هل استمرار المظاهرات والاعتصامات مصلحة أم ضرورة ؟

mainThumb

22-02-2011 08:31 PM

     تعني المصلحة حسب قواميس اللغة العربية الفائدة أو المنفعة بشكل عام ، وتختلف عن الضرورة في إن كل أمر ضروري فيه مصلحة ، ولكن ليس كل ما فيه مصلحة هو ضروري إلزاماً ، فالمنفعة الشخصية لفرد أو مجموعه معينة قد لا تكون بالضرورة هي مصلحة المجتمع بشكل عام ، وان كان ذلك الشخص أو تلك الفئة تعتبرها ضرورة .

 

   وعليه فان التضامن مع حالة سياسية أو إنسانية ليس ضرورة ملحة للجميع وان كانت تحقق مصالح خاصة بحزب أو فئة سياسية أو جهوية .

 

   واعتقد أن ما بدأ يظهر من تململ اجتماعي من الحراك والفعاليات السياسية لبعض قوى المعارضة ، والتي بدأت تأخذ طابع الاستمرارية ومحاولة خلق مبررات وحجج لاستمرار التظاهر والاعتصام تظهر أهمية طرح سؤال جوهري للنقاش للموازنة بين المصلحة والضرورة فهل استمرار المظاهرات والاعتصامات مصلحة أم ضرورة ؟ ويجب ان تتوقف عند الإجابة عن مثل هذا  السؤال عند محطات هامة ، بدأنا نلمسها اجتماعياً ، حيث قام بعض تجار البلد في عمان برفع مذكرة تطالب بوقف المسيرات كونها تؤثر على أوضاعهم الاقتصادية التي تشكو أصلاً من حالة ركود ن كما حدثت مشاجرات بين متظاهرين وصاحب أحد الفنادق في عمان ارتباطاً بتأثير تواجد المتظاهرين عن الحركة السياحية للفندق ، ورغم هذه المؤشرات الأولية إلا أن البعض يصر على استمرار الفعاليات بشعارات متجددة ، فهل التضامن مع مصر في ظل الظروف المحيطة بالأردن ، وفي ظل أوضاعه الاقتصادية ضرورة لا بد منها ، حتى لو كانت على حساب اقتصاد الأردن وآمنه واستقراره ، أم هي مصلحة لبعض الفئات لتحقيق مكاسب سياسية وجماهيرية .

 

   وفي ظل استمرار الفعاليات عشوائية الأهداف ، فان مظاهر الاحتكاك بين المواطنين والمشاركين بمثل هذه الفعاليات قد تكون مرشحة للازدياد خاصة بعد قيام بعض الفعاليات بمحاولة إغلاق طرق رئيسية تخدم كافة المواطنين والتحرش كذلك ببعض التجار والمواطنين ومحاولة فرض مواقفهم وآرائهم على المواطنين العاديين .

 

   وإنني اعتقد بان المصلحة الضرورية حالياً لكافة أبناء الوطن هي الالتفاف حول وطنهم وقائدهم ، وحماية هذا الوطن ومنجزاته ومراعاة ظروفه الاقتصادية وعدم تحميله أكثر من يحتمل باسم الديمقراطية والإصلاح الذي هو هدف للجميع فدراء المفاسد أولى من جلب المصالح حسب القاعدة الشرعية فلنغلب المصلحة الوطنية العليا على مصالحنا الذاتية والشخصية ونتقي الله في الوطن الذي يجمعنا تحت خيمته الواسعة   .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد