ماهي القنبلة الهيدروجينية التي فجرتها كوريا الشمالية ؟

mainThumb

04-09-2017 06:23 PM

عمان - السوسنة - رامي الزغول - استفاق العالم، صباح الأحد، على تجربة نووية سادسة أجرتها كوريا الشمالية وتسببت بهزة أرضية تجاوزت قوتها 6 درجات على مقياس ريختر، حسبما أكدت الحكومة اليابانية.

 

فماهي الفروق بين القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة الأميريكية على نجازاكي وهيروشيما، والتي أسفرت عن إنهاء الحرب العالمية الثانية آنذاك؟، وبين القنبلة الهيدروجينية التي جربتها كوريا الشمالية صباح الأحد؟.
 
القنبلة النووية تعتمد في قوة انفجارها على شطر ذرات كبيرة الحجم مثل ذرة البلوتونيوم وتحويلها إلى ذرات أصغر حجما الأمر الذي يعطي قوة تفجير كبيرة، تمكن العالم من رؤية آثارها عندما ألقت الولايات المتحدة الأمريكية بقنبلة نووية على هيروشيما وناغازاكي باليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
 
القنبلة الهيدروجينية تعمل بآلية معاكسة، حيث تقوم على دمج الذرات الصغيرة، وتستمد قوتها التفجيرية من انشطار ذري يمد ذرات الهيدروجين بالحرارة اللازمة للانصهار وبذلك تتحول لجسيمات أكبر الأمر الذي يعطي القنبلة الهيدروجينية قوة تفجيرية أكبر من تلك التي تنتج عن تفجير قنبلة ذرية.
 
تقاس قوة القنبلة الهيدروجينية بالميغا طن، علما بأن قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي بلغت ما بين 13 و18 كيلو طن فقط، غير أن الانفجار قتل بشكل مباشر وغير مباشر مئات الآلاف.
 
ولكي يتم إحداث عمليات الانصهار بين الذرات، يتطلب الأمر طاقة حرارية هائلة وضغطا كبيرا جدا، وهو ما يتم توفيره من خلال قنبلة نووية انشطارية، حيث تضمن بعد انشطارها الحرارة المطلوبة التي تعمل على إطلاق مسار صنع القنبلة الهيدروجينية.
 
هذه التقنية موجودة في الشمس التي تضم كميات هائلة من الهيدروجين وتوفر درجات حرارة عالية (تتحدث التقديرات عن 15 مليون درجة مئوية)، وفيها تتحد أربعة بروتونات وينتج الهليوم.
 
والطاقة الناتجة من التقنية الاندماجية هي أكبر من طاقة تقنية الانشطار، حيث إن الكيلوغرام الواحد من اليورانيوم ينتج طاقة تعادل 22.9 مليون كيلو واط في الساعة، بينما الكيلوغرام من الديوتيريوم ينتج 177.5 مليون كيلو واط في الساعة، أي أنها أكبر بنحو ثمان مرات.
 
وفي الأول من آذار 1954، فجرت الولايات المتحدة الأميريكية قنبلة جديدة أطلق عليها اسم "كاستل برافو" بقوة 15 ميغا طن، وقد تسبب خطأ في التصميم في تلويث مكان الاختبار بشكل كبير مما أثر على سكان المنطقة.
 
بلغ وزن "كاستل برافو"عشرة أطنان، وطولها 4.56 أمتار وعرضها 1.3 متر.
 
استخدم في صنع القنبلة الليثيوم/ديتريوم في المرحلة الاندماجية على عكس القنابل التي تستخدم الديتريوم/تريتيوم.
 
في عام 1957 أعلنت بريطانيا أنها قامت بتفجير أول قنبلة هيدروجينية كجزء من سلسلة من التجارب النووية في المحيط الهادي.
 
وفي عام 1961 فجر الاتحاد السوفياتي السابق أقوى قنبلة عرفتها البشرية، عرفت باسم "القيصر"، بلغت قوتها التفجيرية نحو 58 ميغا طن. وكانت قوتها أشد من قنبلة هيروشيما بثلاثة آلاف مرة.
 
أسقطت القنبلة فوق أرخبيل نوفايا زيمليا في المحيط القطبي الشمالي من ارتفاع 10.5 كيلومترات من طرف قاذفة صنعت خصيصا لهذه المهمة، وهي من نوع "توبوليف تي يو 95 بي"، حيث بلغ وزن القنبلة 26.5 طنا.
 
ويوم 24 آب 1968 أُعلنت فرنسا قوة نووية خامسة، ففي ذلك اليوم فجرت باريس قنبلتها النووية الحرارية في جزيرة فانغاتوفا في المحيط الهادي، وعادلت قوتها 170 ضعفا من قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما.
 
من هنا فإن القلق العالمي من امتلاك كوريا الشمالية قنبلة هيدروجينية له ما يبرره، إذ إن هذه القنبلة تعتبر أخطر ما أنتجته البشرية خلال تاريخها العسكري الطويل.
 
ويضم النادي النووي بعد الولايات المتحدة وروسيا (عام 1949 في عهد الاتحاد السوفياتي) كلا من بريطانيا والصين وفرنسا والهند (1998) وباكستان (1998) وكوريا الشمالية وإسرائيل، التي بدأت برنامجها النووي منذ 1947.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد