الجقامة منقصة وليست ميزة

mainThumb

28-07-2023 02:41 PM

من خلال تعاملنا اليومي مع كثيرا من الناس إناثا وذكورا وربما ذكورا اكثر من الإناث، وجدنا ونجد ان بعضهم يتصف بصفة الجقامة. وعندما نَصِف رجلاً بأنه جِقِم (بكسر الجيم والقاف) يكون معنى ذلك أنه عنيد ويجادل في البديهيات ولا يستوعبها، وجمع جِقِم جُقُم (بضم الجيم والقاف) أو جِقْمين، ومع أن الوصف يتعلق بالذكور غالباً، لكن قد يحدث أن نصادف كما ذكرنا إناثا جِقْمِات. وهذه المعاني لا علاقة لها بأشكال أفواه من تطلق عليهم صفة الجُقُم. لكن ينبغي التفريق بين أن يكون الشخص عنيداً تجاه خصومه وأعدائه بالحق وليس بالباطل، وبين أن يكون جِقْماً، فالشخص الجِّقِم لا يكون كذلك إلا إذا كان على درجة من التسرع والعصبية والجهل، مع حرصه على عدم التعلم من مدرسة الحياة ومن الآخرين ومن أخطائه من احداث يمر بها خلال حياته. فلا يجوز أن نصف مسؤولاً بأنه جِقِم فقط لأننا نراه يجانب الصواب وعن قصد وهو مدركاً تماما لما يقوم به من عدم الإنصاف في قراراته. فالرئيس الأميركي بوش الإبن مثلا لا يعتبر جقماً وهو يتخذ مواقفه المعادية للمسلمين والعرب بشكل عام، مع أنه قد يكون في حياته الشخصية جقماً. على هذا فإن الجَقَم الوارد في المصطلح الأردني أقرب الى معاني التناحة كما يقول إخواننا المصريين بالعامية: ما تنحليش كده. إلا أننا نجد فرق بسيط بين الشخص الجِِّقِم الذي يميل للنقاش وبين الشخص التّنِح الذي يميل للصمت. نخلص إلى قول الله تعالى في كتابه العزيز (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (الكهف: 54))، فنجد كثيرا من الناس الجقمين شكلا ومعنى ولا هم (هن) منظرا ولا محضرا ويجادلون كثيرا بالباطل وليس بالحق ويتحدون الآخرين دون مقدرة. قال رسول الله ﷺ: أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراءَ (الجدال) وإن كان مُحقًّا، وأنا زعيمٌ ببيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وأنا زعيمٌ ببيتٍ في أعلى الجنَّة لمن حَسُن خلقه. فمعناه أنه ينبغي لنا أن نترك ونبعد عن الجدال والكذب ولو كان في المزح، فالمؤمن لا يكذب: لا مازحًا، ولا جادًّا. اللهم مثلما حسنت خلقنا فحسن أخلاقنا وتصرفاتنا قولا وعملا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد