الميكروبات تنتقل من الشرق إلى الغرب
تَرْكُ هؤلاء المتطرفين ينشرون الميكروبات يتسبَّب في أمرين خطيرين. الأول أنها تقوم بشحن الأقليات المسلمة بخطاب الكراهية، وتعزلها عن الاندماج والتفاعل مع المجتمعات الأوروبية والغربية التي تعيش فيها، وتعزز فيها إحساس المظلومية والاضطهاد، وتسبِّب حالة من الصدام الثقافي والحضاري مع محيطها، ولهذا رأينا من أبناء هذه المجتمعات مَن يختار الانضمام لـ«داعش» أو «النصرة» و«حزب الله».
لماذا يقرر شاب وُلِد ونشأ في مجتمع متطور حديث الالتحاق بالتنظيمات المتطرفة؟ وقد رأينا قصصاً عديدة لشباب، رجالاً ونساء، تسللوا سراً من بيوتهم الدافئة السعيدة إلى التنظيمات المتطرفة الشيعية والسنية؟ السبب لأنهم يعيشون في أجسادهم في هذا المجتمع المتطور، ولكن ذهنياً ووجدانياً يعيشون في عالم آخر من تصميم الظواهري والبغدادي ونصر الله. المتطرفون حاصروهم من صغرهم وغمسوهم بمغطس الكراهية الدينية والحرب الصليبية. حشوا عقولهم بميكروبات التطرف التي تنجس المجتمع حولهم، ويعدّونه مجتمعاً كافراً مصيره الحتمي الجحيم الأبدي. لا يرون فيهم بشراً ولا يريدون الاختلاط معهم إلا في الحدود الدنيا. لا يرون فيهم أي رابطة إنسانية يمكن أن تجعل بينهم شيئاً مشتركاً، ولا هوية قومية ولا لغة تواصل وحوار. وبسبب هذا رأينا صدامات بين هذه الأقليات ورجال الأمن، وخرج منهم منعزلون قتلة وإرهابيون قساة، مثل الجهادي جون الذي كان يتلذذ بجز رؤوس الأبرياء الذين عاش بينهم وأكل معهم.
سيطرة الجماعات المتطرفة فكرياً على هذه الأقليات هو الذي خلق بينها وبين مجتمعاتها حواجز نفسية وفكرية ودينية وثقافية. ولن يتغير الحال إلا بإنهاء هذه السيطرة الكاملة من جماعات الإسلام السياسي على عقولهم، وتصوراتهم للحياة منذ وقت مبكر. وفي هذا مصلحة للمسلمين في أوروبا أكثر من أي أحد آخر. ولهذا عندما يطالب بعض القادة الأوروبيين بالقضاء على هذه الجماعات فإنهم يقدمون خدمة كبيرة للمسلمين، لأنهم سيخلصونهم وسيحررونهم من سطوتها حتى يستعيد المسلم روحانيته وفهمه للدين الإسلامي الأخلاقي والحضاري والإنساني المنزوع من الكراهية والعنف الممزوج بالمحبة والتسامح. ولهذا يتعرض هؤلاء القادة لحملة تشنيع مستمرة من قِبَل هذه الجماعات، لأنها تعرف مصيرها، ولا تريد أن تخسر نفوذها. ومن الخطأ أن يهاجمهم البعض بحجة أنهم يمين متطرف. الذي يقضي على التطرف ليس متطرفاً، ولكن المتطرف (أو الجبان والانتهازي أو المتردِّد) هو مَن يسمح للميكروبات بالنمو والانتعاش، وهذا يضر المسلمين قبل غيرهم الذين يتعرضون للاستغلال من قبل الساسة لكسب أصواتهم والظهور زيفاً بصورة المعتدلين.
الأمر الخطير الثاني أن المتطرفين لا يكتفون بنشر الميكروبات في أوروبا، ولكنهم باتوا يحرِّضون على الدول المعتدلة التي غسلتها في وقت سابق. ومن المفارقة أننا كنا نتحدث قبل سنوات عن الإسلام الأوروبي الذي سيقوم بالانتشار والتأثير على المسلمين إيجابياً، ولكن ما نراه الآن الإسلام الظلامي وليس الأوروبي. الغرب أصبح معقل الآيديولوجيات الموبوءة وتخرج منها أصوات تحرض على الاعتدال في الخليج والانفتاح الثقافي والإنساني والازدهار الاقتصادي الذي تمر به. في السابق كانت منطقتنا تصدر التطرف للعالم، ولكن في العقد الأخير تغير الحال بشكل جذري، حيث تدفع دولة مثل السعودية بكل شجاعة وتصميم خطاب التعايش الإنساني داخل وخارج حدودها، ولهذا تأثير كبير بحكم مكانتها الدينية. للمرة الأولى نرى ضوءاً في نهاية النفق، ونرى فرصة للخلاص والانتقال لمرحلة حضارية جديدة ينسجم فيها العلم والدين والتقدم والأخلاق، وتنتصر فيها ثقافة الحياة والسعادة على الموت والكآبة. وبالفعل أصبحنا نقرأ عن المنجزات الاقتصادية والصفقات الاستثمارية أكثر من العمليات الإرهابية وتفكيك الخلايا السرية. حملات التحريض موجهة تحديداً لهذه الدول التي طهَّرت ثقافتها ومجتمعها من كل هذه الميكروبات التي نقلوها معهم، ويتم توظيف كل القضايا بهدف إضعافها ويصمتون، بطريقة مكشوفة، عن غيرهم.
كنا نتوقع الحل من أوروبا، ولكنها صارت المشكلة. كنا نتوقع أن تهب منها رياح التسامح، ولكن رياح التطرف هي التي وصلتنا. انتظرنا التعايش وتفاجأنا بالتكفير. تأملنا أن نقرأ كتباً تفهم الدين الإسلامي الحنيف والعظيم بطريقة علمية وإنسانية وأخلاقية وفلسفية، ولكننا استقبلنا من أوروبا خطب «المكفراتية» الظلامية التي تشوه صورتنا وتحرِّض علينا. كل هذا تدفع ثمنه الأقليات المسلمة العاجزة عن الخروج من هذه الورطة. والحجة دائماً هي نفسها؛ حرية الرأي والتعبير، ولكنها حرية تؤدي إلى العنف فعلياً والعزلة سلوكياً والإحساس بالاضطهاد نفسياً، وهذا ما يضر المسلمين والأوروبيين الذين يشتكون من ظاهرة التطرف والصراع الثقافي المتزايد.
الحل بسيط ومباشر: تعلموا من غيركم، نظفوا الميكروبات من على السطح وفوق السقوف وداخل الأدراج وبين الشقوق وكل مكان وتنتهي المشكلة.
رجل نام في سرير والدته المتوفاة وما حدث لاحقاً أثار الصدمة
الشرع يعزي ترامب بضحايا الهجوم في ريف حمص
التسلسل الزمني للمنخفض الجوي الذي يبدأ تأثيره على المملكة مساء الإثنين
دراسة حكومية تقدم خريطة طريق لتنمية الاقتصاد الرقمي
تفاصيل مأساوية .. يُنصح بعدم القراءة لذوي القلوب الحساسة
غش في ديزل التدفئة… جريمة صامتة تهدد بيوت الناس
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم سيدني إلى 16 قتيلا
388 عملية تجميل و 8 سنوات بلا طعام .. بلوغر شهيرة تثير الصدمة
النشامى ينهي تحضيراته لمواجهة السعودية بنصف نهائي كأس العرب
الأمن العام يحذر من الصوبات الرخيصة .. ويؤكد: لا تدفئة تستحق المخاطرة بالأرواح
إضاءة شجرة عيد الميلاد في العقبة
بعد سنوات من الغياب .. عبلة كامل توجه رسالة نارية للجميع
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
المفوضية الأوروبية تحقق مع جوجل بسبب الذكاء الاصطناعي
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
مدعوون للتعيين في وزارة الأشغال .. أسماء
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
وفاة مشهور التواصل السعودي أبو مرداع بحادث مروع
الخطاطبة رئيسًا لجمعية أطباء العيون
أخطر الكتب في التاريخ .. هل تجرؤ على قراءتها




