يوم البيئة العالمي يحاكي بركان ايسلندا كمصدر ملوث للبيئة

mainThumb

05-06-2010 12:55 AM

لا يقف تأثير بركان ايسلندا على تعطيل الملاحة الجوية في اجزاء مختلفة من العالم والتسبب بخسائر كبيرة لشركات الطيران والتامين فقط , بل يشمل انعكاسات سلبية كبيرة على البيئة في المناطق التي يطالها التأثير البركاني والتي قد لا يمكن حصرها الا على المدى البعيد بحسب مختصين .

مدير عام دائرة الارصاد الجوية عبد الحليم ابو هزيم اكد بشكل قاطع عدم تأثر الاجواء الاردنية بالسحب البركانية الناتجة عن هذا البركان مشيرا الى ان تأثيرها شمل خلال الشهر الماضي اجواء دول المغرب العربي وبعض دول شمال افريقيا .

واوضح لبمناسبة يوم البيئة العالمي الذي يوافق غدا السبت ان المركز المسؤول عن التنبؤات الخاصة برصد مسار حركة سحب الرماد البركانية ودرجة تركيزها في طبقات الجو العليا هو مركز اقليمي متخصص ومفوض من منظمة الارصاد العالمية والمنظمة الدولية للطيران المدني .

واشار الى ان المركز المفوض يصدر تنبؤاته لخمسة ايام قادمة مشددا على اهمية تحديد الارتفاعات التي يتواجد فيها الرماد البركاني خاصة اذا تواجد في مستوى يلتقي فيه مع مسارات الرحلات المدنية والتجارية .

وبين ان متطلبات السلامة الجوية تلزم الدول باغلاق مجالها الجوي اذا وصل تركيز الرماد البركاني في اجوائها الى حد معين منوها الى ان البركان ضعف نشاطه الا انه لم يخمد بعد .

ابو هزيم الذي نوه الى ان تحديد مسار سحب الرماد البركانية يعتمد بشكل كبير على اتجاه الرياح وسرعتها لفت الى ان السحب وصلت الى شمال وشمال غرب اوروبا والى الدول الاسكندنافية والى شمال تركيا .

نقيب الجيولوجيين الاردنيين بهجت العدوان تحدث بهذه المناسبة عن تأثير البراكين على البيئة مؤكدا انه من المستحيل التنبؤ بموعد ثوران البركان او بنهايته مشيرا الى وجود علاقة متبادلة بين البراكين والزلازل وانه في كثير من الاحيان ينتج عن البراكين زلازل او العكس .

واوضح ان الغازات الناتجة عن البركان تحتوي على نسبة عالية من بخار الماء بالاضافة الى الكبريت والنيتروجين والكلور والهيدروجين وان بخار الماء يرتفع الى اعلى وعندما يبرد يتكاثف ويسقط على شكل امطار منوها الى ان هذه الامطار عادة ما تكون حامضية ولها تاثير سيء جدا على البيئة وتؤدي الى تدمير التربة التي تحتاج لاستصلاحها فيما بعد سنوات طويلة .

وبين ان الغازات التي تخرج من البراكين قاتلة في حال استنشاقها وان البراكين التي تحدث في مناطق مكتظة سكانيا تكون اضرارها على المستوى البشري كبيرة جدا .

ولفت الى ان البركان تخرج منه عند ثورانه ثلاثة عناصر رئيسة هي : الكتل الصخرية والغازات ومادة (اللافا) مبينا ان درجة حرارة البركان تتراوح بين 1000 و 1200 درجة مئوية.

واوضح انه بالرغم من الاضرار والتاثيرات السلبية الكبيرة للبركان الا ان هناك بعض الفوائد الايجابية التي تتمثل في الخامات المعدنية الهامة التي تستخرج منه بعد ان يبرد .

وقال ان الحديد من اهم الخامات المعدنية التي تستخرج بالاضافة الى التف البركاني او مادة الزيولايت التي تستخدم في الزراعة ولها تاثير ايجابي على التربة يعادل تاثير السماد الطبيعي وتستخدم ايضا في فلاتر المياه لما تمتاز به من قدرة عالية على امتصاص الشوائب وان مادة البوزلانا التي تستخرج من البراكين تطحن وتستخدم في صناعة الاسمنت .

واكد نقيب الجيولوجيين على ان اراضي منطقة الصفاوي غنية بالتف البركاني المنتشر والمخلوط مع التربة وتعتبر اراض خصبة جدا للزراعة مشيرا امكانية العمل على توفير مياه للري عن طريق انشاء سدود ترابية لجمع مياه الامطار في فصل الشتاء .

ولفت الى ان الصخور تحت سطح الارض تصبح سائلا متحركا على شكل دوامات بفعل الحرارة ويوجد فيها حجم غازات كبير جدا يشكل بخار الماء نسبة عالية منه بالاضافة الى الكلور والكبريت والهيدروجين وانه ينتج عن هذه الغازات ضغط عال .

وبين انه بفعل الضغط تتحرر الصخور السائلة بخروجها الى سطح الارض بشكل بركان في مناطق تكون فيها القشرة الارضية ضعيفة او فيها شقوق .

واشار العدوان الى انه لا يمكن التنبؤ او تحديد مساحة المنطقة المتأثرة بالبركان سواء اكان تاثير مادة اللافا او الغازات الناتجة عنه مؤكدا ان ذلك مرتبط بعدة عوامل هي : قوة اندفاع البركان ، حجم الغازات الناتجة ، كمية اللافا وحركة الرياح .

ونوه الى ان اندفاع اللافا قد يستمر لايام او اشهر او سنوات وان اللافا اذا كانت لزوجتها قليلة قد تغطي الاف الكيلومترات .

مدير مركز الملكة رانيا العبدالله لعلوم وتكنولوجيا البيئة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية الدكتور هاني ابو قديس نوه الى الانعكاسات السلبية الكبيرة للبراكين على البيئة مشيرا الى ان البراكين تعتبر من الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها الارض .

وقال ان ثورة البراكين يرافقها عادة مجموعة انبعاثات غازية وسائلة وصلبة لافتا الى ان بركان ايسلندا صاحبته انبعاثات امتدت اثارها لالاف الاميال وان الرماد المنبعث من البركان غطى مساحات كبيرة من الارض والنباتات والمسطحات المائية واثر سلبيا على الغطاء النباتي ونوعية المياه .

واشار ابو قديس الى انه من المتوقع وجود غاز ثاني اكسيد الكربون ضمن الغازات المنبعثة من بركان ايسلندا والذي يعتبر احد غازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري مؤكدا ان الاثار البيئية للبركان لا يمكن تحديدها الا على المدى المتوسط والبعيد .

يجدر بالذكر ان برنامج الامم المتحدة للبيئة انشىء خلال انعقاد مؤتمر الامم المتحدة لبيئة الانسان في السويد عام 1972 بهدف تشجيع قيام شراكات لرعاية البيئة على نحو يتيح للشعوب تحسين نوعية حياتها واقامة الفعاليات الدولية كيوم البيئة العالمي الذي اعتمده البرنامج ليكون في الخامس من حزيران من كل عام .
"بترا"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد