اتفاق غزة ونقاط يوم القمة واول رمضان

mainThumb

17-02-2025 01:07 AM

هناك نقاط ترقب وتوتر وربما تصعيد سياسي وامني غير محدد الأفق، حالة تعيشها المنطقة نحو ترقب متأرجح :أما الهدوء الدبلوماسي التام، أو الدمار وترقب الأسوأ من الإدارة الأميركية .

الآتي بين نقطة اليوم الأول لقمة القاهرة العربية الطارئة يوم ٢٧ الشهر الجاري، ونقطة أخرى لها دلالاتها السياسية والدينية والأمنية والإنسانية، نقطة اول يوم من أيام رمضان المبارك الأول من شهر أذار المقبل.
النقاط، في توتر ومراوحة مع انشغال دبلماسي أردني مصري، رفيع المستوى، بمشاركة عربية إسلامية دولية، وهناك قلق أمني مشترك.
.. "الدستور"، بحسب مصادر دبلوماسية خاصة ، كشفت ما قد يفكك طبيعة ما قد يكون من مسببات التوتر والتصعيد، إذ اتضح في قراءات دبلوماسية أميركية أوروبية، أن دلالات اليوم الأول من رمضان فلسطينيا إسرائيليا، بالذات في غزة والضفة الغربية والقدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك، له نقطة توقف، للحد من انطلاق شرارة إنتفاضة سياسية وشعبية، قد لا تتوقف في داخل المدن الفلسطينية المحتلة، وإنما هناك تخوف إسلامي أميركي من امتداد آثارها في الشارع العربي خلال شهر رمضان.

*ما خفي في جولة وزير الخارجية الأميركي" مارك روبيو.

ما توفر ل" الدستور" من معلومات قراءات حول الآتي، قالت مصادر دبلوماسية عربية أميركية، إن ما خفي في جولة وزير الخارجية الأميركي" مارك روبيو" انه جاء إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، وبالتالي الجولة في دول المنطقة، انما هي إعادة استكشاف إدارة الرئيس ترامب لردود الفعل حول حالة :[الغضب المصرية الأردنية والعربية الإسلامية حول طبيعة مبادرة الرئيس ترامب] ، التي رفضت علنا، لا للتهجير، لا لتوطين الشعب الفلسطيني خارج بلاده، وأن يكون إعمار غزة بيد أهلها وفق الخطة المصرية العربية الإسلامية التي ما تزال في طور القراءة والتعديل بسرية عالية، على الاقل خلال هذه المرحلة.
يحمل وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو"، أدق ملفات القضية الفلسطينية، كل ما يختص برد الفعل على مبادرة الرئيس ترامب، وطبيعة المنطقة والعالم الإسلامي، بداية من فلسطين المحتلة، وهو الملف الذي سُمي :
نقطة حرجة:"مرحلة شهر رمضان"، وهي تتفرع إلى دبلوماسية أميركية بمشورة أوروبية وعربية، عن سبل التهدئة و/أو الاستمرار في ضمانة الدول الوسطاء لاتفاق غزة وهو ينهي مرحله الأولى ويصطدم بتعنت أمريكي إسرائيلي حول ترتيبات المرحلة الثانية، وإدخال اشتراطات مبادرة ترامب في لعبة الجزرة والعصا، لتمرير ليس مجرد المرحلة الثانية من اتفاق غزة-وليس إيقاف الحرب بشكل نهائي، المؤكد، وفقا لمصدر دبلماسي واسع الاطلاع كشف ل" الدستور"، أن قيادات من البنتاغون والمخابرات الأميركية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، تعمل على [وثيقة دولية]، لبنود إعلان إيقاف الحرب العدوانية على غزة، وأن الوثيقة، تضع في فصولها محددات حالة إيقاف الحرب في غزة والداخل الفلسطيني، وإيقاف الحرب في إطار الحدود المصرية الإسرائيلية الفلسطينية، وأيضا قد تتوسع الاتفاقية لتضع محددات دولية أمنية لصندوق إعمار غزة الدولي، راثار استدامة المشروع.
*بعد إنجاز الدفعة السادسة من اتفاق غزة.

الاتفاق، بعد تهديدات الأطراف، حماس، و الاحتلال، والوسيط الأميركي بتدخل الرئيس ترامب، أصبح كل ما يتعلق " من ناحية إجرائية" وعملية وأمنية واضحا، إذ انه بعد إنجاز الدفعة السادسة السبت، تكون حركة حماس وفصائل المقاومة، اتمت و أفرجت عن 19 محتجزاً إسرائيلياً، لتتبقى دفعتان لتبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى للاتفاق، لإطلاق 11 إسرائيلياً أحياء أو أمواتاً.
بينما يتبقى في غزة نحو 62 محتجزاً، بينهم 20 إلى 30 شخصاً ما زالوا على قيد الحياة، وفق التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية.
التي تردد لعبة السفاح نتنياهو، وحكومة الائتلاف اليميني المتطرفة، وهي تضغط باتجاه زيادة عدد المحتجزين الأحياء الذين سيُطلق سراحهم في الدفعة القادمة، بحيث يكون 6 وليس 3 فقط؛ لأن تقديرات تل أبيب أن 6 من أصل 11 محتجزاً سيفرج عنهم في ما تبقى بالمرحلة الأولى للاتفاق، هم أحياء، و5 أموات.
ترامب يهدد، يربط خيط إيقاف الحرب، بخيط المبادرة التي يهدد بتهجيير سكان غزة إلى مصر والأردن، حالة عنجهية لرئيس أميركي يعتقد انه يستطيع شراد العالم وربما الكون الخارجي.
السفاح نتنياهو و الكابنيت الصهيوني، حركا احجار الشطرنج بإتجاة تغيير الترتيب المتفق عليه بموجب الصفقة، والذي نص على إطلاق "القسام" سراح ثلاثة بالدفعة السابعة، و8 محتجزين (حياً أو ميتاً) بالدفعة الثامنة والأخيرة، بهدف الإسراع في إنهاء ملف "المدنيين"، لتبقى قضية المحتجزين "العسكريين" فقط، وهو ما زاد قلق حماس من نية إسرائيلية بتسريع إطلاق المحتجزين "المدنيين" لاستئناف الحرب، الاستئناف الذي فهمت حماس انه يأتي قبل رمضان وردا على نتائج قمة القاهرة ٢٧ الجاري، وذلك لمنع حمل اي رد على مبادرة ترامب، وبالتالي طي ملف بتهجيير أهالي غزة ورفح.
*حماس والدول الوسطاء نجحوا في تهدئة الإدارة الأميركية.

حراك حركة حماس، وهي تحت بنود الاتفاق، وأوضاع القطاع المأساوية ، وتعنت السفاح نتنياهو ودولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني والولايات المتحدة، من خلال الإدارة الأميركية والبيت الأبيض والبنتاغون، راقبوا مسار دفعة التبادل السادسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وما سبقها ولحقها من تهديدات - غالبا كانت مجرد انطباعات استكشاف للقوى - أميركية وإسرائيلية ومن حركة حماس ، إلى أن استطاعت مصر وقطر، عودة الصواب لراي مشترك بضرورة حقن التوتر والدم، فالدرج أن كل جهة تضغط باتجاه مسار معين لحرف الاتفاق، خاصة مع قرب انتهاء المرحلة الأولى، بحسب تأويلات الباحث الفلسطيني أدهم مناصرة، وأيضا وفق مصادر مشتركة.

عمليا، كانت دبلوماسية حركة حماس الخارج، تعي أهمية توفير فرص إنجاح مؤتمر قمة الدول العربية في القاهرة، بما في ذلك القمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي، لهذا حرصت حماس وفصائل "القسام" على البعث برسائل على ألسنة المحتجزين أثناء تسليمهم السبت للجنة الصليب الأحمر الدولي في خانيونس، وذلك بمطالبتهم الحكومة الإسرائيلية بالمضي في الاتفاق، باعتبارها السبيل الوحيد لإطلاق سراح بقية المحتجزين، ثم خرجت "حماس" ببيان أكدت فيه التزامها بمواصلة جميع مراحل الاتفاق.
السفاح نتنياهو، عاش عقب مشاورات هاتفية واجتماعات سرية عقدها مع رؤساء الأجهزة الأمنية، حالة من مخاوف انتهاء وجوده السياسي، وأن الكابينت سيجتمع لبحث الخطوات المستقبلية حول خيارات الاستمرار بالمفاوضات، أو الدخول في مرحلة العناد والتعنت السياسي.

وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية، ادانا تعنت السفاح نتنياهو، لهذا اظهرت دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية قرارها عدم تفجير المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بعد ساعات قليلة من دعوة ترامب لتل أبيب بحسم قرارها بشأن ما تريد فعله بعد انتهاء مهلته لـ"حماس" بإطلاق سراح جميع المحتجزين، وإلا فإنها ستلقى "الجحيم".
*صحة حماية ترامب للحرب بعد الاتفاق.

.. سارعت الإدارة الأميركية، ونفت تحليلات محللون إسرائيليون أن الرئيس ترامب بدا أكثر حماسة لعودة الحرب من السفاح نتنياهو، لكن لا يُستبعد أن يكون ذلك في سياق تكتيك لتوزيع أدوار بينهما، بهدف الضغط على "حماس" الوسطاء، وهذا ايضا تفته أفراد من الوفود الفنية التي تشارك في مسارات الدول الوسطاء.
*جمود اهوج.

في ذات السياق، قالت مصادر سياسية من حركة "حماس" لـ موقع "المدن"، اللبنانية، إنّ: مفاوضات المرحلة الثانية تواجه "تعقيدات متزايدة" نتيجة تقاطع العوامل السياسية الداخلية في إسرائيل، وضغوط المقاومة، والتدخلات الدولية، خاصة بعد تصريحات ترامب الأخيرة، والتي أظهرت أنه يعيد خلط الأوراق.
التأكيد الجيوسياسي الأمني الدقيق ان المرحلة نحو تهدئة ما قبل نقطة اليوم الأول من رمضان، فالوضع لا يحتمل انطلاق شرارة إنتفاضة في الداخل الفلسطيني، الضفة الغربية والقدس، لهذا اعتبر الجمود، حالة عمل أهوج(..) فالمشهد التفاوضي يظهر الآن في حالة جمود، وسط احتمالات التصعيد أو إعادة صياغة شروط الصفقة من جديد، مضيفاً أن المقاومة تدرك أن الاحتلال يسعى لاستعادة أسراه دون دفع استحقاقات وقف الحرب، ما يدفعها إلى تبني نهج المراحل للحفاظ على قدراتها التفاوضية.
.. الان، عمليا، وفق ملفات الوفود والدول الوسطاء، إن وجود مراحل متدحرجة، ما يسمح للمقاومة بالمناورة والضغط السياسي والعسكري لضمان تحقيق مكاسب داخلية للقطاع أكبر، وربما تتجاوز تجربة المرحلة الأولى للصفقة، باتت المقاومة أكثر حذراً من إمكانية تنصل الاحتلال من التزاماته في المرحلة الثانية.
.. وقد لا تكون الحالة، قبل دخول شهر رمضان، في نقطة عمل مثيرة للفوضي أو أي حراك سياسي أمني، لهذا تم الحوار عن مدى :[استعداد حماس لقبول سيناريو تمديد "المرحلة الأولى" أو إضافة مرحلة فاصلة تسمى "الانتقالية"]، برغم المخاطر، والتقرب، والحالة في داخل غزة ورفح، ومع نقص المساعدات الإنسانية وعدم إدخال المعدات و الكرفانات، ووسائل حماية واسكان وتسكين الآلاف ممن فقدوا بيوتهم وسبل معيشتهم، وهذا الأمر معتمد على عدة عوامل، تتعلق بتعنت السفاح نتنياهو، وتهربه من التزامات الاتفاق، لعل أهمها ضمانات ودور الدول الوسطاء وتصاعد مخاوف ما بعد مبادرة الرئيس ترامب والرد المصري العربي الإسلامي الذي يعد، لمنع استشراء التدخل الأميركي والثمن الذي سيُقدم لأهالي غزة ورفح و لـحركة"حماس" مقابل تمديد المرحلة الأولى أو صياغة مرحلة انتقالية.
أوساط متفائلة، تجد ان تصريحات الرئيس ترامب، قد لا توحي وكأنه يحاول إعادة تغيير التزاماته وعنوانه بعدما ما وصل له من مواقف مشددة من القيادات المصرية الأردنية، الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إذا نحن أمام تنسيق، ودول ضامنة ووسطاء، وربما صراع سياسي غي واضح المعالم، إلا أنه واضح التوجهات السياسية والأمنية في مصر والأردن، وأن مؤتمر القمة واللقاء العربي لرؤساء دول محددة، قد يؤدي إلى تقوية توجيه المفاوضات، وهذا يعني أن لا شيئ مرحليا يعيق إتمام مراحل اتفاق غزة أو تغيير الشروط وتسلسل المراحل، وبات، في المنحنى المؤرخ البدايات الحراك المصري الأردني العربي الإسلامي والأممي، أن موقف الرئيس الأميركي، وبالتالي الإدارة الأميركية والبنتاغون، والمجتمع الدولي، والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ليس اختلال مراحل التفاوض لوضع مسارات المرحلة الثانية والثالثة والكشف عن نتيجة وثيقة إيقاف الحرب في بعدها الأممي الضامن.

*عودة الانشغال الأوروبي بالملف الفلسطيني.. وإيقاف الحرب.




قبيل مغادرته الى فلسطين المحتلة للقاء قادة الكيان الاسرائيلي وعلى راسهم السفاح نتنياهو، شارك ماركو روبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في تصدير بيان مشترك لدول مجموعة الدول الصناعية السبع على هامش اجتماعات مؤتمر ميونخ الأمني السبت 15 شباط /فبراير الحالي
سياسيا واقتصاديا، المجموعة تضم كل من وزراء خارجية كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية و الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، وهي وفق انشغالها الخجول، اعادت دعمها السياسي والأمني لتنفيذ كامل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية وحركة حماس،
التفت ان أغلب أعضاء مجموعة السبع، كما يقول المحلل السياسي في صحيفة السبيل الأردنية حازم عياد، أن عودة الانشغال الأوروبي، يفهم:
في بيان ميونخ دعمهم الجهود المتواصلة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة لمتابعة العمل والتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، لم يخلوا من شروط غير واقعية وخادعة أعادوا فيها التأكيد على إدانتهم لحركة حماس بشكل لا لبس فيها،.. وقد استطاعت الإدارة الأميركية، إلزام المجموعة وضع بند:ضرورة ضمان ألا تعيد تشكيل صفوفها عسكريا أو تشارك في حكم القطاع، وأشاروا في الآن ذاته إلى حق “إسرائيل” المتأصل في الدفاع عن نفسها بما يتوافق مع القانون الدولي وهو القانون الذي تمرد عليه ترمب كونه لا يسمح بقمع الفلسطينيين في أرضهم المحتلة أو حرمانهم من تقرير مصيرهم فيها.
.. والمثير، مرحليا، أن عودة المجموعة الأوروبية، وما تضمن
البيان الذي اسهم في صياغته ماركو روبيو اكد بشكل واضح على تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي لايمكن أن يتحقق دون المضي قدما في مفاوضات المرحلة الثانية، التي وضع لها سقوفا سياسية مرتفعه تتصل بمستقبل المقاومة ودورها في عملية الحوكمة لقطاع غزة، وهو ما عاد واكد عليه روبيو خلال المؤتمر الصحفي المقتضب مع السفاحر نتنياهو في القدس المحتلة.
جولته؛ "روبيو" الدبلوماسي سيصل في جولته : الإمارات و السعودية التي تستضيف اجتماع الخماسية العربية قبيل القمة العربية المقررة في العاصمة المصرية القاهرة في السابع والعشرين من الشهر الحالي شباط / فبراير، وهي قمة حاسمة يتوقع ان يقرر فيها مسار المرحلة المقبلة وحدود الحراك السياسي والميداني الامريكي في المنطقة،
وتحديدا قبل نقطة الوصول إلى الأول من رمضان المبارك.
صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الأحد، بالقول إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيبحث مع السفاح نتنياهو ووزير خارجيته جدعون ساعر، استئناف المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة، مع مبدأ
دبلماسيا مضطرب إلى حد ما:
أن إدارة ترامب لا تبحث عن التصعيد وترغب في تمرير اتفاق وقف إطلاق النار وصولا الى المرحلة الثانية من الاتفاق ومناقشة اليوم التالي، بعد ان بات مطلبا عربيا وإسلاميا وفلسطينيا مهما لتحقيق الحد الادنى من الاستقرار والأعمار لقطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.
.. العالم، وبلادنا من مصر والأردن، ودول جوار فلسطين، والمجتمع الدولي، يراهن على نجاح قمة القاهرة في وضع مؤشر أخضر على هدوء الخرائط ومنع السفاح نتنياهو و، أيضا الرئيس الأمريكي ترامب من إعادة رسم الخرائط أو إشعال المنطقة والعالم.


*إعادة الموضع.. المواجهة؟ .

ليست مرحلة عادية، ولا ظرفًا عابرًا ما يمر به الأردن-وبالتالي مصر مع التنسيق المشترك؛ دول المنطقة والعالم- منذ أن تولى المتهور دونالد ترمب قيادة التصادم الأميركي مع أغلب دول العالم، هو ظرف استثنائي بامتياز، وفي قلبه مخاطر.
هذا ما اطلقة نقيب الصحفيين الاردنيين "راكان السعادة"
ولا أدري إن كنا تحسبنا مسبقًا لاحتمالية فوزه ترامب في انتخابات الرئاسة، وحضّرنا أنفسنا جيدًا للتعامل مع شطحاته وتهوره، وهو الذي ليس بيننا، كدولة، وبينه ود مذ رئاسته السابقة.
.. ولفت النقيب السعايدة:المهم هو كيف ندير علاقاتنا مع أميركا في المرحلة الحالية، والأهم كيف نقرأ التطورات، ونعيد التموضع الإقليمي الدولي،
هذا يحتاج إلى فهم المدى الذي يمكن لترامب واليمين الصهيوني أن يبلغوه في إنفاذ خطة تهجير أبناء قطاع غزة والضفة الغربية إلى الأردن ومصر ودول أخرى.
.. وكشف نقيب الصحفيين الأردنيين، انه مع الأخذ بالاعتبار :
*١:
أن رفع ترامب سقف مخططه إلى أقصى حد ربما ليس أكثر من تكتيك لانتزاع أكبر قدر من المكاسب، أي هو ضخم مطالبه ليأخذ شيئًا محددًا.
*٢:
هذا الشيء ربما تكون خلاصته: ضم المنطقة (ج) والتي تعادل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية، والحاق الباقي بالأردن ضمن سياق حكم ذاتي، فدرالية، كونفدرالية، أيًا تكن الصيغة المهم إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية.
*٣:
معنى هذا أن الأردن سيكون المسؤول عن الأمن في الضفة الغربية، وربما قطاع غزة ما لم يتم إلحاق إدارتها بمصر، والمعنى الحرفي لهذا أن الأردن سيكون المسؤول عن التصدي لأي شكل من أشكال المقاومة للاحتلال الإسرائيلي.
*٤:
هذا سيناريو واقعي، وسبق أن طرح مرات عديدة في سنوات سابقة، وإن كان عند الإسرائيليين بعض المحاذير من هكذا سيناريو .

*٥:
أن الأردن المستهدف رقم واحد في المشروع الأميركي- "الإسرائيلي"، وقد صيغت طول السنوات السابقة الكثير من الجمل ذات الدلالة من مثل: الوطن البديل، الخيار الأردني.
وكلها كانت ضمن بنك أفكار أعدت بتفاهمات تحتية بين أميركا و"إسرائيل" كحلول لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي وأبدي، وأي تصفية للقضية هو حتمًا على حساب الأردن، بكل ما يعنيه ذلك من تغييرات جوهرية كبرى، ليس هذا وقت تفصيلها.
*٦:
ما يميز التخطيط الأميركي- "الإسرائيلي" أنه يحضّر، وبشكل تدريجي طويل المدى، الأرضية المناسبة لإنفاذ مخططاته ومشاريعه في الوقت الذي يراه مناسبًا، والتنفيذ عندما تكون الأرضية مهيأة يصبح ممكنًا.

..*السؤال الاستراتيجي :كيف نستدرك..؟

أول الاستدراك هو الاعتراف وأن ندرك أن التحالف مع أميركا ليس أبديًا، هي دولة تحكمها مصالحه أولًا وأخيرًا، وأن ندرك أن "إسرائيل" ليست حليفًا بل عدوًا لا ينظر إلينا إلا ساحة لتصفية القضية الفلسطينية.
هذا الإدراك مقدمة الاستدراك، الذي لا بد أن يفضي إلى التالي، وفق نقيب الصحفيين الاردنيين:
*أولًا: إعادة تقييم العلاقة مع أميركا و"إسرائيل" تقييمًا استراتيجيًا عميقًا، وفهم أبعاد التحالف الذي يربطنا بهما، وغايته، وتحديد مصالحنا ومصالحهما من هذا التحالف.
*ثانيًا: إعادة التقييم ستفضي إلى فهم ألا عواطف في تحالفات المصالح، فهي ليست أبدية، بل ترتبط بالمصالح، وهذا يستدعي إعادة النظر في كل الاتفاقيات معهما، أي أن تنتهي مع "إسرائيل"، ويعاد ضبطها مع أميركا.
*ثالثًا: المباشرة في بناء شراكات اقتصادية، تشمل المياه والغاز، مع مصادر جديدة ومتنوعة، لكسر القيود التي تكبلنا، وبما يوسع هامشنا في المناورة السياسية ويجعل لرؤيتنا ومنطقنا في شؤوننا وشؤون الإقليم مكانًا ومكانة.
*رابعًا: إعادة تصميم اقتصادنا وموازنتنا بالاعتماد على الذات أكثر، وتقليل الاتكاء على المنح والمساعدات خاصة من أميركا.
*خامسًا: مقاربة علاقاتنا الخارجية مع مصالحنا أولًا وأخيرًا، سواء إقليميًا أو دوليًا، ومن شأن هذا المسار أن يدفع كل الأطراف الإقليمية والدولية للسعي إلى علاقات وتفاهمات مصلحية مشتركة متوازنة.
*سادسًا: التخطيط ورسم السياسات على أساس أن ظهر الأردن مكشوف، عربيًا وإسلاميًا، دون أن يمنع ذلك من العمل المستمر على جعل الدول العربية والإسلامية تتبنى رؤيتنا وتصطف لجانبنا في المفاصل الحساسة.

علينا أن نمتلك الشجاعة والإرادة لفعل ذلك، إنها فرصة تاريخية لنا، فالفرص تولد أحيانًا من قلب المحن.
.. في السياق الآتي، تعد قمة القاهرة، نقطة جيوسياسية أمنية قبل كونها سياسية، حضارية إنسانية، معاها ان يفهم العالم ان إيقاف الحرب، يعيد الأمن والأمان ويعزز السلام ويفتح الطريق نحو دولة فلسطينية مستقلة، على أراضي ما قبل الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية... لننتظر.

"الدستور المصرية"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد