انهيار مالي وشيك لـ«الأونروا»

mainThumb

03-06-2023 09:53 AM

شهد مقر الأمم المتحدة اليوم الجمعة انعقاد مؤتمر إعلان التبرعات لوكالة الأونروا، بهدف حل المشكلة المالية المزمنة التى تواجهها والدعوة لتعزيز الدعم للوكالة المعنية بمساعدة نحو ستة ملايين لاجئ فلسطينى.
الأمم المتحدة اعتبرت المؤتمر «إعلان التعهدات للأونروا فرصة للدول الأعضاء فى الأمم المتحدة لمواءمة التزامها السياسى بتفويض الوكالة بمساهمات مالية كافية ومستدامة ويمكن التنبؤ بها».

* إرادة سياسية
قال فيليب لازارينى، المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين «الأونروا» إن حل المشكلة المالية المزمنة التى تواجه الوكالة يتطلب إرادة سياسية ليُضاهى دعم الجهات المختلفة لمهمة الأونروا، ما توفره لها من موارد.
وفى مؤتمر صحفى فى نيويورك قال المفوض العام فيليب لازارينى: «تكمن المشكلة فى التباين بين ما يُتوقع أن تفعله الأونروا والمصادر التى تتوفر لها».
وتدعم الأونروا نحو 5.9 مليون لاجئ فلسطينى فى مناطق عملياتها الخمس وهى: غزة، الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، الأردن، لبنان وسوريا. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا عبر التبرعات الطوعية.
وأشار «لازارينى» إلى الطبيعة الفريدة لعمل الأونروا، إذ إنها الوكالة الوحيدة المكلفة بتقديم خدمات مماثلة للخدمات الحكومية.
وجدد التأكيد على أهمية مواكبة الموارد للاحتياجات، قائلًا: «إذا انخفضت الموارد لدينا بنسبة 20%، لا يمكننا أن نطلب من 20% من أطفالنا الخروج من المدرسة».
.. الواقع التاريخى، أن الأونروا هى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين فى الشرق الأدنى. قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس الأونروا فى عام 1949 وفوضتها بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئى فلسطين المسجلين فى مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
تعمل الأونروا فى الضفة الغربية، التى تشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.
وبعد مرور ما يقارب خمسة وسبعين عامًا، لا يزال عشرات الآلاف من لاجئى فلسطين، الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم بسبب ما حصل فى عام 1948، نازحين وبحاجة إلى دعم.
تساعد الأونروا لاجئى فلسطين على تحقيق كامل إمكاناتهم فى التنمية البشرية، وذلك من خلال الخدمات النوعية التى تقدمها فى مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة والخدمات الاجتماعية، والحماية، والبنى التحتية وتحسين المخيمات، والتمويل الصغير بالإضافة إلى المساعدات الطارئة. ويتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبًا من خلال التبرعات الطوعية.

روابط إعلانية بواسطة Project Agora
قد تفاجئك أسعار الفيلا في سان فرانسيسكو
الشقق SF | روابط إعلانية
شارك في قرعة البطاقة الخضراء لتعيش الحلم الأمريكي
Green Card Lottery Experts
قد تفاجئك فلل للبيع في دبي
إعلانات البحث
* برلمان الأونروا الطلابى
.. وشهد المؤتمر مشاركة طالبين من مدارس الأونروا هما لين شرقاوى وأحمد مروان أبودقة.
تدرس الطالبة لين شرقاوى، البالغة من العمر 15 سنة، فى مدرسة النزهة للبنات التابعة للأونروا فى عمان، الأردن. وهى نائبة رئيس برلمان الأونروا الطلابى على مستوى الأردن.

نحن لسنا مجرد لاجئين، نحن أطفال نحلم بأن نصبح مواطنين عالميين
تحدثت لين إلى الدول الأعضاء ممثلة لأصوات أكثر من نصف مليون شاب وفتاة يدرسون فى مدارس الأونروا، حيث قالت:
«أقف هنا اليوم أتحدث إليكم بثقة وشغف بفضل التعليم الجيد الذى أتلقاه فى مدارس الأونروا».
وتابعت قائلة باللغة الإنجليزية:
«أنا، مثل نصف مليون طالب فى مدارس الأونروا، أشعر بالفخر الشديد بتعليمى وتراثى وثقافتى. نحن أطفال بأحلام وقدرات كبيرة. نحن لسنا مجرد لاجئين من فلسطين. نحن أطفال نحلم بأن نصبح مواطنين عالميين ونريد مساعدة العالم ليصبح مكانًا أفضل. التعليم الجيد هو ما سيسمح لنا بالقيام بذلك».
ودعت الدول الأعضاء إلى الإيمان بهم ومنحهم الفرصة.

انصتوا إلى طلاب الأونروا
بدوره، أشار تشابا كوروشى، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى زيارته، الشهر الماضى، مخيم جبل الحسين فى العاصمة الأردنية عمان، حيث شاهد بنفسه العمل الاستثنائى الذى تقوم به الأونروا.
وقال إنه تشرف هناك بلقاء طلاب فلسطينيين، استمد التفاؤل من آمالهم وأحلامهم ومنظورهم للحياة.
وأضاف: «دون استثناء، أعرب كل من أولئك الشباب عن الأمل فى المستقبل وتطلعاتهم المشرقة لمجتمعاتهم ولفلسطين».
ورحب «كوروشى» بطالبى الأونروا المشاركـين فى المؤتمر، وحث جميع الحضور على الإنصات لهما وقال إنهما يعيشان ويتنفسان، كل يوم، الدعم الذى لا يقدر بثمن المقدم من الأونروا.
وذكـّر المشاركين فى المؤتمر بأن الأمر لا يتعلق بمناقشة النظريات، ولكن بعواقب بشرية على نحو ستة ملايين لاجئ فلسطينى يعتمدون على خدمات وكالة الأونروا وعلى التعهدات التى سيتم إعلانها فى قاعة المؤتمر.
وحذر من أن الفشل فى معالجة أزمة التمويل التى تواجهها الوكالة سيؤدى إلى الحرمان من خدمات الرعاية الصحية والتعليم والغذاء والماء، لأكثر من يحتاجون إليها.
وباللغة العربية اختتم رئيس الجمعية العام كلمته قائلًا:
«عندما كنت شابًا دبلوماسيًا فى المنطقة، كانت احتمالية الوصول إلى حل سلمى أمر فى متناول الأمل والتوقع. ولكن اليوم وبعد عقود من الزمن، تضاءلت هذه الاحتمالية بشكل أكبر، الأمر الذى يأتى تزامنا مع تضاؤل الأمل لدى من يعيشون هناك وهم المتضررون بشكل يومى من عدم الوصول إلى حل. إننى على ثقة بأنكم ستتعهدون بتقديم الدعم وتوفير التمويل اللازم والضرورى لتمكين الأونروا من مواصلة القيام بمهامها، لأن ذلك يعود بالنفع ليس على حياة الفلسطينيين فحسب، بل على استقرار المنطقة أيضًا».

* حافة الانهيار المالى
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لم يتمكن من حضور المؤتمر بسبب ظرف عائلى طارئ اضطره إلى السفر إلى وطنه البرتغال بشكل مفاجئ.
ونيابة عنه حذر رئيس ديوانه «كورتيناى راتراى» من أن الأونروا على شفا الانهيار المالى.
وقال: «كل عام نلتقى، وكل عام نواجه نفس التناقض. من جهة نقر جميعًا بالدور الأساسى الذى تقوم به الأونروا، فهى شبكة أمان للأكثر استضعافًا وركيزة للاستقرار الإقليمى وحافزًا للتنمية وأداة حيوية لمنع الصراع وشريان حياة للأمل والفرص للملايين. ومن جهة أخرى نترك الأونروا عالقة فى مأزق مالى.»
ويذكر أن تمويل الأونروا يتم بشكل كامل تقريبًا عبر التبرعات الطوعية. وتعمل الأونروا حاليًا فى ظل عجز مالى يقدر بخمسة وسبعين مليون دولار.
وقال راتراى، نيابة عن الأمين العام، إن عواقب أى خفض آخر فى ميزانية الأونروا ستكون كارثية وستؤثر على الملايين من لاجئى فلسطين الذين يعتمدون على خدماتها الأساسية.
وأكد عدم وجود بديل للحل السياسى الذى يحقق رؤية الدولتين اللتين تعيشان جنبًا إلى جنب فى أمن وسلام. وأضاف: «ولكن الواقع على الأرض، من استمرار الاحتلال إلى توسيع بناء المستوطنات، يعمل ضدنا. فى هذه الصورة القاتمة، تعد الأونروا أحد أشعة الأمل القليلة».
وحث الأمين العام فى كلمته، التى قرأها رئيس ديوانه، جميع المشاركين فى المؤتمر على دعم هذا الأمل والقيام بدورهم لضمان توفير التمويل الكامل للأونروا كى تواصل مساعدة لاجئى فلسطين.


«على هذه الأرض ما يستحق الحياة»
تحدث الطالب الفلسطينى أحمد مروان أبودقة، الطالب فى مدرسة خزاعة الإعدادية للبنين فى خان يونس، وهى واحدة من 700 مدرسة تديرها الأونروا.
افتتح الطالب أبودقة، وهو عضو برلمان الأونروا الطلابى، كلمته باقتباس من الشاعر الفلسطينى الشهير محمود درويش قائلًا: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».
من جهته حذر المفوض العام من أن الأونروا لن يكون لديها تمويل أو نقد اعتبارًا من سبتمبر لمواصلة تشغيل مدارسها، كما أن الموارد اللازمة لعمل مراكزها الصحية والخدمات الحيوية الأخرى آخذة فى النفاد.
وردًا على سؤال حول مساهمة الدول العربية فى ميزانية الأونروا قال «لازارينى» إنه ليس على دراية بعد بأى التزام ملموس بزيادة تلك المساهمة خلال العام الحالى. ولكنه أعرب عن تفاؤله لما سمعه من تصريحات بهذا الشأن.

* وثيقة
كلمة المفوض العام للأونروا شفيليب لازارينى» أثناء افتتاح مؤتمر إعلان التبرعات للأونروا فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك بتاريخ 2 يونيو 2023:
«السيد الرئيس، أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
أود أن أعرب عن تقديرى لك، السيد رئيس الجمعية العامة، على عقد هذا المؤتمر.
كما أعرب عن امتنانى لسعادة السفير كورتيناى راتراى، رئيس الديوان فى المكتب التنفيذى للأمين العام، على حضورك اليوم وعلى إيصال رسالة الدعم القوية من الأمين العام.
واسمحوا لى أيضًا أن أرحب بكل من لين وأحمد، وهما من طلبة الأونروا من الأردن وقطاع غزة، تباعًا. وفى هذا اليوم فهم موجودان هنا لتمثيل ونقل أصوات نصف مليون طالب وطالبة من الأونروا من كل أنحاء المنطقة.
السيدات والسادة،
غالبًا ما تتم الإشادة بالأونروا لنتائجها وتأثيرها على حياة لاجئى فلسطين، على الرغم من الأزمات العديدة.
خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت المنطقة تصعيدًا جديدًا فى قطاع غزة، وزلزالًا فى سوريا، ومستويات غير مسبوقة من العنف فى جميع أنحاء الضفة الغربية، وانهيارًا ماليًا فى لبنان وانتعاشًا اقتصاديًا بطيئًا من جائحة كوفيد فى الأردن.
وقد استمرت خدمات الأونروا طوال ذلك الوقت.
وواصل الفتيان والفتيات من اللاجئين الفلسطينيين الوصول إلى أكثر من 700 مدرسة تابعة للأونروا فى جميع أنحاء المنطقة.
واصل اللاجئون الشباب دراسة تكنولوجيا الطاقة المتجددة وصيانة السيارات الهجينة فى مراكز التدريب لدينا. 
كما تلقى ما يقرب من مليونى لاجئ الرعاية الصحية فى عياداتنا.
وكذلك تلقى مليونان من اللاجئين، الأكثر عوزًا، مساعدات غذائية ونقدية. 
وأثناء تشغيل جميع هذه الخدمات، فقد حرصنا على تحسين تقديم الخدمات من خلال الرقمنة واتخذنا خطوات نحو الاستدامة البيئية.
السيد الرئيس،
إن صمود اللاجئين الفلسطينيين وتصميمهم فى مواجهة الشدائد والنزوح ينبغى ألا تجعلنا نتجاهل المأساة الإنسانية التى تتكشف أمام أعيننا.
نواجه فى قطاع غزة، بعيدًا عن الدمار والخسائر فى الأرواح وسبل العيش، نواجه أزمة نفسية-اجتماعية ذات عواقب طويلة الأجل. ويعانى واحد من كل اثنين من طلاب الأونروا فى غزة من الصدمة ويحتاج إلى دعم متخصص لمواصلة التعلم.
وفى لبنان، تستقل أعداد متزايدة من اللاجئين، وأحيانًا عائلات بأكملها، قوارب الموت المتجهة إلى أوروبا بدافع اليأس.
وتركت اثنا عشر عامًا من النزاع فى سوريا العديد من اللاجئين دون خيار آخر سوى العودة للعيش وسط أنقاض منازلهم مع محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية. 
وفى هذا السياق، تعتبر خدمات الأونروا بالنسبة للعديد من اللاجئين المصدر الوحيد للحياة الطبيعية. حتى أنها المصدر الوحيد للأمل فى بعض الحالات.
أصدقاء الأونروا الأعزاء،
بفضل دعمكم، كانت الوكالة، وما زالت، واحدة من أنجح قصص التنمية فى المنطقة لجهات متعددة الأطراف. 
ولكن هل ستستمر فى أن تكون كذلك؟
يطلب منا تقديم خدمات شبيهة بخدمات الحكومة، ولكننا لا نتلقى الوسائل للقيام بذلك.
كما ننقل معنا ديونًا كبيرة وذلك للسنة الرابعة على التوالى.
ويدفعنا نقص التمويل المزمن إلى العمل فى ظل تدابير تقشفية شديدة.
وهذا يؤثر على جودة خدماتنا ويحد من قدرتنا على الاستجابة للتحديات الجديدة. 
إن برنامجنا التعليمى غير مؤهل للاستجابة بفعالية لخسائر التعلم الناجمة عن جائحة كوفيد بسبب نقص الاستثمار.
وقد بدأ نظامنا الصحى الممتاز، الذى وصل لمعايير التطعيم الشامل، فى الانخفاض دون معايير منظمة الصحة العالمية فى بعض المناطق.
ويؤدى نقص التمويل إلى إضعاف ثقة الموظفين واللاجئين فى الوكالة.
لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟
فى البيئة السياسية الحالية، لم يعد نموذج الأونروا، المتمثل بتقديم خدمات شبيهة بالخدمات العامة بناء على التمويل الطوعى، ذا فعالية. 
ولم يعد الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى على قمة الأولويات، نظرًا للتغيرات والتحولات الجيوسياسية فى كل من المنطقة والعالم، وظهور أزمات إنسانية جديدة، كما هو الحال اليوم فى أوكرانيا.
وقد أثر هذا الواقع، إلى جانب التطورات السياسية الداخلية فى البلدان المانحة، بما فى ذلك تعاظم مستويات عدم الاكتراث، ناهيكم عن الحملات ذات الدوافع السياسية لتشويه سمعة الوكالة، وهذه كلها أثرت على تمويل الأونروا. 
ومن دواعى القلق البالغ أن بعض المانحين الأكثر التزامًا قد أعربوا عن أنهم سيقللون بدرجة كبيرة من تبرعاتهم للوكالة هذا العام.
ومن المهم بمكان أن نضع بعين الاعتبار أن الأونروا ليست وكالة إنسانية أو إنمائية عادية يمكنها توسيع نطاق برامجها أو خفضها وفقًا للتمويل الذى تحصل عليه. 
وتدعو ولايتنا إلى حصول اللاجئين الفلسطينيين على التعليم والرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين فى مناطق عمليات الوكالة. 
وبالتالى، ما الذى يتوقع من الأونروا تقليصه؟
هل تطلب أى من حكوماتكم تقليص أعداد الطلبة بنسبة 20٪ أو 30 % من المدارس العامة حتى تتمكن من الاستمرار ضمن حدود ميزانيتها المالية؟
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
بينما أخاطبكم اليوم، لا أملك الأموال اللازمة لإبقاء مدارسنا ومراكزنا الصحية وغيرها من الخدمات قيد التشغيل اعتبارا من سبتمبر.
نحن أيضًا بحاجة ماسة إلى مبلغ إضافى قدره 75 مليون دولار أمريكى للحفاظ على خط إمدادات المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص فى قطاع غزة.
وأيضا نحن بحاجة إلى مبلغ 30 مليون دولار أمريكى للحفاظ على المساعدات النقدية والغذائية لـ60٠000 لاجئ فلسطينى فى سوريا ولبنان والأردن.
إن الإخفاق فى جمع الأموال اللازمة سيكون له آثار إنسانية وسياسية وأمنية هائلة على المنطقة وخارجها.
إننى أدرك تمامًا أنكم سئمتم من الاستماع عامًا بعد عام إلى الأزمة المالية للأونروا.
يعتقد الكثير منكم، بطريقة ما، أنه يمكننا الاستمرار فى «التدبر والخروج من الأزمة».
وتعتقد مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين ذلك أيضًا. 
لكن الأزمة حقيقية.
إن أكبر تهديد وجودى لنا الآن هو الاستمرار فى إنكار شدة الأزمة التى تحاصرنا الآن والاعتقاد أن الوضع الراهن لا يزال فعالًا.
وسيؤدى ذلك حتمًا إلى الانهيار الداخلى للأونروا.
لا يشكل سد فجوة التمويل اليوم شيئًا على المجتمع الدولى بالمقارنة مع ما قد يكلفه إذا انهارت الوكالة فى الأشهر المقبلة.
السيد الرئيس،
لقد أشرت دائمًا إلى المهمة المستحيلة للتوفيق بين:

* الولاية المسندة من الجمعية العامة؛
* وتوقعات اللاجئين الفلسطينيين والبلدان المضيفة بأن تواصل الأونروا تقديم جميع الخدمات. سينظر إلى أى تقليص على أنه تخلى عن حقوق لاجئى فلسطين؛
* تزايد احتياجات اللاجئين بسبب تفاقم الفقر والنزاعات؛ وكذلك
* ركود الموارد من الجهات المانحة وانعدام إمكانية الاعتماد عليها.
لقد أصبحت هذه معادلة من المستحيل التغلب عليها وتجاوزها.
وخلال الأشهر الـ18 الماضية، عملت مع البلدان المضيفة والجهات المانحة لإيجاد حلول طويلة الأجل للتحديات المالية التى تواجهها الوكالة.
كما ناقشنا توسيع الشراكات والسعى للحصول على مزيد من التمويل متعدد السنوات.
وبحثنا أيضًا الزيادات من الميزانية العادية للأمم المتحدة لتغطية التكاليف التشغيلية.
لكن أيًا من هذه الخيارات، سواء بشكل فردى أو جماعى، لن يشكل نقطة التحول التى تحتاجها الأونروا، واللاجئون والبلدان المضيفة والمنطقة.
فى الختام،
صوتت الجمعية العامة فى ديسمبر الماضى بأغلبية ساحقة لتجديد ولايتنا لثلاث سنوات أخرى.
يتطلب التزامنا الجماعى تجاه حقوق اللاجئين الفلسطينيين مسئولية مشتركة على ثلاثة مستويات:
أولًا: يتطلب الأمر على وجه السرعة استئناف عملية السلام فى الشرق الأوسط للتوصل إلى حل سياسى.
ثانيًا: يتطلب تمتع جميع اللاجئين الفلسطينيين تمتعًا كاملًا بأبسط حقوق الإنسان الأساسية لهم، بما فى ذلك الحق فى العمل.
ثالثًا: يتطلب وجود الأونروا بشكل مستدام فى ظل غياب بديلًا وحلًا سياسيًا عادلًا ودائمًا.
وبما أننا نقترب من إحياء ذكرى مرور 75 عامًا على إنشاء الوكالة، فإننى أناشدكم التفكير بجدية فى سبل النهوض بمسئوليتنا المشتركة تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
وقد حان الوقت لبذل جهود حقيقية للحفاظ على عقود من الاستثمار فى تنميتها البشرية وفى الاستقرار الإقليمى.
لقد حان الوقت للتفكير فى واجبنا الجماعى تجاه اللاجئين الفلسطينيين فى المستقبل.
وهو يتطلب الإرادة سياسية والعمل للتغلب على الوضع الراهن وتخطيه.
وحتى يحين مثل هذا الوقت، فيجب أن تستمر الوكالة ماليًا.
لذلك أناشدكم جميعًا اليوم أن تمدوا الأونروا بالأموال والقدرة على التنبؤ التى نحتاجها لدعم مدارسنا ومراكزنا الصحية وغيرها من الخدمات الحيوية.
أناشدكم جميعًا أن تبقوا على الأمل حيًا لنصف مليون طفل مثل لين وأحمد».

مناشدة الأمم المتحدة حدث تاريخى مهم فى هذه المرحلة تاريخ القضية الفلسطينية، الأمر الذى يحتاج إلى تحالف دولى عربى، وتعاون أممى، يمنع انهيار وكالة الغوث، فى وقت تعددت فى وكالات الإغاثة وزادت إعداد اللاجئين فى كل دول المنطقة والعالم.
الوثيقة تحذير لبث روح التعاون الدولى لمنع انهيار عمل وكالة الغوث، وهو أمر عصيب فى وضع الأزمة الاقتصادية العالمية واستمرار الحرب الأوكرانية، الروسية وتفشى التضخم والجوع والفقر فى كل دول العالم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد