الإنسان بين الواقع والمبتغى

mainThumb

23-10-2019 12:25 PM

سبحان من خلقنا فأبدع، وصورنا بأحسن الصور، واستخلفنا على سطح هذا الكوكب لعبادته وعمارة أرضه، وعلمنا سبيل الرشد والنجاة، وأعطانا عقلا مفكرا قادرا على تمييز الغث من السمين، وقلبا نابضا بحبه وحب عباده.
إذا استوعبنا وأدركنا سبب وجودنا، كانت حياتنا أكثر بساطة وأكثر محبة وأكثر تلمسا لإحتياجات الغير. 
 
ما نراه وللأسف في شوارعنا وطرقاتنا وأسواقنا وحتى في المؤسسات الأكاديمية والتعليمية صور مختلفة ومغايرة لما طلب منا ولما خلقنا من أجله، فنرى الناس تتقاتل لأجل أتفه الأسباب، ولا أحد يختصر او يستوعب غيره، فكما قالوا الجميع ديوك ولا يوجد فراخ، بمعناها المباشر، هذا طبعا في تعاملات بعضنا مع البعض. 
 
أما فيما يخص المسئول ومن يأتمرون بأمره، فتجد أن الأكثرية  فراخ بمعناها غير المباشر، والجميع ينافق من أجل تحقيق أقصى درجة من المكاسب ولو كان على حساب الآخرين، ويعتبر الكثيرون هذا النوع منالتلون مطلبا شرعيا وسليما لتحقيق المكاسب والتي عادة ما تكون غير مستحقة.
 
  ما دمنا نفكر بهذه الطريقة وما دمنا نأكل حقوق غيرنا، وما دمنا ننافق، وما دمنا نمدح من هو أعلى منا في المواقع الإدارية، سنبقى نغرق، وسنبقى نركض خلف سراب، وسنبقى بعيدين عن رحمة الخالق التي وسعت كل شيء في السماء والأرض.
رحمنا الله وإياكم وجعلنا من المتبعين منهجه، والمتمسكين بعروته الوثقى.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد