أبو إلياس الغزّاويّ
نادت أم إلياس زوجها وقالت: وصلتني رسالة من الاحتلال لازم نتوجّه إلى جنوب وادي غزّة، يقول أبو إلياس الأربعيني ذو البشرة البيضاء لطيف الابتسامة الواثق، يقول: بعد أخذ ورد بيني وبين المدام قررنا الخروج، نظرت في البيت من أوّله إلى آخره، وقلت: خذي أهم الأغراض التي نحتاجها، وأهم شيء غيارات الأولاد، فأبو إلياس لديه أربعة، خرجت أم إلياس والأولاد أمّامه، وردّ الباب ولم يغلقه بالمفتاح، قالت له: أغلق الباب بالمفتاح يا زلمة، فردّ: الناس تموت وإذا البيت راح الله يعوّض، ومشوا نحو وادي غزّة متوكّلين على الله، متأملين العودة إلى البيت بعد انتهاء الحرب الهمجية الّتي يشنها الكيان الغاصب.
اليوم أبو إلياس يقيم في خيمة وحوله ستّ عائلات مكوّنة من سبعة وعشرين فردًا وقد تغيّرت حياته وحياتهم كلّيا؛ فلا غاز ولا كهرباء والماء يكاد يكون بالقطّارة بسبب الحصار المفروض على القطاع بمباركة من العمّ سام وإخوانه في الحقارة، في الخيمة المقامة على ركام بيت استشهد أفراده يجمع أبو إلياس قطعا من الخشب ويشعلها في نصف برميل حديدي ويضع فوقها غطاء طنجرة ويخبز عليها بعض الأرغفة للعائلات المجاورة له، يقول وهو يبتسم: كنت أقف أكثر من ثلاث ساعات للحصول على ربطة خبز من المخبز، أمّا الآن فالخبز طازج، ولكنّ المشكلة في الحصول على الطحين، يخبز ابو إلياس وأولاده وأولاد جيرانه الجدد حوله يلعبون ويركضون فهم من أهل غزّة، أهل غزة الذين يحبون الحياة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، يحبون الحياة ويتشبثون بها ليعيشوا طفولتهم التي يحاول مجرمو الحرب في الكيان حرمانهم منها، يلتفون حول الخباز الجديد لينالوا ما يسد جوعهم، ثم يقطّع أبو إلياس حبّات من البندورة ويضعها في قلاية ويجهّز لهم قلاية بندورة غزّاوية، غزّاوية يعني أنّه ألقى فيها كمشة قرون من الفلفل الحار، فأهل غزّة طبعهم حارّ في الغيرة على دينهم وبلادهم والدفاع عنها، يلتفّ الأولاد حوله يتلمّظون بانتظار نضج الطبخة الشهيّة.
يقول أبو حمزة: الحياة صعبة وكلمة صعبة قليلة على وصف حياتنا، مقوّمات الحياة معدومة، وبالكاد نأكل، وإذا أكلنا اليوم من الممكن أننا لا نأكل بعد يومين ثلاثة.
يروي أبو حمزة موقفا من حياته اليوميّة: أنام أنا ساعتين وزوجتي ساعتين؛ إذا سمعتْ حركة أو صوت طائرات توقظني، فمثلا : الليلة الماضية كنت نائما، فسمعت زوجتي صوت سكّان البرج المقابل لنا، وشاهدتهم يركضون عن الأدراج، فسألت فقالوا لها سيقصفون البرج بعد ساعة، طبعا تخيّل وتأمّل أنت في خيمة والبرج حولك سوف يُدمّر وشعور الفقد للزوجة أو الأولاد يُخيّم فوق رأسك، فقد يكون نصيبك قطعة من البرج أو شظيّة من الصاروخ، أخذنا الأولاد وخرجنا من الخيمة واختبأنا بين ركام منزل دمّروه قبل أيام، وقصفوا البرج ومرّت ليلتنا بسلام مؤقت، وبعشرات الشهداء والجرحى حولنا.
يقول أبو إلياس مفهوم السلامة عندي تغيّر فالسلامة أن أخرج من هذه الحرب لا فاقد ولا مفقود.
حال أبو إلياس حال أهل القطاع كلّهم فهم بالرغم من القصف والموت وضيق الحال يقولون: كله فداء البلاد وفداء المقاومة، هذا ما يردّده دائما.
بلدية إربد توضح مسؤولية الشواخص المرورية
حماس ترفض خطة أمريكية لتحويل غزة سياحيًا
38 محاميا جديدا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل
منظمة شنغهاي تدين بشدة الأضرار اللاحقة بالمدنيين في غزة
صافرات استهجان ضد إسرائيل في بطولة أوروبا للسلة
عمل الأعيان تُثمن جهود الخيرية الهاشمية الإغاثية والإنسانية
مايكروسوفت تتيح تجربة نماذجها عبر Copilot Lab
الملك يرافقه ولي العهد يزور مديرية سلاح الهندسة الملكي
سامسونغ تُطلق One UI 8 لهواتف S وA
مانشستر سيتي يضم دوناروما قبل إغلاق السوق
صندوق حياة يموّل تعليم 5000 طالب جامعي
تحديث جديد لقائمة منتجات أبل غير المدعومة
المهندس الفقير مديرا عاما لأكاديمية الطيران الملكية
دعوة لمواطنين بتسديد مستحقات مالية مترتبة عليهم
آلاف الأردنيين مدعوون للامتحان التنافسي .. أسماء
مثول عدد من الأشخاص بينهم النائب اربيحات أمام مدعي عام عمان
تفاصيل مقتل النائب السابق أبو سويلم ونجله
وظائف حكومية شاغرة ودعوة للامتحان التنافسي
تنقلات في وزارة الصحة .. أسماء
أول رد من البيت الأبيض على أنباء وفاة ترامب
عمّان: انفجار يتسبب بانهيار أجزاء من منزل وتضرر مركبات .. بيان أمني
رسمياً .. قبول 38131 طالباً وطالبة بالجامعات الرسمية
النواب يبحثون إنهاء عقود شراء الخدمات الحكومية
الأردن يبدأ تطبيق الطرق المدفوعة نهاية 2025
قبل صدور نتائج التوجيهي اليوم .. تعرّف على كيفية حساب المعدل