شوارع القاهرة. اما بالنسبة للفيديو كليب فقد حقق نجاحا مدويا كما اتضح هذا من خلال رسائل الـ "SMS".



والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا نجح الكنج كونغ ولم تنجح اغاني كبار المطربين والتي وقعت بها الشركات ملايين الدولارات هل هو ذكاء وابداع ام انها مصادفة كما حصل في الثمانينيات عندما هبط سوق الكاسيت وجاءت اغنية "لولاكي" لتحطم الارقام القياسية وتحرك السوق الراكد وبعدها تختفي ويختفي معها مطربها? ام ان هذا الجيل يبحث عما هو مختلف لعل وعسى يخرج من حالة الاحباط التي يعيشها? كل هذه اسئلة تبحث عن اجابات والجواب.. صعب جدا مهما اختلفت التفسيرات.


saleh_assad@hotmail.com

 العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد