صحيفة السوسنة الأردنية

شخص خبراء اقتصاديون المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد الوطني المتمثلة في ارتفاع كلف الطاقة وشح الموارد اللازمة للصناعة وتراجع الصادرات:مشيرين الى ان الأردن لا يواجه أزمة نفط أو أزمة غذاء بل يواجه مرحلة جديدة غير مسبوقة وهي غير مقصورة على الاردن فحسب ؛ انما الاقتصاد العالمي انتقل إلى مرحلة جديدة تتمثل في ارتفاع شامل للأسعار لا يتوقع معها عودة الأسعار إلى مستوياتها السابقة.

وفي الوقت الذي أكدوا فيه على أن ارتفاع الأسعار المتمثل بمستوى التضخم اغلبه هو مستورد أشاروا إلى أن الحلول تكمن في تطوير استراتيجيات صناعية تزيد من القيمة المضافة محليا وتسهم في تحقيق النمو وفرص العمل وتزيد من الصادرات التي تنعكس إيجابا على الميزان التجاري الذي وصل إلى مرحلة خطيرة.

ودعوا إلى أتباع سياسات إنفاق تقشفية على مستوى الأسرة والحكومة والتوقف عن النمط الاستهلاكي وتشجيع استخدامات الطاقة البديلة خاصة الشمسية وإعادة النظر في هيكل المستوردات وتشجيع الصادرات الوطنية. وقال رئيس الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية الدكتور محمد الحلايقة:إن الأردن محكوم لمعادلات رئيسة تتمثل في الواقع الجيوسياسي والموارد الطبيعية القليلة وانعكاسات ارتفاع الاسعار عالميا .

وأضاف خلال ندوة نظمتها مديرية الاقتصاد في وكالة الأنباء الأردنية وادارها مدير عام الوكالة الزميل رمضان الرواشده تحت عنوان " التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني في ظل التطورات الإقليمية والدولية" شارك فيها اضافة للدكتور الحلايقة الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الأردني الدكتور جواد حديد ومدير عام شركة الرؤية للاستشارات الاقتصادية الدكتور يوسف منصور:إن وجود الأردن في وسط منطقة مضطربة تشهد أزمات سياسية مزمنة جعله يدفع ثمن هذا الاضطراب وان لم يكن طرفا فيه.

وأشار إلى النتائج التي ترتبت على الحرب في العراق من هجرة جماعية لمئات الألوف من الإخوة العراقيين واستقرارهم في الأردن وهو ما ولد ضغطا كبيرا على البنية التحتية والخدمات. وأكد إن ما يجري من حالة عدم استقرار في الضفة الغربية وقطاع غزة يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني مثلما تؤثر الحالة اللبنانية .

وفيما يتعلق بالموارد قال الدكتور الحلايقة:إن الأردن يعاني من الشح في أهم الموارد الطبيعية والتي تعني الاقتصاد والتنمية البشرية على السواء وهما: الطاقة والمياه؛ ما يتطلب سياسات حكومية تشجع الاعتماد على الطاقة الشمسية على مستوى الاستخدام المنزلي. وحول السياسات الحكومية قال الدكتور الحلايقة:إن تأثيرها اقل من العوامل الأخرى:مؤكدا أن مستوى الانجاز مقابل الموارد المتاحة يعتبر كبيرا وهو ما يجعل الأردن قصة نجاح خاصة في مجال مسيرة الإصلاح الاقتصادي والخصخصة التي أثمرت عن مستوى ايجابي في مؤشرات الاقتصاد الكلية. وأضاف:" الأردن يتأثر كثيرا بارتفاع أسعار النفط الذي يستورد كل احتياجاته منه وهو ما يشكل عبئا كبيرا على الاقتصاد الوطني ويزيد كلفة الصناعات المحلية ويقلل من تنافسيتها في السوقين المحلية والدولية".

وأكد:أن الصناعة الوطنية تعاني حاليا من وضع صعب اثر على التجارة الخارجية وعلى ميزان المدفوعات والحساب الجاري والاحتياطي الرسمي من العملات الأجنبية وانعكس كل ذلك بالتالي على مستوى حياة المواطنين.

وقال:إن الطبقة الوسطى في الأسرة الأردنية تنفق ما نسبته 50 إلى 60 بالمائة من دخلها على احتياجاتها الغذائية والنقل والطاقة والكهرباء وهو ما يؤثر على المدخرات الوطنية التي لها تأثير قوي على حركة الاقتصاد.

من جانبه قال الدكتور جواد حديد:إن المرحلة الحالية التي يمر بها الاقتصاد الاردني " حافلة بالتحديات التي تحتاج إلى مواجهة":مؤكدا في الوقت نفسه أن اقتصادنا الوطني اقتصاد ديناميكي حر وهو ما جعله قادرا على تجاوز الصعوبات ومواجهة التحديات. وأضاف:إن هناك العديد من الأمور التي تتعلق باقتصادنا بحاجة إلى تصحيح ؛ فالأردن وان كان فقيرا في موارده الطبيعية فهو غني بموارده البشرية التي تعتبر أهم أركان الاقتصاد خصوصا الموجه للتصدير.

وحول قدرة الاقتصاد الوطني على استقطاب صناعات واعدة قال:"فرصتنا في الصناعة قليلة" لأنها إما صناعات تعدينية وهي مزدهرة أو صناعات تحويلية وفرصتها محدودة جدا كون أن مقوماتها ـ الطاقة والمياه ـ نادرة أو غير متوفرة وإذا ما تطرقنا للعمالة المختصة فهي مستوردة أضف الى ذلك أن الأرض التي تعتبر من أهم الموارد أصبحت أسعارها مرتفعة خصوصا عند مقارنتها بدول مجاورة تنافسنا على استقطاب الاستثمارات مثل الشقيقة مصر./بترا