لن يعودَ العالم كما كان
وهكذا يستنتج الباحثان الفرنسيان أنّ بوتين «متواضع» فقد كان الاتحاد السوفياتي أحد ضلعي النظام الدولي الثنائي القطبية؛ وهو يقبل الآن أن يكون مثل الهند ومثل ألمانيا واليابان وبريطانيا! بيد أنّ المشكلة أنه لا يمكن تصديق روسيا الغازية، فلو كانت تسعى لنظامٍ كهذا لما احتاجت إلى الحرب، ولوافقتها على دعواها عشرات الدول التي كانت تضيق ذرْعاً بالهيمنة الأميركية وتسعى لنظامٍ عالميٍّ أكثر عدالةً وتوازناً! إنّ دول الدعوة للتعددية القطبية أصلاً منزعجة الآن من روسيا ومن الصين، لأنّ الدولتين تهددان بالحرب وتخوضانها، وليس من أجل استحداث عالم التعددية القطبية؛ بل من أجل تصحيح ما خلّفتْه الحرب العالمية الثانية من مظالم على الصين، ومن أجل استعادة «حقوق» ضاعت على روسيا عندما تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1990!
ويسلّم الأميركيون وغيرهم بمقولة الصين الواحدة، لكنهم لا يريدون أن تحصل بالقوة من خلال ضمّ تايوان الآن. بل المرغوب أن تحصل بالتدريج وسلماً كما جرى مع ماكاو وهونغ كونغ. وبعكس الماضي ما عاد الصينيون يتحدثون - كالسابق - عن الوحدة بالسلم بل يستعجلون ذلك الآن، ويُظهرون ثورانهم نتيجة إقبال الولايات المتحدة على زيادة تسليح تايوان؛ في حين يُظهر الأميركيون واليابانيون والأستراليون والكوريون الجنوبيون قلقهم من استعراضات الصين العسكرية في بحر الصين الجنوبي وحتى على الحدود مع الهند!
لكنّ الصين على ضخامتها، وضخامة قواها الاقتصادية والعسكرية وتنافسيتها الشديدة مع أميركا، كشفت قبل أيام أنها تخزّن عدة تريليونات من الدولارات الأميركية، مما يشير إلى الحجم الأُسطوري للتشابك والتشارك بين الدولتين القارتين. والصين في النهاية نائية، ومن حولها عالم أميركي قوي ومترابط؛ فيذكّرنا ذلك بكلام هنتنغتون في «صراع الحضارات» (1993، 1996) أنه رغم الضخامة والتنافس؛ فإنّ مصير الصين أن تكون - بروح الحضارة ومشتركات المصالح - جزءاً أو حليفاً لعالم الأطلسي والهادي.
بعد هذا كلّه أو باعتبار هذا كله، المفروض أن تكون روسيا أقلّ إزعاجاً لأميركا والغرب من الصين. وهي كذلك بالفعل؛ إذ لا تملك تفوقاً اقتصادياً ولا تفوقاً عسكرياً بحيث يمكن مقارنتها بالصين (!)؛ وهي غربية الروح والدين والثقافة. وأوروبا هي السوق الرئيسية لمنتجاتها. لكن المشكلة أنها في قلب أوروبا، وهي في دائرة وسط مثلث القارات الثلاث، وهي تذكّر بألمانيا التي ظلّت شديدة القلق والبحث عن «المجال الحيوي» حتى انهزمت هزيمةً ساحقةً في الحرب الثانية؛ وما كان ذلك ممكناً دون مساعدة أميركا وروسيا! وما أُتيح استثناءً بالنسبة لألمانيا، غير متاحٍ بالنسبة لروسيا؛ ليس لأنها تملك أسلحة دمارٍ شامل وحسب؛ بل ولأنّ دمار روسيا أو خفوتها هو دمارٌ أو خفوتٌ لأوروبا وآسيا معاً (!).
من الناحية الرسمية (وليس الفعلية) إذا «استعادت» الصين تايوان فلن تعود مضطرةً للتهديد بالحرب أو خوضها وهو الذي لم تفعله من قبل على أي حال! إنما ما الحلُّ مع روسيا؟ لا يظننّ أحد أنّ روسيا الاتحاد السوفياتي هي التي شاركت أميركا بالقوة في زعامة العالم. بل الروح الإمبراطوري الروسي قديم ويعود لزمن القياصرة. وقد كانت دائماً على صراع مع جيرانها، وإلاّ فلماذا الحديث عن الدب الروسي؟! لقد خاضت حروباً أو شُنّت عليها حروب من جانب العثمانيين والبريطانيين والفرنسيين والألمان، وما أمكن استيعابها في أي صيغة! وإدراكاً من الأوروبيين والأميركان لهذه الأمور تحملوا هجمة روسيا الضعيفة على جورجيا الأضعف (2008) ثم على القرم (2014). أما الصبر على القيصرية أو السوفياتية أو القومية، فيعني حروباً لا تنتهي ودماراً عالمياً. وهو دمارٌ ليس عمرانياً أو بشرياً حتى؛ بل هو دمارٌ للحضارة التي يقوم عليها نظام العالم المعاصر منذ مائة عامٍ وأكثر وقلبه أوروبا. لقد سبق للأميركيين أن تذمروا مراراً من بطء حراك القارة العجوز، وأرادوا الانسحاب منها وتركها لمصيرها. لكن هذه هي المرة الثالثة خلال قرن والتي يتدخلون فيها عسكرياً واقتصادياً لاستعادة السلام في ديار القارة العجوز! والمشكلة هذه المرة أن الحرب لا يجوز أن تنتهي بانتصارٍ أو هزيمة! انتصار روسيا يعني حروباً أخرى. وانتصار أوكرانيا يعني صدعاً روسياً مهولاً!
فلنعد إلى عنوان فيدال وبادي لكتابهما: لن يعود العالم كما كان! فقد قالا أو استعرضا في كتابهما ما سبق أن أوجزناه وبتفصيلٍ ما بعده تفصيل. يتخذ الرجلان مقياسين: مقياس استقرار الحرب الباردة بسبب التوازن، ومقياس برايتون وودز والنظام الرأسمالي العالمي. أما المقياس الأول فقد انضرب بانتهاء الحرب الباردة. وأما النظام الاقتصادي العالمي فقد ضربته العولمة وأدواتها الجديدة المذهلة. وبادي وفيدال ليسا آسِفَين على النظام المنهار؛ لكن أين البدائل وسط تزايد الحروب، والاختلال البيئي الفظيع؟!
ممثلة تركية تتلو الفاتحة في كواليس مسلسلها .. شاهد
وفاة حاجة إندونيسية أثناء رحلتها لأداء مناسك الحج .. فيديو
جهاز إسرائيلي جديد لمنع الفلسطينيين من البناء
اعتماد رخص القيادة الأردنية والإماراتية قيد البحث
المهندس عبدالله عاصم غوشة نقيبا للمهندسين
محكمة التمييز تصادق على تعويض مواطن تضرر من الأمطار
أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع
بن غفير يدعو لوقف إدخال المساعدات إلى غزة
إغلاق صناديق الاقتراع لانتخابات نقابات المهندسين
أطعمة مثالية لتخفيف أعراض القولون والإمساك
الصفدي: الأردن سيبقى داعمًا لغزة رغم حملات التشويه
الاحتلال يغتال شابين ويحتجز جثمان شهيد شرق نابلس
الدحيات نقيبا للأطباء البيطريين بالتزكية
تطورات الوضع الصحي للفنان ربيع شهاب
شجرة الزنزلخت قد ترفع أساس منزلك .. شاهد الفيديو
لينا ونجاح بني حمد ضحية التشهير الإلكتروني
إجراءات حكومية مهمة بعد عيد الأضحى
هل راتب ألف دينار يحقق الأمان في الأردن .. فيديو
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
كم بلغ سعر الذهب في السوق المحلي السبت
ارتفاع أسعار الأغنام الرومانية يربك الأردنيين قبيل العيد
سعر الليمون يتصدر الأصناف بسوق عمان اليوم
دعوة مهمة للباحثات والباحثين عن عمل: استغلوا الفرصة
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
منتخب عربي بمجموعة الأردن يضمن التأهل إلى كأس العالم
حزمة قرارات لضبط إنفاق الجامعات الرسمية .. وثيقة وتفاصيل
الحكومة تُلغي قرار التعليم العالي بشأن التأمين الصحي لموظفي الجامعات