أوروبا: لا تراجع عن الفائدة المرتفعة

mainThumb

02-02-2023 08:40 PM

رفع البنك المركزي الأوروبي الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مما يشير إلى مخاوف من استمرار ارتفاع التضخم رغم التراجع الأخير في أسعار الطاقة.

ويحاول البنك السيطرة على الأسعار من خلال رفع متنام لأسعار الفائدة الأوروبية، الأمر الذي ينذر بركود حاد الفترة المقبلة.

وبهذه الزيادة، يسير المركزي الأوربي -بجانب بنك إنجلترا الذي رفع الفائدة بـ 50 نقطة أساس لتصل إلى 4%- على خطى نظيره الفيدرالي الأمريكي، الذي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، الأربعاء 1 فبراير/شباط الجاري، كما كان متوقعًا على نطاق واسع، وذلك بعدما كان رفعها 50 نقطة أساس في ديسمبر/كانون الأول الماضي في أعقاب أربع زيادات متتالية بمقدار 75 نقطة، ليصل بذلك سعر الفائدة القياسي إلى نطاق من 4.50% إلى 4.75%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2007.

وفي مواجهة تضخم جامح رفع البنك سعر الفائدة الرئيسي 3 نقاط مئوية في سبعة أشهر فقط على أمل أن تؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى تقليص الطلب والحيلولة دون ترسخ النمو السريع للأسعار.

وخلال اجتماعه الأول للعام الجاري 2023، رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الإيداع إلى 2.5% من 2% مثلما وعد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو المستوى الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. ولم يتبع المركزي الأوروبي نهج مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الذي أشار بوضوح إلى تباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة.

كما ارتفعت نسبة الفائدة على الإقراض إلى 2.5% مرتفعة 50 نقطة أساس. وارتفع تسهيل الإقراض الهامشي من البنك المركزي الأوروبي من 2.75% إلى 3.25% بزيادة 50 نقطة أيضًا.

وقد أوضحت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، في مؤتمرها الصحفي بعد قرار الفائدة أنه "في ضوء الضغوط التضخمية الأساسية، يعتزم البنك رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أخرى في اجتماع السياسة النقدية المقبل في مارس/آذار، ثم سيقيم المسار الإضافي لسياسته النقدية".

وقالت لاغارد: "سيواصل مجلس الإدارة المسار من خلال رفع أسعار الفائدة بشكل كبير بوتيرة ثابتة وإبقائها عند مستويات مقيدة بما يكفي لضمان عودة التضخم في الوقت المناسب إلى هدفه متوسط الأجل البالغ 2%".

وأضافت، "إن إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات تقييدية سيقلل التضخم بمرور الوقت من خلال الحد من الطلب وسيحمي أيضًا من مخاطر الزيادة المستمرة في توقعات التضخم. على أي حال، ستستمر القرارات المستقبلية بشأن أسعار الفائدة الرسمية من قبل مجلس البنك في الاعتماد على البيانات وستتبع نهج الاجتماع تلو الآخر".

وتابعت: "تظل ضغوط الأسعار قوية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انتشار تكاليف الطاقة المرتفعة في جميع أنحاء الاقتصاد، وأن المؤشرات الأخرى للتضخم الأساسي لا تزال مرتفعة أيضًا".

وأردفت: "أصبحت المخاطر على توقعات النمو الاقتصادي أكثر توازنا. وتشير المؤشرات القائمة على السوق إلى أن أسعار الطاقة خلال السنوات القادمة ستكون أقل بكثير مما كان متوقعًا في وقت اجتماعنا الأخير".

وقالت لاغارد: "لا يزال يتعيّن على البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة بشكل كبير وبوتيرة ثابتة للوصول إلى مستويات تقييدية كافية" و"البقاء في هذه النقطة طالما كان ذلك ضرورياً". وأضافت لاغارد: "علينا خفض التضخم وسنحقق هذا الهدف".

توقعات بزيادات تاريخية للأجور ومن جانبه، كان جيديميناس سيمكوس، عضو البنك المركزي الأوروبي؛ قد صرح منذ أيام أنه يجب على المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة، وسط تزايد الضغوط على نمو الأجور، وتوقع أن تتجاوز الزيادات في الأجور المتوسطات التاريخية بمنطقة اليورو.

وأضاف سيمكوس أنه من غير المتوقع أن يصل معدل الفائدة لذروته قبل حلول الصيف، لأن التضخم الأساسي لا يزال يُظهر قوته، مشيرًا إلى أن المركزي الأوروبي لم ينته بعد من السيطرة على التضخم.

وكان قد توقع عضو البنك المركزي الأوروبي جبريال مخلوف رفع الفائدة بما يعادل 50 نقطة أساس في اجتماع اليوم.

وأوضح عضو المركزي الأوروبي أن قرارات السياسة النقدية في المستقبل يجب أن تظل معتمدة بشكل أساسي على البيانات الاقتصادية نظرا لحالة عدم اليقين السائدة، مضيفا بأن التضخم في منطقة اليورو ما زال مرتفعا.

وانخفض اليورو أمام الدولار خلال تعاملات الخميس 2 فبراير/شباط بعدما رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة 50 نقطة أساس متماشيًا مع التوقعات بينما تبنى بنك إنجلترا المركزي نبرة أقل حدة تجاه التضخم.

وانخفض اليورو 0.64% خلال اليوم إلى 1.0920 دولار بينما هبط الإسترليني 0.68% إلى 1.2290 دولار.

وزاد مؤشر الدولار 0.61% أمام سلة من العملات إلى 101.56.

لكن رجح اقتصاديو البنك الكندي CIBC Capital Markets بأن اليورو قد يشهد ارتفاعًا قويًا في عام 2023؛ متأثرًا بتحسن الأوضاع الاقتصادية الكلية في منطقة اليورو؛ ناهيك عن استمرار دورة التشديد النقدي من جانب البنك المركزي الأوروبي.

وأعزى خبراء البنك الكندي اعتقادهم هذا لتلميحات معظم أعضاء البنك المركزي الأوروبي بوجوب رفع سعر الفائدة بشكل كبير وبوتيرة ثابتة؛ وذلك بهدف الوصول لمستويات مقيدة بما يكفي لضمان عودة التضخم في الوقت المناسب إلى الهدف المطلوب عند 2% على المدى المتوسط.

وهذا الأمر يشير في مضمونه إلى أن المركزي الأوروبي يدرس تعديل وتيرة رفع الفائدة؛ على الأقل خلال الربع السنوي الأول لهذا العام، وأضاف محللو البنك أنه ينبغي الحذر من مكاسب اليورو المحتملة والتي قد تكون مفرطة إلى حد كبير، بالرغم من أنه على الأرجح سيشهد اليورو حركة تصحيحية قصيرة الأجل.

انتعاشة الذهب وارتفعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر بعد قرار المركزي الأوروبي اليوم وكذلك الفيدرالي الأمريكي أمس، خلال تعاملات الخميس، إلى مستويات 1967 دولار للأوقية، أو ما يعادل ارتفاع بنسبة 1.25%.

وفي المقابل جاءت ارتفاعات XAU/USD - العقود الفورية للذهب دولار أمريكي محدودة خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم، حيث زاد المعدن الأصفر ما يعادل 0.1% إلى مستويات 1951.3 دولار للأوقية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد