ليبيا وحصادُها في العام 2022
قبل انتفاضة فبراير (شباط) 2011، كان برنامج حصاد العام في التلفزيون الليبي يتسم برداءته. كان سرداً إنشائياً مملاً لا ينتهي حول إنجازات القائد الأوحد، واجتماعاته وخطاباته، وجولاته، وأضغاث أحلامه. وكنتُ، في البداية، كلما شاهدت حصاد العام في التلفزيون الليبي، شعرت بنوع من الشفقة على فريق المحررين المكلف بتجميع مواده وتحريرها، وأتعاطف مع المذيعين الذين يتناوبون على قراءته. لكنّي، فيما بعد، تبيّن لي أنهم لا يستحقون شفقتي ولا تعاطفي؛ لأنهم، في حقيقة الأمر، كانوا التجسيد الواقعي للمثل الشعبي القائل: «كيف سيدي كيف حصانه».
من ناحية أخرى، يمكن القول إن ذلك التقليد السنوي الإعلامي يطال حتى الأفراد على نحو مختلف. حصاد العام على مستوى الأفراد شخصي، لا يهمّ غير صاحبه، وليس للعرض على الآخرين. وما يحدث هو أن عديدين منّا يحرصون على القيام بعملية مراجعة سنوية، أو بالأحرى جرد سنوي في نهاية كل عام، وقبل حلول العام الجديد، كما يفعل التجار، لمعرفة ما حققوه من أهداف/أرباح شخصية، على المستويات الحياتية كافة، وما خسروه أيضاً، وقيمة ما خسروه، واحتمالات تعويض الخسارة.
وبناءً على تلك المراجعة، أو الجرد السنوي، يضعون خطة بالأهداف المرجو تحقيقها في العام الجديد. تلك الأهدافُ، لكي تنجز، لا بدّ من أن تكون قابلة للتحقق وليست أوهاماً. ولا بدّ لها من توفر وسائل تحقيقها. وهو فعلٌ محمود، وضروري لتنظيم الحياة. إلا أنّه ليس سهل التحقق؛ لأنّه مشروطٌ بتوفر العقلية المنظمة، والعزم والتصميم والوسائل. ذلك الشرط عادة يقف حائلاً بين كثيرين والانخراط في البرنامج. ولذلك السبب، من الممكن القول إنه متاحٌ فقط لقلة. تلك القلة، تحديداً، هي ما يمكننا أن نطلق عليهم وصف، من استطاعوا إليه سبيلاً.
الفرقُ بين الفئتين قائمٌ على الفروق الفردية. تلك الفروقُ هي التي تميّز بين البشر، ولولاها لكنّا نسخاً كربونية. والأهمُّ من ذلك، هو حقيقة أن تلك الفروق الفردية ليست فطرية، بل مكتسبة. الاكتساب، في هذه الحالة، مثل نهر بروافد عديدة. كلما تعددت الروافد زادت مياه النهر واغتنى ما حوله. وتتداخل فيه عناصر متعددة، في قائمة تطول أو تقصر، حسب الظروف والإمكانات. ولعل الطموحَ، في رأيي، يأتي، ضمن أشياء أخرى، في رأس تلك القائمة. إذ هو، في هذه الحالة، بمثابة الوقود للسيارة. ولولا الطموح لما وصلت الحضارة الإنسانية إلى ما وصلت إليه من تطور وتقدم.
في الأيام القليلة الماضية، وقبل أن يفارقنا مودعاً العام 2022، فكرت في برنامج حصاد العام على مستويين: شخصي وعام. أي حصاد ما أنجزتُ/ربحتُ، وما أخفقتُ في تحقيقه/خسرتُ. وحصادُ ما أنجزته بلادي ليبيا، وما خسرته.
وبالطبع، لن أخوض في الأمر الشخصي، كونه لا يهمّ غيري. أما المتعلق بإنجازات ليبيا، فقد أوقعني في حيرة، ليس لعدم توفر معلومات، أو لعدم قدرتي على ترتيبها كرونولوجياً، كما يفعل محررو الأخبار في القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى. السببُ، كما اتضح لي هو أنني كان بإمكاني أن ألتقط معلومات من حصاد السنوات الماضية، وأعدُّ، من خلالها، تقريراً طويلاً مفصّلاً عن العام المنقضي! وما أقصده، هو أن ليبيا لم تتحرك بوصلة واحدة خارج ما كانت عليه في السنوات الماضية. وأن الأحداث نفسها يعادُ تدويرها كل عام باختلافات بسيطة وبالأسماء نفسها تقريباً، سواء من الساسة أو من قادة الجماعات المسلحة. والمحصلة النهائية هي أن الحصادَ هشيمٌ تذروه الرياح.
إنجاز طبي استثنائي: شفاء امرأة صينية من السكري
نصائح فعّالة للتغلب على الاكتئاب وتحسين الصحة النفسية
تامر حسني يُشعل الشائعات حول عودته لبسمة بوسيل
أبو زيد: الرد الاسرائيلي قد لا يتجاوز الـ 24 ساعة
نجل علي جابر يكشف تفاصيل حالة والده الصحية
كورتني كارداشيان وزوجها يطلبان حماية إضافية لمنزلهما
ملك إسبانيا من عمان: الصراع في غزة جلب دمارًا لا يوصف
تنقلات في مديرية الأمن العام .. أسماء
إحالات على التقاعد في الأمن العام
إيران سلّمت المنطقة .. وصواريخ حزب الله مغلقة بكود إيراني
تحذير للأردنيين .. لا تتجاوبوا مع هذه الرسائل والمكالمات
وظائف ومقابلات وتعيينات .. تفاصيل وأسماء
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلة .. تفاصيل
11 موظفا فاقدا لوظيفته في وزارة الصحة .. أسماء
ارتفاع أسعار الأغذية في الأردن .. تفاصيل
جمعية البنوك:تخفيض أسعار الفائدة على القروض
المستحقون لقرض الإسكان العسكري لتشرين الأول .. أسماء
محافظة: تعيين 461 معلماً مسانداً وتعيين 196 اخصائياً
مدعوون لإجراء مقابلات شخصية لوظيفة معلم .. أسماء