صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - تيماء شاكر سرور الحرافشة - يقاس نجاح وتطور الصحف الورقية التي تمتلك القدرة على التوجيه والتثقيف والإقناع والتأثير بالرأي العام على هيئات إدارية إعلامية سلاحها امتلاك أدوات قوية تسهم في تحدي الصعوبات ومعالجة المشاكل التي تعترض طريقها بصورة سريعة مرنه وهذا يتطلب إدارات إعلامية تستطيع اتخاذ إجراءات حازمة تسهم في استمرار العمل والنظر إلى الواقع بنظرة واسعة عميقة؛ لأن ضيق الأفق له ابعاد سلبية تنعكس بصورة سريعة على أرض الواقع؛ ولأن الخطأ في أي مجال من الممكن السيطرة عليه اسرع ومستوى المعالجة اعلى اما الخطأ في الإعلام دائرته واسعة ومن الصعب معالجته، الصحف تعتمد بشكل اساسي على الكلمة والصورة المعبرة من المهم أن تكون المصطلحات تعبر عن واقع المجتمع وإقناع القارئ بأهمية ما يتناوله النص الصحفي من أفكار ومعلومات هامة تسهم في رفع مستوى الوعي، وهذا يتطلب إدارات إعلامية تمتلك المسؤولية الناضجة.
‏قال عضو مجلس نقابة الصحفيين خالد القضاة: إن الصحافة الورقية تواجه صعوبات مركبة زادت من حدتها جائحة كورونا فهي تعاني من شح في مواردها المالية وكانت بداية الأزمة واضحة قبل جائحة كورونا وزدات بعد الجائحة وذلك بسب قلة إرادتها من الإعلانات والتوزيع التي تعتبر من المصادر الأساسية التي تعتمد عليها الصحافة الورقية في تغطية نفقاتها، وهذه المشكلة كان من الممكن تجاوزها لو كان لديها قيادات إدارية في الفترات الماضية تستطيع استشراق المستقبل من خلال بدأ التحول إلى مؤسسات إعلامية شاملة تكون النسخة الورقية إحدى وسائلها، مبينا أن ارتفاع كلفة الرواتب الشهرية وتكلفة الإنتاج أدى إلى دخولها في أزمة حقيقية عجزت عن تأمين الرواتب الشهرية للعاملين فيها، وبسب المشاكل المالية بدأت بالاستغناء عن كوادرها الصحفية ذات الكفاءه المهنية العالية القادرين على قيادة الثورة الرقمية
وأوضح القضاة أن الصحف الورقية لا تتلقى دعماً مالياً من الحكومة بل هي رافد لصندوق الضمان الاجتماعي للأرباح التي كانت تحققها سابقاً فهي تعتمد على نفسها في تغطية مصاريفها وتطوير أدواتها واستمرارها بالعمل وهذا الرفد المالي للأرباح التي حققتها الصحف قبل أكثر من عشر سنوات ولفترات طويلة يفوق مساهمة الضمان في رأس مال الصحف لكن في الفترة الحالية هي شركات مساهمة عامة تدار من خلال مجالس إدارة من قبل القطاع الخاص وهي ليست مؤسسات حكومية تتلقى دعماً مباشراً من موازنة الدولة.
وفيما يتعلق بمحتوى الصحف قال: إن القيادات الإدارية كانت تقاوم وترفض كافة خطط الصحفيين في تطوير المحتوى وبث مواد جديدة وأن تتحول تدريجياً إلى الاعلام الرقمي وتستفيد من هذه الميزات وبقيت تدور في دائرة الوسائل التقليدية في التواصل مع الجمهور وهي النسخة الورقية ونوه إلى أن المواقع الإلكترونية للصحف الورقية هي مواقع مستنسخة من النسخة الورقية بالتالي عجزت عن تلبية احتياجات الجمهور، وأشار إلى أن تلك المشكلة لم تكن بسبب قصور في أداء الصحفيين الذين لديهم القدرة على قيادة الثورة الرقمية، بل بسبب تلك القيادات الإدارية التي لم تكن يوماً من الأيام سببا في حل مشاكل الصحف؛ لأن تلك القيادات هم موظفين ينسب بهم صندوق الضمان الاجتماعي على غير كفاءه.
وتابع القضاة أن الصحف اليومية تهتم بكتابة الاخبار والتقارير وعمل تحقيقات استقصائية قصيرة وكتابة قصص إنسانية ذلك كان محور اهتمامها لم تتعمق في معرفة ما وراء الخبر والتعمق في حل مشاكل الناس من خلال إعداد تحقيقات استقصائية برغم من محاولات للصحفيين لكن كان هناك صدام مع رؤساء التحرير الذين لا يرغبون بتلك المواد لأن من نتائج التحقيقات الاستقصائية أن جهة ما لم تقم بالتزاماتها وأنها مقصره في حل وموضوع ما وهذا يزعج السلطة التنفيذية.
ومن جانبه عرض خالد القضاة واقع جريدة الرأي التي تعاني من أزمة مالية كبيرة واعتبر أن سبب الأزمة هي الإدارات المتعاقبة ورجح إلى عدم وجود حلول حالياً في ظل طريقة اختيار إدارة للصحيفة وعبر قائلاً: عند النظر لحل مشاكل الصحف يجب النظر إلى حل المشاكل التي يعاني منها الإعلام بشكل عام يجب أن لا ينظر إلى الإعلام أنها مؤسسات تحقق ربح ومساهمة اقتصادية لأن ذلك يقود الفرد إلى متابعة الإعلام الخارجي أو شبكات التواصل الاجتماعي وذلك يشكل خطورة، بقدر دور وأهمية وسائل الإعلام في التوعية والتثقيف والتوجيه.
ومن جانبه قال مدير مركز الرأي للدراسات والتدريب الإعلامي هادي الشوبكي: إن أزمة الصحف الورقية الأردنية تجلت خلال السنوات العشر الأخيرة والسبب الرئيسي تراجع الموارد المالية وفقدانها الإعلانات مؤكداً أن الأزمة التي تشهدها الصحف سببها سوء الإدارة في العجز عن وضع استراتيجيات ناجحة للتحول إلى الإعلام الرقمي.
وتحدث أن صحيفة الرأي بدأت في وضع استراتيجيات لعدة أعوام تتبعها خطة تنفيذية للتحول إلى الإعلام الرقمي ونوه إلى أن التحول لا يتبعه فقط تطوير المحتوى الصحفي وانما أيضاً الاستفادة من البوابات الإلكترونية وذلك من خلال تعزيز إيرادات المؤسسة وفتح خدمات المنتج الإعلاني للمتلقي وأشار إلى أن المواد الصحفية خاصة في الموقع الإخباري الإلكتروني للصحيفة.
وقال الصحفي في صحيفة الرأي طارق الحميدي: إن تحول الصحف الورقية إلى صحف الكترونية بالكامل من الصعب تطبيقه؛ لأن اعداد العاملين في الصحف الورقية يختلف عن حاجة الموقع الالكتروني مشيراً إلى أن صحيفة الرأي حاليا هي في موجة الهيكلة(صرف الكوادر الصحفية) والامتيازات المعطاه للموظفين ومن الصعب أن يغطي الموقع الإلكتروني الرواتب الشهرية لهم بالإضافة إلى أن النموذج الالكتروني الأردني غير مؤسسي
وبين أن الصحافة الإلكترونية تضررت من وسائل التواصل الاجتماعي لأنها حصلت على حصة كبرى من الإعلان وكذلك في الصحافة الورقية
وفيما يتعلق بمحتوى وتطوير المضمون الصحفي أشار الحميدي إلى أن الصحف الورقية تأخرت كثيراً في تطوير مضمونها الإخباري في ظل وجود الثورة المعلوماتية وتدفقها السريع كان عليها أن تركز على التحليلات الإخبارية، إلا أن بعض الصحف الورقية حاولت تحديث مضمونها في درجات متفاوتة، وأبدى طارق الحميدي برأيه قائلاً: إن الصحف الورقية بحاجة إلى دعم حكومي لضمان استمرارها وتطوير مضمونها قبل فوات الوقت.