السياب في المخزن
نشر المانع ذكرياته في «الشرق الأوسط» تحت عنوان «عمر أكلته الحروف»، وأعادت دار «جداول» نشرها الآن مع مقدمة للأستاذ محمد عبد الله السيف. من أجمل تلك الذكريات كيف عمل المانع مع بدر شاكر السياب في شركة «نفط البصرة»:
«عملنا، بدر السياب وأنا، بعد نوالنا الشهادة العالية. هو من دار المعلمين العالية، وأنا من الحقوق، في شركة (نفط البصرة). وكنّا نعمل في أدنى درجات الوظيفة الكتابية، إذ إن الإنجليز لم يأبهوا بشهادتنا، واعتبرونا مجرد ساعين للحصول على مورد شهري. وكانت البطالة آنذاك منتشرة في كل مكان، ولا سيما ما يدعى ببطالة المثقفين، ومن ينتمِ إلى شركة النفط؛ فعليه أن ينسى تعليمه، ليتعلم فيها كيف يجهل.
كانوا يطلبون منا أن ننتظر اللوريات التي تقلنا إلى الشركة في الفجر والشمس لم تشرق بعد، فننحشر فيها لتأخذنا إلى منطقة بعيدة عن مدينة البصرة، وربما في طريقنا لوريات أخرى تحمل خرافاً، فكنت أقول: (إن الخراف على الأقل تذبح مرة واحدة. أما نحن فنذبح كل يوم).
كان عملنا، بدر وأنا، يدور في قسم المخازن، لا في المخازن نفسها، بل في الدوائر التي تنظم فيها أمور المخازن. وكنا نملأ بطاقات، لا تحصى ولا تعد، بما يرد إلى المخازن الفعلية البعيدة عنا، وبما يتم استهلاكه منها. ولكل مادة رقم تعرف به، وبطاقة خاصة.
فإطار السيارة من النوع الفلاني له رقم وبطاقة، ولكل برغي ومسمار وزيت أرقام. ومهمتنا هي أن ننقل الجداول اليومية التي ترد إلينا إلى بطاقات مبوبة تبويباً دقيقاً، ولكنه لا إنساني. لا إنساني إلى درجة هائلة بالنسبة لشاعر مثل بدر السياب، فأن يتصور المرء شاعراً، ثري الإحساس، مفعماً بالجوع للدنيا، يقضي ثماني ساعات كل يوم في نقل رقم كهذا: A6.24876901 إلى البطاقات مئات المرات كل يوم؛ أمر رهيب. ولو كان يعرف ما هو هذا الـA6 لهان الأمر، ثم حتى لو عرف، لما استفاد شيئاً، إذ ربما يكون رمزاً لنوع معين من دهان السيارات. ويمكن الرجوع، بالطبع، إلى الدليل الشامل الذي يوضح هذا الـA6 الشرير.
وجدت عملنا مصوراً تصويراً عبقرياً في فيلم شارلي شابلن (العصور الحديثة). إذ يقف العامل أمام الماكينة مؤدياً حركة واحدة ألوف ألوف المرات، حتى أخذت يده وهو بعيد عن الماكينة تتحرك حركة عصبية مشابهة لحركتها أمام الآلة. وقد وجدنا عند توفيق الحكيم في (عصفور من الشرق) استهجاناً مشابهاً للآلية الحديثة.
كان يشرف على كل ردهة من ردهات الكتبة للمنكبين على بطاقاتهم شخص إنجليزي يجلس في غرفة زجاجية. وعلى عادة الإنجليز، لا ينشئ هذا الشخص علاقة بشرية مع الذين يعملون تحت إمرته، كأن رواية (أي إم فورستر) (الطريق إلى الهند) لم تكتب بعد، ولم تؤثر فيهم، مع أنها كتبت في أوائل عشرينات هذا القرن. وكنت أحدِّث بدر السياب عنها، وعن قدرة فورستر على التعاطف البشري الذي اختزله بعبارة (اتصل فقط)».
اجتماع امريكي مصري إسرائيلي بشأن معبر رفح
وزير التربية يقرر تعيين مدير وتدوير 3 آخرين
هام للمواطنيين .. الأمن العام تحذر وتشدد
انطلاق أولى قوافل الحجاج الأردنيين إلى الديار المقدسة .. الأحد
الفرايه يشارك في جنازة المحافظ غسان الكايد
تخريج ضباط ارتباط ضبط العدوى بمستشفيات وزارة الصحة
الأغذية العالمي يدعو لفتح جميع معابر غزة
أهالي غزة يستقبلون المساعدات من الطائرة الأردنية رقم 100
تسجيل أسهم الزيادة لرأس مال كهرباء إربد
الأمير الحسن يدعو لدعم الشباب من خلال تعزيز التنافسية
استمرار الجلسات التعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي
توضيح بخصوص قدوم المولود الجديد للأمير الحسين
مركبة كهربائية تتحرك دون تشغيل وتصطدم بمركبتين بجبل الحسين .. فيديو
ما سبب التدريبات الجوية في سماء الأردن
سيدة ترتكب أخطر مخالفة .. والأمن يوضح
الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية بهذا التاريخ
أرقام صادمة .. الأردنيون ينفقون أموالاً طائلة على هذا المنتج
مواصفة جديدة لاستيراد السيارات الكهربائية تُسبب بارتفاع أسعارها
رحلة إلى البحر الميت تتحول إلى مأساة
بلديات تعلن عن وظائف شاغرة .. تفاصيل
شاب يرتكب جريمة مروعة بحق مدرّس أعطى حصة لزوجته
فيديو كامل .. أبو عبيدة يعلن عن عملية أسر جنود جديدة
درجات الحرارة من الأحد حتى الثلاثاء
ولي العهد يكشف عن أصعب قرار اتخذه الملك عبدالله الثاني
خبير أردني يدرّب فنانة مصرية على مسك الأفاعي .. فيديو
فاقدون لوظائفهم في وزارة الصحة .. أسماء
أستراليا تحظر تصدير الخراف الحية لدول منها الأردن خوفا على حياتها