الحياء
فالأخلاق كما نعلم هي المنظم الأساسي للمجتمع، وهي التي تحكم العلاقات بين الناس وتضعها في أُطُر وأشكال معينة، ربما تكون متسقة مع بعضها البعض في مجتمع هادئ مستقر متناغم، يسوده الأمن والأمان والثقة والاطمئنان.
أو غير متسقة في مجتمع غير متآلف به ما به من أسباب التفكك و الإنحدار وهذا هو المأذق الحقيقي.
والفضيلة الأخلاقية التي نتناولها في مقال اليوم "الحياء" نفتقدها كثيراً في تلك السنوات، ونود البحث عن أسباب اختفائها ومحاولة استعادتها وإحيائها من جديد، نظراً لشدة أهميتها وتأثيرها المباشر على العلاقات الإجتماعية بين الناس داخل المجتمع.
فإذا تذكرنا سنوات الخير والصلاح عندما كان المجتمع بخير والعلاقات الإجتماعية سليمة مستندة تلقائياً علي قيم خلقية وعادات وتقاليد لا يتخطاها إلا كل من يكون بنظر الآخرين خارج عن النسق الاجتماعي أو بمعني آخر ذو سلوكٍ شاذ و مستغرب!
• و قد كان (الحياء) علي رأس هذه القيم الأخلاقية بل ودرة تاجها المرصع بالكثير من الجواهر الثمينة.
• فكما قال عليه الصلاة والسلام:
• {إن لكل دين خلقاً، وإن خلق الإسلام الحياء}.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً، يقول عنه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
{كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه}.
*قال الراغب:
(الحياء انقباض النفس من القبيح).
وقيل: هو خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح.
• و قد حث المولى عز وجل في كتابه الكريم على فضيلة الحياء:
فقال تعالى : ﴿ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الأحزاب: 53].
*(إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ). [ (البقرة: 26]
(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ). [القصص: 25]
• و كذلك وردت في الكتاب المقدس (الإنجيل) آيات تحث على الحياء:
*"لا تستحي حياء به هلاكك".
سفر يشوع بن سيراخ 4: 27
*"اَلصِّدِّيقُ يُبْغِضُ كَلاَمَ كَذِبٍ، وَالشِّرِّيرُ يُخْزِي وَيُخْجِلُ"
سفر الأمثال 13: 5
فكما كنا نسمع دوماً عن آبائنا و أجدادنا المقولة الشهيرة
إذا لم تستح فافعل ما شئت.
وقد صدق القول بحق فمن يتخلى عن حيائه لا يبالي بأفعاله أياً كانت و لا يبالي أن يتأذي بها من حوله و لا يهتم بعواقب تصرفاته ولا نظرة المجتمع له على الإطلاق!
فقد كنا منذ زمنٍ ليس ببعيد نري الحياء في أوجه الناس وسلوكياتهم وخاصة النساء اللاتي كان الحياء من أهم وأبرز صفاتهن، فقد كان بحق خجلهن له حُمرةٌ جميلة تعلو خدودهن حينما يستلزم الأمر .
أما الآن فقد طغت تطورات العصر الحديث علي كل القيم والعادات والتقاليد العتيقة التي تربينا عليها، ولم تترك لها أثرا في نفوس الغالبية العظمي اللهم إلا قليلا!
فلم تعد هناك اعتبارات تضعها البنت بحسبانها لتحتفظ بصفاتها المفترضة كأنثي وعلي رأسها الحياء الذي كان!
حيث باتت تصرفاتها في كثير من الأحيان أشد عنفاً من الرجال وأكثر تبجحاً وجرأة!
و هذا ما لا يليق شكلاً وموضوعاً بطبيعتها التي خلقها عليها الله والتي من المفترض أن تكون أكثر رقة وأشد حياء.
وكما ذكرت أن الحياء قيمة أخلاقية شديدة الأهمية فهي من أهم أسباب السلام الإجتماعي، فعندما يكون المرء حيّي غير متطاول أو مكشوف الوجه يكون غير مثير للمشاكل و استفزاز الآخرين من حوله.
مما ينعكس إيجابياً علي شكل المجتمع فتختفي منه الصدامات و يتحسب كل واحد للآخر احتراماً و تقديراً وخجلاً.
فعندما كان الزمن طيباً، كان الجميع يمشي علي استحياء ويضع باعتباره دائماً وأبداً مشاعر الناس و يراعيها و يستحي أن يجرحها بشكل أو بآخر مما يخلق حالة من الوئام وتبادل المحبة والاحترام بين الجميع ، ومن يشذ عن هذا النسق المتين يعد خارجاً عن المألوف و مغرداً خارج السرب!
أما الآن وفي ظل موجة التبجح و انكشاف الوجه واختفاء الخجل وانعدام الحياء، لم يعد هناك من يراعي مشاعر حتي أقرب الأقربين له ولم يعد هناك احترام واستحياء من الكبير ولا عطف ورحمة بالصغير، فحقاً بات كل شخص يفعل ما يشاء و ما يحلو له دون مراعاة الآخرين و دون وضعهم بأي اعتبار، مما يزيد ويضاعف من حالة التحفز التي يشحن بها كل شخص نفسه ضد الآخر دون أي أسباب منطقية، ولكن تحسباً لأي فعل حتي وإن كان لا يستدعي هذا التحفز!
فهل لنا من عودة أعزائي لإحياء مكارم الأخلاق و علي رأسها (الحياء) لنستعيد هدوئنا وسماحتنا واستقرارنا وننفض غبار السنوات الذي تراكم طبقات فوقها طبقات ليخفي ويمحي آثار الزمن الطيب بكل قيمه وسلوكياته وأخلاقياته،
تلك التي كانت الضامن الوحيد لتماسك و ترابط و استقرار هذا الشعب الطيب و هذه الأرض الطيبة؟
• وخير ختام لمقال اليوم عن فضيلة الحياء، كلمات الحييّ الأمين محمداً صلي الله عليه وسلم:
عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ» أخرجه الترمذي والبيهقي.
وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ البدري رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ». أخرجه البخاري.
وإلى لقاء قريب مع فضيلة أخلاقية جديدة من مكارم الأخلاق.
ارتفاع أسعار المنتجين الزراعيين بنسبة 6.9% خلال 10 أشهر
السفير الياباني : اليابان تؤمن بأنه لا بديل عن الأونروا
وزارة التخطيط تستقبل ضباطاً كباراً من القوات المسلحة
انخفاض الموقوفين الإداريين من 2200 إلى 1700 شهرياً
حسّان يوجّه بتوسعة وصيانة مدرسة إربد الثانوية للبنين
أمانة عمّان تغلق عبّارة سقطت فيها فتاة بالزهور
إصابة مسنة وحفيدها ومتضامنتين باعتداء مستوطنين شرق رام الله
البرلمان العربي يدين تصريحات الاحتلال لفتح معبر رفح
الأردن يدشّن مركزاً لوجستياً جديداً لدعم إغاثة غزة
مطالب بتعزيز خدمات رعاية الأطفال في عجلون
الصفدي يلتقي كايا كالاس في عمّان اليوم
السدود تستقبل 3.6 مليون م³ خلال المنخفض الأخير
وزارة البيئة تعلن عن حاجتها لتعيين موظفين .. التفاصيل
مجلس الوزراء يوافق على تسوية غرامات المبتعثين وفق شروط
الحكومة تعتمد نظاما جديدا للمحكمة الدستورية 2025
مجلس الوزراء يوافق على تعديل رسوم هيئة الأوراق المالية 2025
وظائف حكومية شاغرة ودعوة آخرين للمقابلات الشخصية .. أسماء
ماهي شبكة الذكاء الاصطناعي اللامركزية الجديدة Cocoon
لأول مرة منذ 14 عاما .. "آيفون 17" يعيد آبل إلى الصدارة العالمية
الحكومة تقر نظام وحدة حماية البيانات الشخصية لعام 2025
أوبن إيه آي تعتزم إدخال تحسينات على تشات جي بي تي
وظائف حكومية ومدعوون للمقابلة .. الأسماء والتفاصيل

