ترمب وماسك .. مشعلا الحرائق
بعد أن كان لدينا شخص واحد في فترة ترمب الأولى يهوى إشعال الحرائق، أصبح لدينا اثنان. ماسك يدخل معه بحماسة في المعركة. لقد بدآ اللعبة مبكراً وحتى قبل أن يتسلما منصبيهما الجديدين. حرائقهما لا تقتصر على الداخل الأميركي ولكنها تعدت الحدود. ترمب يغضب المكسيك وكندا والدنمارك، وماسك يتدخل في شؤون الألمان، ويطالب بإسقاط الحكومة في لندن.
يعيش هذان الرجلان الصاخبان نشوة النصر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ويسعيان إلى استثمار الزخم إلى أقصى حد وخارج حدود بلديهما. لقد سهلت عليهما قدرتهما الفائقة على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي الوصول والتأثير في أكبر قدر من الناس. ماسك، يملك المنصة الأهم في التأثير السياسي، وتلاحقه اتهامات بأنه يستخدمها بطريقة غير عادلة للدفع والترويج لمعتقدات مناصريه، والتضييق على انتقادات خصومه. ورغم أنه ينفي هذه الاتهامات، فإن «إكس» أصبحت المنصة التي يجد فيها المؤيدون له حرية كاملة للتعبير عن آرائهم، حتى لو كانت خزعبلات أو نظرية مؤامرات.
ترمب وماسك ناقمان ومدفوعان بالثأر، ويعبران عن تجارب شخصية مهينة. ترمب الذي كان ليبرالياً طوال حياته تحول إلى عدو الليبراليين، اليسار، عندما أصبح رئيساً. استهدفوه بكل الطرق المشروعة والمحظورة. تعرض للملاحقة ونبش ماضيه وقصصه القديمة مع العاهرات، وروجت عنه قصص مكذوبة عن سهرات ليالٍ حمراء في موسكو عرضته لابتزاز. تشكلت في داخله كراهية للنخبة «الحاقدة المعتوهة» التي تريد الإطاحة به، وهذا ما حدث في نهاية المطاف.
ماسك الذي كان أيضاً ليبرالياً ديمقراطياً أصبح شخصية ناقمة متعطشة للثأر من إدارة بايدن التي ضيقت على تجارته وعلى الأفكار اليسارية التي دفعت ابنه للتحول الجنسي. في حوار شهير له تحدث ماسك عن موت ابنه وبنبرة الشخص الذي تعرض للخيانة وطعن في ظهره. لهذه الندبات النفسية ثمنها. ومن المؤكد أن غضب وثأر أغنى رجل في العالم لن يكونا مثل غضب رجل مفلس. وغضب رئيس أميركا ورغبته الجامحة في الثأر لن تكون مثل غضب رئيس دولة هامشية. والاثنان يملكان ذاتاً متضخمة ليس من السهل خدشها. وربما يدفع اليسار والليبراليون ثمن إهانة هذين الرجلين، وتلطيخ سمعتيهما بالوحل. لقد جعلوا ترمب مجرد مخادع مصاب بداء الكذب المرضي ومغتصب ومدمن على معاشرة النجمات الإباحيات، كما جعلوا ماسك شخصية معتوهة ومدمناً على المخدرات. النتيجة كانت انقلابات كبيرة، لم يسيطر ترمب وماسك سياسياً فقط ولكن ثقافياً أيضاً.
هدفهما الأكبر صعود الأفكار اليمينية في الغرب عموماً، ولهذا يدعمان الأحزاب اليمينية في أوروبا. إن انتصار هذه الأحزاب سيعني أن الموجة الحمراء ستجرف التيارات اليسارية لسنوات قادمة. ورغم أنهما يتقاطعان في بعض المواقف فإن وجهاتهما أيضاً تختلف في بعض الأحيان. ترمب مشغول بالمال وملء جيوب الأميركيين، ورغبته في إقفال الحدود تأتي في هذا السياق. ترمب يهاجم من يسميهم المغتصبين والقتلة، ويسعى لتطهير المجتمع الأميركي منهم ليقدم نفسه بصورة المنقذ لأميركا والمعيد لها عظمتها المفقودة. ولكن ماسك يقدم نفسه ليس فقط ثائراً سياسياً بل أيضاً بوصفه محارباً ثقافياً. فهو داعية للتكاثر لأنه يعتقد أن أعداد الغربيين تراجعت أمام المهاجرين، ويتحدث عن غزو ثقافي للغرب سيغير من هويته. هجومه على حكومة ستارمر بتهمة تساهله مع عصابة الاغتصاب الباكستانية، يأتي على خلفية ثقافية بحجة أن التراخي معه خوفاً من تهمة العنصرية والإسلاموفوبيا. إذا بقيت خطوط حمراء في أوروبا لم يفجرها ترمب، فإن ماسك سيكمل المهمة، ولهذا اشتكى أحد النواب في البرلمان بعد التصويت برفض التحقيق في قضية «عصابة الاغتصاب» بأنها لن تذهب بعيداً، لأن ماسك سيواصل التغريد حولها.
سيحتل ترمب وماسك عناوين الأخبار، ويشعلان المزيد من الحرائق، وبعضها ستكون حرائق جيدة بسبب غرور وتعالي النخبة اليسارية لفترة طويلة، ولكن لا يبدو أن الاثنين قادران على استخدام المكابح، والخشية أن يستخدما للترويج لدعاة العنصرية والكراهية والرهاب من الأجانب.
فوز الفيلم الأردني سمسم بأفضل فيلم روائي
قانونية النواب تشرع بمناقشة معدل كاتب العدل
الخارجية النيابية تؤكد أهمية دور الأردن في إحلال السلام
الأردن يشهد انطلاق أول سباق دراغ ريس بتاريخه
عروض ترويجية واسعة في الاستهلاكية المدنية
7.1 مليار دولار دخل سياحي للأردن خلال 11 شهرًا
وزير التربية: 404 شهادات ثانوية تركية غير صحيحة
3.7 مليار دولار حوالات المغتربين الأردنيين في 10 أشهر
مالية الأعيان تقر مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026
الجيش يحذر مواليد 2007 من المساءلة القانونية
افتتاح كنيسة العقبة الأثرية بعد انتهاء أعمال الترميم
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في مدينة آسفي المغربية إلى 37
وفد كلية دفاع سلطنة عمان يزور مجلس النواب
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل
المفوضية الأوروبية تحقق مع جوجل بسبب الذكاء الاصطناعي
مدعوون للتعيين في وزارة الأشغال .. أسماء
وفاة مشهور التواصل السعودي أبو مرداع بحادث مروع
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
أخطر الكتب في التاريخ .. هل تجرؤ على قراءتها
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
الخطاطبة رئيسًا لجمعية أطباء العيون
البدء بإنتاج أول سيارة كهربائية طائرة
ارتفاع جنوني في أسعار الذهب محلياً اليوم




