أسعار الأضاحي في اليمن تشهد ارتفاعًا حادًا وسط أزمة اقتصادية خانقة

mainThumb

03-06-2025 09:46 AM

عمان - السوسنة    

تشهد أسواق المواشي في اليمن ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأضاحي مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، في ظل تحديات اقتصادية ومعيشية متفاقمة ألقت بظلالها على القدرة الشرائية للمواطنين.

وبحسب مصادر محلية، تتراوح أسعار الخراف بين 80,000 و150,000 ريال يمني، أي ما يعادل نحو 30 إلى 55 دولارًا أمريكيًا، وفقًا لسعر الصرف الذي يختلف بين المناطق، مما يعكس تفاوتًا كبيرًا في الأسعار حسب نوعية الماشية (بلدي، مستورد، سلالات محلية أو أجنبية) والمنطقة الجغرافية.

أزمة معيشية ومضاعفات الحرب

يعاني قطاع المواشي في اليمن من تداعيات الحرب المستمرة وتدهور العملة الوطنية أمام الدولار، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار الأعلاف والدواء البيطري، إلى جانب تكاليف النقل واللوجستيات المرتفعة نتيجة غياب الاستقرار الأمني، لا سيما في الطرق التي تربط المحافظات.

وتشير تقارير محلية إلى نقص مزمن في الأعلاف والأدوية البيطرية، ما أثر على جودة وصحة المواشي، وبالتالي على أسعارها. كما تسبب ضعف الدخل وارتفاع معدلات الفقر في تراجع الإقبال على شراء الأضاحي الكبيرة أو مرتفعة السعر، وهو ما قد ينعكس سلبًا على نشاط الأسواق في الأيام المقبلة.

المعروض المحلي ومحدودية الاستيراد

رغم تقديرات غير رسمية تشير إلى وجود عدة ملايين من رؤوس الأغنام والماعز في البلاد، إلا أن غياب الإحصاءات الرسمية وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق يجعل الصورة غير واضحة تمامًا. ويعتمد اليمن بشكل أساسي على المزارعين المحليين في تغطية احتياجات السوق، في حين يبقى الاستيراد محدودًا نتيجة ضعف القدرة الشرائية والقيود المفروضة على المنافذ التجارية.

تفاوت في حركة الأسواق

وتتمركز أسواق الأضاحي بشكل نسبي في المحافظات التي تشهد استقرارًا أمنيًا مثل صنعاء وعدن وحضرموت، بينما تشهد الأسواق في المناطق المتأثرة بالنزاعات تراجعًا كبيرًا في النشاط التجاري بسبب صعوبات التنقل والتوزيع.

توجهات جديدة للمواطنين

مع استمرار الأزمة الاقتصادية، تتجه كثير من الأسر اليمنية إلى حلول بديلة مثل شراء أضاحي صغيرة الحجم أو المشاركة في أضاحي جماعية لتخفيف الأعباء المالية. ويتوقع مراقبون استمرار هذا النمط الاستهلاكي، وسط تقديرات بأن الطلب سيبقى محدودًا هذا العام، خاصة إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية والمالية على حالها.

التوقعات القادمة

من المتوقع أن تواصل أسعار الأضاحي ارتفاعها مع اقتراب عيد الأضحى بسبب ضعف المعروض، والتضخم، وانخفاض قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية. ويرجح أن تعاني الأسر من صعوبات متزايدة في تأمين أضحية كاملة، ما يدفع كثيرين إلى تأجيل أو إلغاء نية الأضحية، في ظل أولويات معيشية ضاغطة تتعلق بالغذاء والدواء.

ويترقب اليمنيون موسم العيد هذا العام وسط مزيج من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، في مشهد يعكس حجم الأزمة التي تعيشها البلاد منذ سنوات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد