معَ دقةِ كلِ عقرب تبدأُ حكاية جديدة للعم أبو باسل

معَ دقةِ كلِ عقرب تبدأُ حكاية جديدة للعم أبو باسل

05-01-2022 03:28 PM

معَ دقةِ عقربِ كُلّ ساعة، عشقٌ ذلك الصوت، الذي يوحي لانقضاء الوقت، ومع كلِ يومٍ جديد؛ كانَ العم أبو باسل يفتحُ نافذتهُ ليُطّل على أملٍ جديد وعملٍ قد يحسّنُ من حالهِ لتأمينِ قوتِ عياله.
 
بدأ هذا الكفاح، – طبيبًا للساعات – أو "ساعاتي"، منذُ 52عاما، ويحاول تصليحها وإعادةَ روح الدقاتِ إليها، وفقَ ما ذكر. ويرى العم أبو باسل أنّ عمله كان في السابق يستغرق منه وقتاً وجهداً كبيرين، ويعتمد في الصيانة على مفك وملقط وعدسة، وبات اليوم بفضل الأدوات والتقنيات الحديثة لا يتطلب منه تصليح الساعات سوى بضعُ ثوان.
 
وأصبحت إعادة روح الدقات للساعة مصدرَ رزقهِ الوحيد، لتلبيةِ مُتطلبات الحياة، وحبُ العمِ أبو باسل لمهنتهِ التي تتطلب منهُ الدقة والتركيز أعانتهُ على كُل الصعوبات، فلديهِ أربعةٌ من الأولاد جميعهم كانَ لديهم السعي وحب الدراسة فنالوا ما سعوا إليهِ مع دقةِ كُلّ ساعة.  
 
وتعد الساعة عالماً جميلاً له، حيث يقوم بتركيبها بدقةٍ متناهية، ليستطيع الخوض في غِمار تلك المحركات لتشخيص أعطالها، ليضيف عليها جمالية مطلقة عبر الترتيب وضبط أجزائها بعناية كبيرة، وليعيد الحياة إلى الساعة من جديد، ويقضي وقتا طويلًا في محله دون أن يشعر بالتعب، ويجد العم أبو باسل راحته بأن يتفحّص الساعات المعطلة.
 
رسالة العم أبو باسل كانت بأن لا يعتبر الشخص العِلم الوسيلة الوحيدة للعمل، يجب أن يكون مُتعدد الكفاءات والمهارات، والإنسان الناجح عليهِ أن يكون مُهيًّأ لكل الظروف؛ فلا يوجد عمل ناجح وعمل فاشل، بل يوجد انسانٌ ناجح وانسانٌ فاشل؛ وأن يحترم الإنسان مهنتهُ ليُحترم.
 

 

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد