السلوك العدواني عند الطلاب أسبابه و دوافعه

mainThumb
هبة أبو حليمة أخصائية أصول التربية

18-03-2023 06:59 PM

المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الثانية بعد البيت من حيث التأثير في تربية الطلاب ورعايته. وتعود أهميتها لما تقوم به من عملية تربوية مهمة وصقل لأذهان الطلاب ، حيث أن وظيفتها الطبيعية أن تستقبل الطلاب في سن مبكرة فتكون بذلك المحطة الأولى للتعامل معهم بعد الأسرة مباشرة، مما يضعها في موقع استراتيجيي تربوي وتعليمي، ومراقبة شامله يمكنها من اكتشاف قدرات الأبناء واكتشاف الميول السلبية والايجابية في شخصياتهم
ولعل من أكثر جوانب الحياة المدرسية سلبية وتعقيدا ً وإشكالا ً هو الجانب المتمثل في السلوك العدواني الذي يمارسه بعض الطلاب نحو أقرانهم في المدرسة.

إن الجو الانفعالي العام الذي يعيشه الطلاب في المدرسة أو في البيت له أثر عميق في مدى تحركه وتفاعله وتحصيله،قد يعتدي الطلاب أحيانا ً على زميل لهم لاعتقادهم بأنه لا يستطيع أن يرد الاعتداء أو شعورهم بضعفه وعدم قدرته على الوقوف أمامهم بنفسه والاعتماد على ذاته. أو يعود ذلك إلى طريقة التربية التي يتبعها الآباء وهم يعملون على قتل الروح العدوانية الطبيعية عند أبنائهم بشكل قاس وخطير،
وقد يكون الطالب خجولا ً، هادئا ً يواجه رفاقا ً له ذوي شخصيات عنيدة عدوانية نتيجة لذلك قد يكره المدرسة وينفر منها. فإذا لم يلق الطالب المعاملة التربوية الحسنة في المدرسة ويستوعب المناهج المتطورة، فان حياته سيصيبها الفشل والتقاعس نحو التحصيل العلمي، ويحل جو السأم والضيق في نفسه ويخلق علاقات عدوانية سواء مع أقرانه أو مع المدرسين وتنقلب حياة المدرسة بالنسبة له صورة قائمة للحياة البشرية، نظرا ً يصاب به من إحباط متكرر. 
إن نظام الحياة اليومية لطالب يتغير تغيرا ً حاسما ً عندما يبدأون الحياة المدرسية،

أسباب ودوافع السلوك العدواني لدى الطلبة لإختلاف الفئات العمرية
١ - قد يعزى السلوك العدواني بين الطلاب لصحبة الأصدقاء العدوانيين . 
٢ - ممارسة الأب العدوان على الأسرة. 
٣ - سوء معاملة بعض المعلمين والمعلمات إلى الطلبة في المدرسة 
٤ - يعزى السلوك العدواني لمشاهدة البرامج والأفلام الكرتونية التي تشجع على العدوان. 
٥ - عدم فعالية دور الإرشاد المدرسي إذ يجب على الإرشاد أن يأخذ مكانه ودوره الصحيح وقد يؤثر بشكل كبير على سلوك الأطفال. 
٦ - يعزى السلوك العدواني بين الطلاب إلى عدم وجود نظام وتأخر بعض المعلمات عن الحصص. 

دوافع العدوان السلوكي
الرغبة في جذب الانتباه .
رغبة الطلاب في استعراض تفوقه .
الحاجة لحماية الذات عندما يشعر الطلاب بعدم الأمن أو عندما يكون في حالة دفاع
الغيرة .
العقاب البدني للسلوك يثير الرغبة في العنف .
اتجاهات الآباء أو الكبار الآخرين التي تتصف بالتسامح مع العدوان .
التوترات الانفعالية الناتجة عن الضغوط الأسرية والتي لا تتضمن الطلاب .

 عند الانخراط في السلوك العدواني قد تشعر بالعصبية أو الضيق أو الاندفاع. وقد تجد صعوبة في التحكم بتصرفاتك، إذ يختلط عليك أي السلوكيات مناسبة اجتماعياً في ذلك الوقت. وفي حالات أخرى قد تتصرف بعدوانية عن قصد، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام السلوك العدواني للحصول على الانتقام أو استفزاز شخص ما. ويمكنك توجيه سلوكك العدواني نحو نفسك. لذلك من المهم فهم أسباب سلوكك العدواني حيث يُمَكِنك من توجيه سلوكك العدواني نحو نفسك.


أنواع العدوان
العدوان المباشر: وهو ذلك العدوان الذي يوجه مباشرة إلى الشخص أو الشيء الذي سبب لنا الإحباط والفشل.
العدوان المزاح أو المستبدل: وفيه يوجه الفرد العدوان إلى شخص آخر خلافاً لمن تسبب له في الاحباط وذلك عندما يكون مصدر الاحباط قوياً يخشى الفرد بأسه فينقل عدوانه أو انفعاله إلى موضوع آخر يكون أقل قوة ومقاومة وخطراً من الموضوع الأصلي .
العدوان الصريح.
العدوان الخفي .
العدوان المتصل بنزعات حب التسلط والسيطرة من الجماعات الاجتماعية.
  
في الختام مقترحات للتغلب على السلوك العدواني
شجع الطالب على أن يغير السلوك الذي تتحقق أنه سيعوقه عن النمو السليم، وعندما يفهم تماماً لماذا نطلب منه القيام بأشياء بطريقة معينة ويوافقك على أن ذلك في مصلحته فإنه سيتعاون معك .
شجع الطالب على أن يستبدل السلوك المشكل بسلوك مفيد له، ولا تقف في وجه السلوك المشكل لأن ذلك سيعطيه الفرصة لأن يتكرر وتزيد من صعوبة تغييره .
حاول أن تستبدل كل سلوك مؤذ له ومؤد إلى اضطرابه بسلوك يساعده على حسن التوافق ويساعد على اشباع نفس الحاجة التي كان السلوك الأول يقوم بإشباعها.

اجعل السلوك الجديد أكثر جاذبية للطالب من القديم بربطه بالجزاء الحسن، إن مكافأة الطالب على جهوده حتى ولو كانت انجازاته أقل مما هو متوقع يجعل الطالب تدريجياً يفكر في السلوك الجديد على أنه أكثر اشباعاً من القديم.
لا تترك فترات انقطاع طويلة خاصة لو كان السلوك قد تكرر عدة مرات كثيرة أدت إلى استقرار العادة، لأن كل فترة انقطاع تعني تعلماً للسلوك المراد التخلي عنه، مما يجعل عملية التخلي عنه صعبة وغير مشجعة.
شجع الطفل على أن يكون نشطاً، فالطالب الأكثر نشاطاً في اللعب يستهلكون كثيراً من الطاقة التي قد تتحول إلى سلوك غير مرغوب فيه، ومن الحيوي أن نعلم أن تقييد حركة الطالب ونشاطه قد يؤدي إلى مخارج سلوكية غير مرغوبة.
تجنب العقاب: إن عقاب الطلاب يوضح عدم موافقتك على ما قام به من سلوك خاطئ، ولكنه لا يوضح له كيف يتصرف التصرف السليم، لأن اكتساب العادات الحسنة يحتاج إلى تدريب وإلى تشجيع وليس إلى العقاب
فضلاً عن أنه لا يؤدي إلى النتيجة المطلوبة فإنه قد يكون خطيراً فضرب شديد للطلاب قد تخل توازنه ويقع على عموده الفقري بدلاً من مؤخرته،
وصفعة على أذنه قد تتسبب في انفجار طبلة أذنه أو إصابته بالصمم. لك فإن العقاب البدني مرفوض
تعليم الفرد المهارات الاجتماعية: غالباً ما يدخل الأفراد في شجار بسبب افتقارهم إلى مهارات اجتماعية كي يتعاملوا مع بعضهم بعضاً بالحديث المتبادل مثلاً.
وأخيراً
عزل الطفل العدواني في مكان لا تتوفر فيه أية مغريات على ألا يكون العزل مصدر تهديد لإحساسه بالأمن.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد