الحاج إبراهيم وصندوق الأحلام الانتخابية
عمّان- خاص لـ السّوسنة، خالد الطوالبة
الحاج إبراهيم، سبعيني يعيش في زقاق ضيق في نواحي إحدى المحافظات، حيث تلتقي البيوت المتلاصقة كأهل الحارة في جلسة سمر طويلة.
يُعرف بين جيرانه بطيبة قلبه وحكمته التي تستند إلى سنوات من التجارب الحياتية. كان الحاج إبراهيم من أوائل من يشاركون في الانتخابات البرلمانية منذ أيام الشباب، عندما كان المرشحون يجوبون الأحياء على أقدامهم ويتحدثون مع الناس في البيوت والمقاهي.
لكن في انتخابات 2024، بدا أن الأمور تغيرت كثيرًا. إذ أُخبر الحاج إبراهيم بأن المرشح الجديد، الذي يسمونه "أبو الملايين"، ينوي إقامة وليمة ضخمة في الساحة العامة للحي، داعيًا الجميع لحضورها والتعرف على برنامجه الانتخابي.
كان الحاج إبراهيم يتذكر بحسرة تلك الأيام التي كانت فيها الانتخابات فرصة لتغيير الواقع، وليس لتغيير قائمة الطعام. وفي اليوم الموعود، لبس الحاج إبراهيم جلابيته النظيفة وحمل عصاه، متجهًا إلى الساحة العامة. لكن ما أن وصل حتى فوجئ بالمشهد الغريب: أعلام ملونة، مكبرات صوت تصدح بأغانٍ وطنية وأخرى غير مفهومة، وطاولات ضخمة مغطاة بأطباق الطعام.
وسط هذه الجلبة، وقف المرشح "أبو الملايين" وهو يبتسم للجميع، كما لو كان يجري مزادًا على كرامة الناس.
جلس الحاج إبراهيم في زاوية بعيدة، يراقب الحشد الكبير من حوله. وبدأت الوليمة، وراح الناس يتدافعون للحصول على حصتهم من الطعام، بينما المرشح يقف وسطهم، يوزع الابتسامات والتلويحات وكأنها أوراق نقدية. اقترب أحد مساعدي المرشح من الحاج إبراهيم وسأله: "هل أعجبك طعام الحاج أبو الملايين؟". رد الحاج إبراهيم بسخرية: "أكلنا من الطعام، لكن من يأكل حقوقنا؟".
نظر إليه الشاب متعجبًا، وكأن السؤال لم يفهمه. فاستطرد الحاج إبراهيم: "زمان، كان المرشح يأتي بفكرة ليغير أحوالنا، واليوم يأتي بلحم ليغير أصواتنا!"، بعد الوليمة، قدم "أبو الملايين" خطابه، ووعد الناس بأن يجعل حياتهم "عسلًا" إن فاز. ضحك الحاج إبراهيم في سرّه وقال: "قد يكون عسلًا، لكن أين النحل؟ ومن سيصنع لنا هذا العسل؟".
بعد انتهاء الحدث، رجع الحاج إبراهيم إلى منزله، يتساءل في نفسه كيف تحولت الانتخابات من منافسة على تحسين الأوضاع إلى منافسة على تقديم أشهى الأطباق. وفي مساء ذلك اليوم، جلس الحاج إبراهيم مع حفيده الصغير، يحكي له عن أيام مضت، حيث كان الناس ينتخبون من يُصلح الأحوال، وليس من يملأ البطون.
وفي نهاية قصته، قال الحاج إبراهيم: "يا بني، حينما تجد نفسك في صندوق الاقتراع، تذكر أن ما تضعه في هذا الصندوق ليس مجرد ورقة، بل هو حلمك بحياة كريمة. فلا تبيعه مقابل حفنة طعام.
ترامب يتسلم أول نسخة من جائزة فيفا للسلام
الأمم المتحدة تعتمد 5 قرارات لصالح فلسطين
الداوود يحرز الميدالية البرونزية ببطولة العالم للتايكواندو
ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى 2,8% في أيلول
الملك: فخورون بتواجد اسم الأردن في قرعة كأس العالم
مجموعة السبع تبحث حظرًا بحريًا كاملًا على النفط الروسي
الأمم المتحدة: تضاعف إصابات الفلسطينيين بعنف المستوطنين في 2025
ترامب: أرقام قياسية في بيع تذاكر مباريات كأس العالم 2026
مباحثات جديدة بين كييف وواشنطن الجمعة في ميامي
دعوات بالكرك لتعزيز دمج المتعلمين من ذوي الإعاقة في التعليم
العمل التطوعي في الأردن يجسد قيم العطاء والتكافل
منتخب النشامى ينهي تحضيراته تأهبا لمواجهة الكويت
تخصيص 10% من أراضي مدينة عمرة للقوات المسلحة الأردنية
وزارة الخارجية تعلن عن وظائف شاغرة
وزارة البيئة تعلن عن حاجتها لتعيين موظفين .. التفاصيل
مجلس الوزراء يوافق على تسوية غرامات المبتعثين وفق شروط
الحكومة تعتمد نظاما جديدا للمحكمة الدستورية 2025
مجلس الوزراء يوافق على تعديل رسوم هيئة الأوراق المالية 2025
ماهي شبكة الذكاء الاصطناعي اللامركزية الجديدة Cocoon
الحكومة تقر نظام وحدة حماية البيانات الشخصية لعام 2025
مدرسة الروابي للبنات هل خدش الحياء أم لمس الجرح
لأول مرة منذ 14 عاما .. "آيفون 17" يعيد آبل إلى الصدارة العالمية
وظائف حكومية شاغرة ودعوة آخرين للمقابلات الشخصية .. أسماء
نجل رئيس سامسونغ يتخلى عن الجنسية الأميركية للخدمة العسكرية
فنان مصري ينفجر غضباً ويهدد بالاعتزال