الأردن وكندا .. رؤية مشتركة نحو سلام المنطقة

mainThumb

23-02-2023 01:11 PM

ثلاثة محاور راهنة في أبعادها: سياسية، اقتصادية، وأمنية، كانت أساس ما ركز عليه الملك عبد الله الثاني، خلال مباحثات أجراها جلالته أمس مع رئيس مجلس الشيوخ الكندي جورج فيوري.

.. بين عبد الله الثاني، والبرلماني المشرع الكندي «فيوري»، علاقات مهمة تمثل تلك الرؤى التي يضعها جلالة الملك في استراتيجيات الدبلوماسية والدولة الأردنية، التي تؤطر قوة وحاكمية الأردن.

جلالته، وضع رئيس مجلس الشيوخ الكندي، في قراءة استشرافية، تنطلق منها الرؤية الملكية والدبلوماسية الأردنية نحو السلام والتعاون الدولي، المحاور التي جرى استعراضها تقوم على أهتمام الملك والمملكة الأردنية الهاشمية بالقدر الذي تمثله زيارة رئيس مجلس الشيوخ الكندي، وهي:

* أولا:

استعراض لمجمل التحديات والأزمات في المنطقة.

* ثانيا:

فهم المساعي المبذولة للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات وقضايا المنطقة وتأثيرها على جيوسياسية الأمن والسلام في العالم.

* ثالثا:

وعي دور الأردن، والرؤية الملكية الهاشمية السامية، التي تدعم تساهم في دعم الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية اردنية ورؤية شمولية، مستنير وواضحة تتوافق مع الأفكار الدولية والاممية.

ضمن هذه المحاور، الملك عبدالله الثاني، يعتز بعلاقات الصداقة التاريخية التي تربط الأردن وكندا ودوما يؤكد مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك خصوصية الأردن وكندا والمؤشرات الثقافية المشتركة، عددا عن دور مجلس الشيوخ الكندي، في دعم مواقف الأردن السيادية والوطنية والقومية، تحقيقا للعدل والأمن والسلم.

* مجلس الأعيان.. ومجلس الشيوخ الكندي.. وفاق

كانت رحاب مجلس الأعيان، تبتهج بوجود شخصية برلمانية مرموقة، رئيس مجلس الشيوخ الكندي الذي يزور الأردن، في اهتمام واسع برؤية ومواقف الملك عبدالله الثاني، وطبيعة أزمات المنطقة وحساسيتها.

بين فيوري والفايز، سردية أردنية هاشمية، عن أن العلاقات الأردنية الكندية علاقات تاريخية تعود إلى 1964، حيثُ افتتحت السفارة الكندية في عمّان عام 1967، بينما افتُتحت السفارة الأردنية في كندا عام 1973.

عزز رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز صورة الدولة الأردنية، وطنيا وعربيا ودوليا، وضمن طبيعة العلاقات الأردنية الكندية، وتمت فتح ملفات عميقة، تستند الدولة الأردنية، على ديمومتها مع كندا وفق ثوابت مهمة تنبع من الرؤية الملكية الهاشمية الناظمة لمسارات التحديث والدبلوماسية الأردنية والثقافة الوطنية، والتبادل ورسم السياسات الثقافية والإبداعية بين الأردن وكندا، عدا عن الرؤية السياسية المستقبلية وضمن:

1:

الأردن دولة تؤمن بالسلام وتدعو له، وانطلاقا من سياستها الثابتة في هذا الإطار، الملك، الوصي الهاشمي، يقوم بجهود كبيرة وحثيثة من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وفق القرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس.

2:

تثمين مواقف كندا الداعمة لجهود جلالة الملك الرامية إلى إحلال السلام العادل في المنطقة، ودعمها للقضايا العربية العادلة، مؤكدًا أن أية حلول للقضية الفلسطينية تمس ثوابت الأردن ومصالحه العليا، هي حلول مرفوضة، ولن يقبل الأردن أيضًا بأية حلول تغير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس أو تمس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.

3:

إن المجتمع الدولي والدول الكبرى فيه، مطالب باتخاذ إجراءات عملية، تدفع الحكومة الإسرائيلية إلى وقف ممارساتها الوحشية والعنصرية اليومية بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكاتها المتكررة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والعودة إلى عملية السلام وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، لافتًا إلى أن استمرار الممارسات الإسرائيلية، من شأنه أن يؤجج الصراع في المنطقة، ويزيد من دوامة العنف فيها.

4:

الأردن, بحسب عرض الفايز لفيوري، يواجه صعوبات اقتصادية كبيرة جراء الأحداث المتسارعة في المنطقة، إضافة إلى ما خلفته جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على أسعار الطاقة والسلع الغذائية، إلى جانب استضافة الأردن لأكثر من 3ر1 مليون لاجئ سوري، ما شكل ضغطًا مباشرًا على مختلف القطاعات الحيوية والبنى التحتية.

5:

الأردن، دولة تخطط للمستقبل وفق رؤية ملكية ناظمة، وتقوم الدولة بإصلاحات شاملة سياسية واقتصادية وإدارية، ثقافية وتربوية تستهدف تمكين الشباب والمرأة وتعزيز الحياة السياسية والبرلمانية والحزبية من أجل الوصول إلى الحكومات البرلمانية.

6:

تهدف الإصلاحات الاقتصادية، في الدولة الأردنية، التي عبرت إلى مئويتها الثانية نحو تعزيز البيئة الاستثمارية في المملكة وتسهل الإجراءات أمام المستثمرين ورفع مستوى الخدمات بهدف تحسين حياة المواطنين المعيشية ومواجهة التحديات الاقتصادية.

.. الأعيان والشيوخ، بين المملكة النموذج، وكندا المستقبل، هنا حيوية التواصل لعمل إنساني، دولي ممكن حول السلام وثقافة الإبداع وإحياء التراث الإنساني، الناظر إلى كندا، يجد دورها الأممي، وفي الأردن، والمنطقة والإقليم، فقد رصد رئيس مجلس الأعيان، اهتمام جلالة الملك بالدور المحوري العالمي لكندا، الدعم الذي يتضح في ملفات مهمة كلتعليم والتعليم التقني والطاقة المتجددة، والبرامج الموجهة لدعم اللاجئين في الأردن، والثقافة والزراعة والتعليم العالي.

7:

فتح سوق العمل الكندي أمام الأردنيين وتسهيل إجراءات حصولهم على فرص العمل فيها، مبينًا أن الأردن يتمتع بموارد بشرية ذات كفاءة عالية بمختلف المجالات.

.. رئيس مجلس الشيوخ الكندي جورج فيوري، كان سعيدا منذ صباح أمس، وهو يلتقي بالملك عبد الله الثاني، الشخصية السياسية المستنيرة، صانع المحبة والسلام، مقدرا جهود الأردن الكبيرة، بقيادته لإحلال السلام في المنطقة وعودة الأمن والاستقرار لها، مؤكدًا أن الأردن دولة صديقة لكندا ولها دور محوري تجاه مختلف قضايا المنطقة، وكندا تدعم جهود جلالة الملك، التي تدعو إلى إنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية.

.. يتأمل «فيوري» تلك اللمحات من الأمن والاستقرار، وديمومة رؤية ملكية هاشمية تدعم الأمن والسلام، وتعزز مستقبل مشترك، قائم على المحبة والسلام.

huss2d@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد