نساء يروين تجاربهن مع إدمان مشاهدة المواد الإباحية ..

mainThumb

10-04-2019 05:15 PM

السوسنة  - اظهر تقرير لقناة "سي ان ان" الامريكية الاثار السلبية الصادمة لنساء يروين تجاربهن مع إدمان مشاهدة المواد الإباحية.

وتقول نيلام تايلور 24 سنة "كانت المرة الأولى التي أرى فيها مشهدا إباحيا لأكثر من رجل يعاشرون امرأة واحدة عندما كنت في 12 من عمري".
 
لم تكن تايلور الوحيدة التي فعلت ذلك؛ إذ رجحت دراسة أُجريت في 2016 أن حوالي 53 في المئة من الفئة العمرية من 11 إلى 16 سنة شاهدوا مواد إباحية على الإنترنت.
 
 
وبالنسبة لنيلام، بدأ الأمر معها بمجرد فضول حيال الجنس.
 
تقول نيلام: "كانت صدمة كبيرة، كما تعلمون، عندما تحولت من طفلة تشاهد الأفلام الرومانسية حيث الحب والجنس يمارسان بلطف ونقاء إلى مشاهدة..."، ثم أطرقتْ في تأثر شديد.
 
ودأبت هذه المراهقة على مشاهدة المواد الإباحية بصورة يومية حين كانت بين الحادية عشرة والسادسة عشرة من العمر.
 
وكانت تختلي بنفسها في غرفة نوم طفولتها - حيث عُلق على الحائط ملصق كبير لصورة المغنية كيه تي تانستول وبعض الصور لأصدقائها بينما تناثرت كتب ومذكرات ورقية على أرضية الغرفة - وتغلق الباب لتقضي فترة "تتراوح من عشر دقائق إلى ساعة" تتصفح خلالها المواقع الإباحية.
 
وتضيف: "لا أعتقد أن والدَيَ كانا على علم بذلك".
 
وتابعت، وهي في محاولة لتجاوز هذه الصدمة بسرعة: "أعتقد أن المواد الإباحية تصيبك بالتبلد.
 
وتقول: "أعتقد أني شاهدت ذلك في الأفلام فقط وأردت أن أعرف أكثر. ربما كانت لدي رغبة جنسية قوية أو لأني وصلت إلى سن البلوغ، لا أدري، لكني بدأت في البحث عن الأفلام المنتشرة التي تحتوي على الكثير من المشاهد الجنسية".
 
واستمرت نيلام في رواية قصتها مع المواد الإباحية: "سمعت عن الجنس في المدرسة، لكن مدرستي كانت مقتصرة على الفتيات فقط بينما كان المعتقد السائد أن هذا الشيء يفعله الصبية وحدهم. لقد أثار هذا الشيء فضولي، لكنه كان يشعرني بالخزي أيضا كما لو كنت أفعل شيئا غير طبيعي لا تفعله الفتيات العاديات".
 
باتت نيلام متمرسة في هذا النوع من مقاطع الفيديو الذي كان متاحا لها، وعكفت على تكوين ذوق خاص فيما تشاهد.
 
وأضافت: "كنت أبحث عن المشاهد التي تظهر فيها النساء خاضعات، أو ربما مكرهات كما لو كن مجبرات على فعل ذلك".
 
واستكملت حديثها قائلة: "أو كنت أبحث عن رجال أكبر سنا وفتيات أصغر سنا، دون أن أعرف سببا لذلك، لكن في مثل هذه السن المبكرة، في حوالي الثالثة عشرة، لا أعتقد أن تفضيلاتي الجنسية كانت قد تحددت - وكنت أشعر أنها تتأثر بقوة بما أشاهده".
 
 
حدثتني سارة، 25 سنة، عن تجربة مشابهة لما مرت به نيلام.
وقالت سارة: "بدأت مشاهدة المواد الإباحية في سن 13 أو 14 سنة، كنت أشاهدها مرتين في الأسبوع، على الأقل إنْ لم يكن أكثر من ذلك. كنت أشعر أنني أشبع رغبة ما".
 
وأضافت: "وأتذكر كيف أصبحت لا أتأثر بذلك - فكانت هناك مشاهد يظهر فيها عشرة رجال وامرأة واحدة، وأخرى تعرض حفلات جنس جماعي حيث عدد كبير من الأجساد يظهر أمامي، وكانت هناك أيضا نساء يتلقين الصفعات والإهانات - وشاهدت كل ذلك قبل حتى أن أمارس الجنس للمرة الأولى".
 
وتابعت: "لا زلت أشاهد هذه المواد، لكن ليس بالقدر الذي اعتدت عليه من قبل. وأعتقد أنه بعد عشر سنوات من مشاهدتها بانتظام، أنني أواجه صعوبة في الوصول إلى النشوة إلا بعد الوصول إلى مستوى مرتفع من التحفيز كالذي أجده عندما أستخدم أداة جنسية، أو أشاهد المزيد من المواد الإباحية".
 
هناك من يلجأ إلى مشاهدة المحتوى الإباحي للهروب من مشكلة ما
 
ورجحت دراسة تحليلية أجرتها مؤسسة تعليمية خيرية بريطانية أنه بينما كانت مشاهدة المواد الإباحية مسؤولة عما يتراوح بين اثنين إلى خمسة في المئة من حالات العجز الجنسي في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، مع إطلاق خدمات الإنترنت على نطاق واسع في بريطانيا، أما اليوم أصبحت هذه الخدمات مسؤولة عن حوالي 30 في المئة من حالات العجز الجنسي.
 
وأشارت دراسة حديثة أجريت لصالح قناة "بي بي سي 3" التلفزيونية، على عينة مكونة من ألف شخص من الفئة العمرية 18 إلى 25 سنة، إلى أن 47 في المئة من النساء شاهدن مواد إباحية الشهر الماضي، بينما أشار 14 في المئة من المشاركات في الدراسة إلى أنهن اعتقدن في وقت ما أنهن أدمنَّ مشاهدة هذه المواد.
 
تؤثر مشاهدة الأفلام الإباحية على قدرة المرأة على الوصول إلى النشوة من خلال ممارسة الجنس الحقيقي
 
توقفت نيلام عن مشاهدة الأفلام الإباحية عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وذلك تحديدا لما كانت تعانيه من آثار على صحتها البدنية.
 
وقالت نيلام: "عندما بدأت علاقتي بصديقي الأول، أدركت أنني لن أتمكن من الوصول إلى الاستثارة الجنسية من خلال ممارسة الجنس الحقيقي".
 
وأضافت: "أعتقد أن مشاهدة المواد الإباحية تمثل مستوى من التحفيز الجنسي غير الطبيعي، خاصة عندما تعتاد على تشغيل عشرة مقاطع إباحية في نفس الوقت."
 
واستطردت: "ملاحظة الفرق بين حالتي وأنا أشاهد مقاطع إباحية مقابل ما أحس به أثناء ممارسة الجنس الحقيقي كانت أمرا مرعبا. وكنت أحدث نفسي قائلة "سوف أذهب إلى المرحاض حتى لمشاهدة مقاطع إباحية قبل ممارسة الجنس حتى أصل إلى القدر الكافي من الاستثارة"".
 
منذ ذلك الوقت، توقفت نيلام عن مشاهدة المحتوى الإباحي، مؤكدة أنها لا تعتقد أنها أدمنت مشاهدة هذا النوع من المواد لأنها توقفت عن ذلك بسهولة ولم تعد لديها رغبة في معاودة ذلك مرة ثانية.
 
قالت ليلى فوردشام، استشارية أمراض النساء والمتحدثة باسم معهد علم النفس الجنسي: "بدأت علاج المرضى منذ 20 سنة، لكني على مدار تلك الفترة لم أصادف امرأة تشكو من مشكلة مع المواد الإباحية."
 
وأضافت: "هناك دراستان، أُجريت إحداهما بمشاركة 48 امرأة، وأظهرت أنه لا فرق بين جميع حالات وصول المرأة إلى الاستثارة الجنسية.
 
وأُجريت الدراسة الثانية على 200 امرأة في الشرق الأوسط، ولم تكشف أي فرق فيما يتعلق بتكرار الجماع، لكنها أظهرت أن هناك أثرا على الرغبة والاستثارة الجنسية لدى المشاركات في الدراسة، وهو الفرق الذي وصفنه بـ "الملل الجنسي"".
 
ورجحت أنه ربما يكون لمشاهدة المحتوى الإباحي دخلا في التغييرات التي تطرأ على الممارسات الجنسية.
 
وزعمت أنها لاحظت انتشار الأمراض المنقولة جنسيا في الوجه والعينين في المنطقة التي تعمل بها، لا في الأعضاء التناسلية، وهو ما أرجعته إلى زيادة مشاهدة المواد الإباحية.
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد