النسيان يساعد الدماغ على تحديث الذاكرة

mainThumb
الدماغ

07-02-2024 11:52 AM

وكالات - السوسنة

أكد باحثون إنه في حين يعد النسيان عادة عجزاً في وظيفة الذاكرة بسبب ارتباطه بالحالات المرضية، إلا أن منظوراً بديلاً ناشئاً يعتبره وظيفة تكيفية للدماغ قد تساهم في التعلم وتحديث الذاكرة.

وتشير النتائج إلى أن النسيان هو عملية نشطة تتضمن مرونة جديدة تعدل وظيفة آثار ذاكرة محددة من أجل تعزيز السلوك التكيفي، أو بعبارة أخرى، ينطوي تحديث الذاكرة على قيام العقل ببعض النسيان الاستراتيجي. إذ يمكن أن يقول المرء إنه يعرف ما كان يفكر فيه أو يجتهد لتعلم شيء ما، فيقرر العقل، لكي يتعلم المزيد، أن ينسى بعضاً أو كل ما تعلمه سابقاً.

ووفقًا للأبحاث إلى أن الذكريات "المنسية" لا تزال موجودة. وبدلاً من محوها، يتم "تخفيض رتبتها" إلى حالة خاملة، وهو ما يبرر جزئياً أن التعرف دائماً أسهل من التذكر.

كذلك تظهر نتائج الدراسة أن المفتاح للتغلب على المشكلة هو إعادة التعرض لفترة وجيزة لكل ما تعلمه المرء سابقاً.

على سبيل المثال، إذا قضى شخص ما وقتاً في تعلم القسم الأول من عرض المبيعات، فإنه في اليوم التالي، وقبل أن ينتقل إلى تعلم القسم الثاني، ينبغي أن يقضي بضع دقائق في مراجعة ما تعلمه في اليوم السابق.

فقد توصلت دراسة، نُشرت عام 2016 في دورية Psychology، إلى أن الأشخاص الذين درسوا قبل النوم، وناموا، ثم قاموا بمراجعة سريعة صباح اليوم التالي، لم يقضوا وقتاً أقل في الدراسة فحسب، بل زادوا أيضاً من معدل احتفاظهم على المدى الطويل بنسبة 50%.

بينت دراسة سابقة، نشرت في دورية Psychology، أن "الممارسة الموزعة" هي وسيلة أكثر فعالية للتعلم. ففي كل مرة يحاول فيها الشخص استرجاع شيء ما من الذاكرة، يكون الاسترجاع أكثر نجاحاً - وهو ما يسميه علماء النفس نظرية استرجاع مرحلة الدراسة - ويصبح استرجاع تلك الذاكرة أسهل.

ولمواصلة التعلم والتكيف، يحتاج العقل، إن لم يكن لينسى، إلى تحويل بعض الذكريات إلى حالة سبات، أي أن التعلم لا يمكن أن يتم بشكل فردي.

ولا يمكن للشخص أن يتعلم شيئاً اليوم ويفترض أنه سيحتفظ به إلى الأبد. حيث سيحتاج إلى مراجعة لفترة وجيزة لإعادة تنشيط الذكريات القديمة بشكل دوري .   

إقرأ المزيد :    






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد