الفلسطينيون يوفرون الطعام الحلال لليهود

mainThumb

22-10-2007 12:00 AM

السوسنة - يجبر قانون زراعي توراتي يفرض على اليهود ترك أرضهم بلا زراعة عاما كل سبع سنوات الصهيونيين الاكثر تشددا في اسرائيل على اللجوء الى المزارعين الفلسطينيين لتوفير احتياجاتهم من الطعام الذي تحلله الديانة اليهودية.

ووفقا للشريعة اليهودية يجب على المزارعين اليهود ان "يريحوا" أرض اسرائيل ويتركوها بلا زرع كل سبع سنوات مرة وهو ما يعني الا يزرعوا المحاصيل ولا بساتين الفاكهة وان يتركوا الارض بورا.

في السنوات الماضية كان المزارعون اليهود يتحايلون على القانون بأن "يبيعوا أرضهم الى الاغيار" بشكل رمزي لمدة عام.

لكن في العام الحالي يريد يهود متشددون سد هذه الثغرة وتحولوا الى المزارعين الفلسطينيين لمدهم بالخضر والطعام الذي تحلله الشريعة اليهودية ولم يمسسه أي دنس في مفارقة صارخة في منطقة يتمحور الصراع فيها حول الارض.

توجهت مجموعة من اليهود المتشددين الملتحين وهم يرتدون أوشحة الصلاة التقليدية الى مزارع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ليختاروا أفضل محصول مكتنز من الطماطم /البندورة/ وأكثره صلابة ليعودوا به الى أهلهم.

وضعوا على كل صندوق ختما أسود باللغة العبرية يعلن ان هذا "طعام حلال". وقال الحاخام شنير ريفاتش رئيس المجموعة التي ترعاها الحكومة وتشرف على تطبيق القانون التوراتي "الرب يريد ان يذكرنا ويقول لنا تذكروا اني مالك هذه الارض. مرة كل سبع سنوات دعوا قانون الطبيعة يسري وضعوا ثقتكم في".

بدأ العام الذي يحل كل سبع سنوات بلا زرع او كلا عام "الشميتا" الشهر الماضي مع بدء السنة اليهودية وقالت وزارة الصناعة والتجارة الاسرائيلية ان واردات اسرائيل من المنتجات الفلسطينية زادت بشكل كبير منذ ذلك الحين.

كانت السلطات الدينية الاسرائيلية تسمح في سنوات "الشميتا" السابقة بالبيع الرمزي للارض الى الاغيار في اطار ما يعرف باسم "هيتير ميتشرا". وقال ريفاتش "أجاز الهيتير ميتشرا حاخامون قالوا.. ماذا سيحدث للمزارع اذا رحلوا.. خسائر. العدو سيأخذ الارض".

لكن يريد حاخامون متشددون العام الحالي تطبيق تفسير متشدد للقانون الزراعي التوراتي ومنع الالتفاف من حوله. ومن اساليب الالتفاف على هذا القانون لجأ بعض المزارعين اليهود الى نظام المدرجات لزرع المحاصيل على مدرجات مرتفعة يقيمونها فوق الارض وبهذا يلتزمون حرفيا بعدم زراعة الارض نفسها وتصلح هذه المدرجات لزراعة معظم أنواع الخضر التي تزرع في اسرائيل.

كما لجأ البعض الى تغطية حقولهم بصوبات زراعية طوال العام وبهذا لا تصبح أرضهم في الهواء الطلق ومن ثم لا يسري عليها القانون. وخولت الهيئة العليا للحاخامين المجالس الدينية المحلية سلطة اتخاذ القرار بشأن كيفية تطبيق احكام الشميتا ويتمسك عدد من اليهود المتشددين بتفسير حرفي للقانون التوراتي مما أجبر المزارعين العلمانيين على الانصياع.

واضطر المزارع درور ميموني الذي كان يلجأ مثل كثير من الاسرائيليين الى "بيع أرضه للاغيار" خلال سنوات الشميتا السابقة لان يقلص انتاجه لان محصوله لا يعتبر "كوشير" او حلالا طبقا للتفسير المتشدد للشريعة اليهودية.

وقال ميموني "قللنا الانتاج الى أدنى كمية ممكنة لان مبيعاتنا ليست مثل السنوات الاخرى". ويتأثر بعام "الشميتا" حتى الاسرائيليون غير المتدينين لان المتاجر التي تبيع منتجات لا تجيزها السلطات الدينية مهددة بأن تخسر نشاطها.

وقالت كيرين كاسيت صاحبة متجر في مدينة تل ابيب وهي معقل العلمانيين في اسرائيل وكانت سلعها لا تحمل ختم "الطعام الحلال" طبقا للشريعة اليهودية "عدد كبير من الزبائن المعتادين لا يظهرون بسبب الشميتا".

وصرح بائع في سوق بتل ابيب عرف نفسه باسم سامي فقط بأن نقص السلع التي تحمل ختم "الطعام الحلال" رفع الاسعار.

وقال ان اليهود المتشددين ملتزمون "بالشميتا ويشترون من العرب هذا دينهم. والان ارتفعت الاسعار بصورة كبيرة".

وتناقش المحكمة الاسرائيلية العليا مدى شرعية عملية بيع الارض للاغيار "هيتير ميتشرا" وشكل بعض الحاخامين جماعات تقدم بدائل للحظر الديني يلتف حول التطبيق المتشدد له يسمح للمزارعين اليهود بالاستفادة من الثغرات.

في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة وقف التاجر الفلسطيني غالب ابو سنينة الى جوار أقفاص الخضر والفاكهة بينما كان اعضاء يهود من لجنة الشميتا المسؤولة عن تطبيق القانون التوراتي تختار ما ستشتريه.

كان للقانون التوراتي تأثير على الاقتصاد الفلسطيني بزيادة الطلب على المنتجات الفلسطينية. وقال ابو سنينة "ارتفعت اسعار الخضر.. خاصة الطماطم لان الاسرائيليين يشترون مئات الاطنان من المزارعين الفلسطينيين".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد