من أين أبدأ القصيدة يا ترى

من أين أبدأ القصيدة يا ترى

31-12-2025 01:11 AM

من أين المُبتدأ لشيء لا أعلم متى بدأ في الأصل، ومتى وُضع الحرف الأول وما تلاه، إلى الآن وإلى الآن؟
تتكاثر الأسئلة تتجمع تتضخم، أراقب هذا الإنفجار الذي يعقب التصخم، يطول الترقب لأسبوع لعام ولدهور، والأسئلة تتكاثر وتتوالد كلعنة كوشم، كشيء لا يزول قط.
أريد أن أتجرَّد من كل شيء، أن أغدو ورقة بيضاء تنكر جدورها المتوغلة في جوف الأرض، أكتب، وكل حرف أرميه مني في، أطمسه لا اجعل له أثرا في لوحة ذاكرتي. أمسحه بممحاة النسيان، وأدفنه تحت رمال الإهمال، فأكتب الليل بطوله، إلى أن ينبلج أول خيط من خيوط الفجر، ولكن تستمر الأسئلة لي تفرعها، والفرع يعود لأصله، أين الأصل حتى أطمسه؟
"غرقنا ياما، المي دخلت للخيم"
وأثناء شكواها أمام العدسة التي تنقلها للعالم تقول:
"وين العالم والله تعبنا؟"
تسألين ياأمي عن عالم متشدق بإنسانية زائفة، عالم يبدِّل معنى اللفظ على هواه.
ما الإنسانية عندكم؟ وما الحقوق عندكم؟
عالم يتغير فيه المعنى بتغيير المكان الجغرافي، إذ تحدد الإنسانية على حسب المكان، على وزن أن تضع مبدأ متعدد التفرعات لكل مكان، لا مبدأ واحد بأصله لكل الأمكنة.
ليكون هناك حاكم هو محرك الدمى، كل خيط يتحكمه أصبع، وكل خيط هو قيد لحاكم، وكل حاكم يقيد شعبا، وهكذا تستمر السلسلة لتنتقل، طويلة كأشطان بئر عميقة.
أتفهم؟ أفهمت؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد