تاريخ مرض السّرطان

mainThumb

12-11-2020 01:43 PM

السوسنة - السّرطان ليس مرضًا جديدًا، لقد أصاب النّاس لعدّة قرون، إنّ أقدم حالة موثّقة من السّرطان في العالم تنحدر من مصر القديمة في عام 1500 قبل الميلادن تمّ تسجيل التّفاصيل على ورق البرديّ، وتوثيق ثماني حالات من الأورام التي أصابت الثّدين تم معالجته عن طريق الكيّ، والتي دمرت الأنسجة مع أداة ساخنة تسمى "حفر النّار"، كما تم تسجيل أنّه لا يوجد علاج للمرض.
 
وهناك أدلّة على أنّ المصريين القدماء كانوا قادرين على التّمييز بين الأورام الخبيثة والحميدة، وفقا للنّقوش وتمّت إزالة الأورام السّطحية جراحيًا بطريقة مشابهة لطريقة إزالتها اليوم، كما تقول البيولوجيّة ليزا فايد.
 
أصل كلمة "السرطان" :
جاءت كلمة "السرطان" من الطّبيب اليونانيّ أب الطبّ: أبقراط. استخدم أبقراط الكلمات اليونانية "كارسينوس" و"كارسينوما" لوصف الأورام، وبالتّالي سمّي "كارسينوس" السّرطان. 
في الواقع، كانت المصطلحات اليونانيّة هي الكلمات التي استخدمت لوصف سرطان البحر، والتي يعتقد أبقراط أنّ الورم يشبهها، على الرغم من أنّ أبقراط قد سمّا المرض "بالسّرطان"، إلّا أنّه بالتّأكيد لم يكن أوّل من اكتشف المرض، لأنّ تاريخه المُكتشف يبدأ في وقت أبكر بكثير كما ذكر سابقًا. 
 
ما الفكر المبكّر في سبب السّرطان ؟
في اليونان القديمة، كان معروفًا عن جسم الإنسان أقلّ بكثير ممّا هو معروف اليوم، على سبيل المثال، يعتقد أبقراط أنّ الجسم يتكون من أربعة سوائل: الدّم، البلغم، الصّفراء الصّفراء، والصّفراء السّوداء، واعتُقد أنّ زيادة في الصّفراء في أي موقع في الجسم تسبب السّرطان، كان هذا هو الفكر العامّ لقضيّة السّرطان خلال 1400 سنة الماضية، في مصر القديمة، كان يعتقد أنّ السّرطان سببه الآلهة.
 
ولادة التّشريح المرضي :
مهدت عمليات التّشريح التي قام بها وليام هارفي في 1628 الطّريق لتعلّم المزيد عن التّشريح البشريّ وعلم وظائف الأعضاء، وتمّ اكتشاف الدّورة الدّمويّة ، وفتح الأبواب لمزيد من البحث عن الأمراض، لم يكن سبب إجراء عمليّات التّشريح حتّى عام 1761 للبحث عن سبب الوفاة في المرضى، وكان جيوفاني مورغاني بادوفا أوّل من قام بمثل هذا التّشريح، كما تقول ليزا.
 
السّرطان في القرنين السّادس عشر إلى القرن الثّامن عشر :
خلال عصر النّهضة، ابتداء من القرن الخامس عشر، طوّر العلماء فهمًا أكبر لجسم الإنسان، بدأ علماء مثل جاليليو ونيوتن في استخدام الطّريقة العلميّة، التي استخدمت فيما بعد لدراسة المرض، أدّى التّشريح، الذي قام به هارفي (1628)، إلى فهم دوران الدّم في القلب والجسم الذي كان حتّى ذلك الحين لغزًا.
 
في عام 1761، كان جيوفاني مورغاني، أول من قام بشيء أصبح روتينياً اليوم "حيث قام بعمل تشريح لربط مرض المريض بنتائج مرضيّة بعد الموت"، هذا وضع الأساس لعلم الأورام العلميّ، ودراسة السّرطان.
 
واقترح الجرّاح الاسكتلنديّ الشّهير جون هنتر (1728-1793) أنّ بعض السّرطانات يمكن علاجها عن طريق الجراحة ووصف كيف أنّ الجراح قد يقرر أيّ السّرطانات تحتاج ذلك، إذا لم يكن الورم قد غزا الأنسجة المجاورة وكان "متحرّكاً"، قال: "لا يوجد أيّ تصرف غير لائق في إزالته."
وبعد قرن من ذلك، سمح تطوّر التّخدير للعمليّات الجراحيّة بالازدهار، كما تمّ تطوير عمليات السّرطان التّقليديّة مثل استئصال الثّدي الجذريّ، كما تقول الدّكتورة مامتا كالديز طبيبة الأورام.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد