نَظْرَةُ اَلإِسْلاَمُ لِغَيْرِ أَهْلِ اَلْكِتَاب

mainThumb

03-06-2021 05:27 PM

كثيراً من المسلمين وخصوصاً الذين لم يتدبروا آيات القرآن الكريم كما طَلَبَ منهم الله ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (النساء: 82)) وينطبق عليهم قول الله تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد: 24)) يسيئون للدين الإسلامي والمسلمين.

 فأرغب أن أروي رواية حصلت معي في الجامعة الأهلية في البحرين في عام 2003/2004 قابلت إنسان راقي جداً وهو الأستاذ الدكتور عبد الله الحواج رئيس الجامعة الأهلية فأحسن الإستقبال وأكرم وفادتي وتم تعييني عميداً لكلية العلوم الرياضية وعلوم الحاسوب . . . إلخ وكان عندي سكرتيره قمة في الأدب والأخلاق والأداء إسمها أفراح الصفار. 
 
وقد كان تابعاً لمكتبي عاملي نظافة ورجل أمن على باب مكتب عميد الكلية من الهندوس من الهند. وكانوا يقومون بواجباتهم على أكمل وجه دون أي مضايقات وطلبات من المسؤول عنهم كما تعودنا في بعض الأماكن، وتعاملهم الطيب هذا أثَّرَ في نفسي كثيراً مما جعلني أقدم لهم بعض الطعام والمشروبات وغيرها بشكل مستمر.
 
 وتصرفي هذا أثار فضول سكرتيرتي الأخت أفراح الصفار، مما دفعها للحضور لمكتبي وسؤالي: لماذا يا دكتور تقدم لهؤلاء الكفار المأكولات والمشروبات . . . إلخ؟. فقلت لها أريد أن أسألك سؤالاً وبناءً على جوابك سأستمر في الحديث أو أتوقف، فسألتها: من الذي خلق هؤلاء الذين تقولين عنهم كفاراً؟ الله ربنا أم خالق آخر؟، فأجابت بالطبع الله ربنا، فقلت لها أحضري ورقة وقلم وإجلسي أمامي حتى نستمر في الحديث. فقلت لها علينا أن نتدبر آيات كتاب الله كما طُلِبَ مِنَّا.
 
فبدأت أذكرها ببعض آيات الله (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (هود: 6))، أي ما خلق الله دابة تدب على الأرض إلا كتب الله رزقها، فكيف لهؤلاء الهندوس المتعلمين والمثقفين الذي يخدموننا؟ فأنا حضرت من الأردن إلى البحرين لأقدم لهم رزقهم من الله. 
 
فقالت لي: لماذا خلقهم الله؟، فقلت لها لكل سؤال يخطر على بالك يوجد جواب له في القرآن. لا يحق لنا أن نسأل الله لماذا فعل هذا أو ذاك؟ ولكن نحن نُسْأل (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الأنبياء: 23))، (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)) أي أن الله هو الذي خلق الكافر وخلق المؤمن، ولو شاء لهدى الله الناس جميعاً ولكن أراد الله أن يُمْلِيْءَ جهنم من الجِنَّةِ والناس أجمعين، ليشعل النار بهم وليكونوا حطباً لجهنم (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم . . . يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (السجدة: 13، الروم: 54)).
 
 وأضفت لها قائلاً أننا لو عملنا إحصائية لوجدنا الكفار والسيئين أضعافاً مضاعفة من المؤمنين والطيبين تصديقاً لقوله تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (الأعراف: 179)). 
 
والذين يشكرون الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى قليلون والدليل على ذلك( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (سبأ: 13)). فبعد هذه الجلسة عادت لي وقالت: بصراحة يا دكتور ما قابلت إنسان من قبل خاطبني بالقرآن وأقنعني مثلك وأصبحت تُحْسِنَ للهندوس والحمد لله.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد