صحيفة السوسنة الأردنية

اربد – السوسنة – أحلام عبابنه - لم يكن لتلك العجوز يوماً ملجأ لها بعد الله سوى اطفالها الايتام، وألغت مقولة ان فاقد الشيء لا يعطيه، فهي وهبت أطفالها ما فقدته فما زالت تكافح في هذه الحياة بكل ما أوتيت من قوة، لتخلق حياة من العدم رغم بساطة العيش على أمل لمستقبل أفضل. 

 

تعيش الستينية ام محمد هي وابناؤها الأيتام التسعة في بيت صغير للإيجار بمنطقة البارحة بمدينة اربد شمال الاردن ، ورغم ظروفها الصعبة تعتني أيضا بأبناء عمها الذين فقدوا الام والاب، لتبقى هي السند والمعيل لهم. 

 

اقرأ ايضا : اطلاق مبادرة مواساة لتخفيف تكاليف العزاء

 

وتقضي تلك العجوز التي أصابها الكبر منذ سنين عجاف قد أكلن ما تقدم وما تاخر من عمرها جميع أوقاتها في العمل تحت اشعة الشمس لتغزل من اشعتها طريقَ تستمده منه قوتها، إذ انها  تعمل منذ وفاة زوجها قبل سبع عشرة عاماً على بسطة صغيره في حسبة اربد تبيع عليها بعض الأشياء لتكسب مبلغا زهيدا توفر فيه لقمة عيش لأولادها. الذي تطعمهم يوماً خبزاً ويوماً لا تجد شيً لإطعامهم.

 

مهما يبلغ الفقر بالناس، ومهما يثقل عليهم البؤس، ومهما تسيء اليهم الحياة، ففي فطرتهم شيئاً من الكرامة تحملهم على أن يجدوا حين يأكلون لذة مما كسبت أيديهم لا يجدونها حين يأكلون مما يساق إليهم دون ان يكسبوه بأيديهم.