الشاباك يكشف فشله الاستخباراتي في 7 أكتوبر
السوسنة- تثير تحقيقات "الشاباك" حول فشل إسرائيل في هجوم 7 أكتوبر جدلاً مستمراً بين القيادتين السياسية والعسكرية حول المسؤول عن الحدث الذي هز ثقة الإسرائيليين بمؤسساتهم ومستقبلهم.
فبعد أن نشر الجيش تحقيقاته وأقرّ قادته بالمسؤولية، ما أدى إلى استقالات في صفوفهم، كشف "الشاباك" عن نتائجه أمس، والتي تضمنت إدانة ذاتية، إلى جانب تحميل الحكومة مسؤولية مباشرة، مع تلميحات قوية تشير إلى دور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الإخفاق الأمني.
في استخلاصات هذه التحقيقات، الممتدة على ثماني أوراق، يقرّ “الشاباك”، المكلّف بـحماية الأمن الداخلي، بـالفشل في محورين هامين: قراءة وفهم خطة “حماس” وتوجّهاتها، طيلة سنوات، والتعرّف على نواياها وتقديم إنذار بـخطر الهجوم الوشيك استنادًا لـمؤشّرات متنوعة تعامى عنها، لا سيّما في الأيام والساعات التي سبقت هجوم “طوفان الأقصى”، ما مسّ بـعملية اتخاذ القرارات في الليلة التي سبقت الهجوم.
لم يهتم الشاباك حتى بـإيقاظ رئيس الحكومة قبل ساعات من الهجوم رغم توفر معلومات خطيرة
وتقول تحقيقات “الشاباك” إنه كان بـالإمكان منع الهجوم لو تصرف هو (الشاباك) إداريًا ومهنيًا بطريقة أخرى في السنوات الأخيرة.
ومقابل اعتراف “الشاباك” بالفشل الاستخباراتي، إلى جانب الفشل العسكري للجيش، فإنه يتهم المستوى السياسي بـالفشل الإستراتيجي عبر البحث عن الهدوء في جبهة غزة للتفرّغ لجبهات أخرى، والرهان على الفهم الخاطئ بأن “حماس” مرتدعة. في هذه الجزئية تشير تحقيقات “الشاباك” لعدة نقاط ترتبط بـفشل المستوى السياسي، فتقول إنه أوصى بالعمل العسكري ضد “حماس”، لكن الحكومات المتعاقبة تجاهلت التوصية.
كما تشير اتهامات “الشاباك” الموجّهة للحكومة إلى أن قرارها بالسماح بدخول الدولارات القطرية للقطاع غذّى “حماس”، وعزّز ذراعها العسكري، وأنها رفضت التوصية بـالقيام بمبادرات هجومية تتضمن اغتيال قيادتها، مثلما رفضت التحذيرات من أن استمرار السجالات الداخلية حول “الانقلاب القضائي” طيلة 2023 قد زاد من دافعية الأعداء لـمهاجمة إسرائيل، علاوة على أن هذا ما سبّبه أيضًا سماح الحكومة لـبن غفير وغيره بـالقيام بـانتهاكات واستفزازات في الحرم القدسي الشريف.
هجوم مضاد
وسارع مكتب نتنياهو لـشنّ هجوم مضاد غير مسبوق في حدّته على “الشاباك”، واستخف بـ”التحقيق” لدرجة أن الكلمة وردت بين هلالين في بيانه، وقال إنه لا يجيب على أي سؤال، واتهم رئيسه رونين بار بالفشل.
وللتدليل على حجم الفشل يضيف بيان نتنياهو: “لم يهتم الشاباك حتى بـإيقاظ رئيس الحكومة قبل ساعات من الهجوم، رغم توفر معلومات خطيرة”.
ويستدل من قراءة بيان نتنياهو أنه راغب بتنحي بار عن رئاسة “الشاباك” الآن، بيد أن الأخير استبق الكشف عن التحقيقات بالقول أمس إنه لا ينوي تقديم الاستقالة قبل استعادة المخطوفين، والتأكد من تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالحرب.
ومنذ الإعلان عن نتائج التحقيق يتصاعد الجدل أيضًا في أروقة السياسة والإعلام، وهي الأخرى منقسمة بين المعسكرين.
ووجّه وزير الاتصالات شلومو كارعي دعوة لـنتنياهو باتخاذ قرار بـإقالة بار فورًا فهو قد أهمل “غلاف غزة”، وبدلًا من الانشغال بمهامه يقوم بفتح ملف تحقيق مع عدد من موظفي مكتب رئيس الوزراء بشبهة التعاون المحظور مع قطر، وهذا كلّه لصرف أنظارنا عن فشله.
وفي هذا الإطار، انحاز وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان، في حديث للإذاعة العبرية، لجانب المؤسسة الأمنية، وقال إن نتنياهو، منذ سنوات، راهنَ على ارتداع وهدوء “حماس”، ومنع الانتقال للهجوم، رغم تحذيرات قُدّمت له في تقرير سرّي عام 2016 تنبأ فيه ليبرمان بـ “طوفان الأقصى”.
وقال ليبرمان إن المؤشّرات على مخطّط هجوم “حماس” كانت كثيرة ومبكرة، بيد أن نتنياهو كان يستخف بها ويرفضها، وهذا كلّه موثّق في البروتوكولات، ولذا فهو يرفض اليوم تشكيل لجنة تحقيق رسمية، خشية الكشف عن الحقيقة.
وتابع: “الكل موثّق، ولا يستطيع نتنياهو الهرب من المسؤولية عندما يحين موعد فتح هذه الأرشيفات من 2016، ولست بحاجة لتكون عبقريًا كي ترى وجهة حماس”.
وأضاف: “لا شك أن الجيش والشاباك قد فشلا وتحمّلا مسؤولية، بيد أن نتنياهو يرفض تحمّلها، ويهمني أن نعرف ما الذي فعله نتنياهو ووزراؤه في السابع من أكتوبر وفي الأيام التالية ما بعده. سموتريتش، وزير للمالية ووزير إضافي في وزارة الأمن ويقول إنه سمع بـمصطلح “نخبة” للمرة الأولى فقط بعد السابع من أكتوبر. هل يعقل أن يكون وزير، عضو كابنيت، ولا علم له بوجود وحدات نخبة”.
رفضت الحكومة التحذيرات من أن استمرار السجالات الداخلية حول “الانقلاب القضائي” طيلة 2023 زاد من دافعية الأعداء لـمهاجمة إسرائيل
هل يذهب رونين بار للبيت الآن؟
“أنا أترك ذلك لـبار نفسه ولنتنياهو. لكن الأهم هو ما حصل قبل السابع من أكتوبر، ومن قبل رونين بار. شاركت في الكثير من اجتماعات الكابنيت، ومنذ 2009، وينبغي التأكيد على أن هناك من عزّز قوة “حماس”: نتنياهو هو من حرّر الشيخ أحمد ياسين، وحرّر يحيى السنوار، ومنع حسم المعركة في حرب “الجرف الصامد” عام 2014، وهو من قرّر إدخال ميزانيات من قطر للقطاع. ينبغي فتح كل هذه المستندات والأرشيفات”.
في مقاله اليوم، يرى المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل إن الشاباك لم يتوقع الهجوم، وفشل في زرع وكلاء له في غزة، منوهًا إلى الفشل الإستراتيجي للمستوى السياسي، وإلى نوايا نتنياهو بـإقالة بار، وهو قرار تتحفظ منه المستشارة القضائية للحكومة، وتقول إنه لا بدّ من توفير تعليل مقنع للإقالة، لا سيّما أن “الشاباك” يحقق الآن مع بعض موظفي مكتب نتنياهو في موضوع حساس.
ويحذر زميله محرّر الشؤون السياسية في الصحيفة يوسي فرطر من خطورة استقالة، أو إقالة، بار بقوله إن ردّ مكتب رئيس الحكومة عبارة عن سلسلة من الأكاذيب. ويضيف محذرًا: “بحال استقال بار سيسقط الشاباك”.
وتصعّد القناة 14 العبرية، التي تعتبر بوقًا لنتنياهو من حملاتها على رؤساء المؤسسة الأمنية، وتطالب بـاستقالة بار فورًا بسبب فشله، منوهة لخطورة دحرجة فشله للحكومة”.
هجرة الإسرائيليين
بين هذا وذاك، تُفاقِم نتائج تحقيقات “الشاباك” المعركة على الرواية والوعي بين المستويين السياسي والعسكري، فكل منهما يسعى لـتثبيت التهمة للطرف الآخر عن الحدث التاريخي الجلل والفشل الكبير في السابع من أكتوبر. وهذا يدفع الكاتب الصحافي في “يديعوت أحرونوت” عوديد شالوم للقول، اليوم الأربعاء، في مقال بعنوان “عندما يفكّكون الدولة لا عجب أن يهاجر الإسرائيليون” إن استمرار هذا النزيف، وخلط الحسابات، يفقد الإسرائيليين ثقتهم في هذا المكان، وهذه الدولة، بعدما توقّفت عن إدارة نفسها كدولة سليمة صالحة.
اقرأ المزيد عن:
هيئة شباب كلنا الأردن فرع إربد تعلن بدء التسجيل في دورات متخصصة
التشريعات القانونية ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الوطني
بني عبيد تطلق حملة بيئية وشاملة لإزالة البسطات غير المرخصة
جماعة الحوثي تستهدف مطار ريمون الإسرائيلي
معان تطلق حملات توعية لدعم التعليم المهني والتقني
الأعيان يوقع اتفاقية لمصنع الأدوية النووية
الاحتلال يصدر إنذارًا جديدًا لإخلاء مبنى وخيام في غزة
صحة غزة تناشد الملك إعادة تفعيل المستشفيات الأردنية
الأردن وفلسطين يؤكدان تعزيز الصمود الثقافي الفلسطيني
مديرية إفتاء القوات المسلحة تطلق موسمها العلمي السنوي
مفوضية اللاجئين تطلق برنامج العودة الطوعية لسوريا
الفيصلي يواجه شباب الأردن الليلة في بطولة درع الاتحاد
تحالف أوبك+ يقرّ زيادة إضافية لإنتاج النفط
ترقيات وتعيين مدراء جدد في التربية .. أسماء
ظهر بفيديوهات .. القبض على شخص استعرض بالسلاح والتشحيط
صور تثير التكهنات حول استشهاد محمد السنوار بغزة
مهم للطلبة .. تفاصيل اختيار الحقول الدراسية
قرار حكومي بشأن نظام ترخيص السوَّاقين
هيئة النقل البري تحدد موعد الاختبار الإلكتروني .. أسماء
مهم بشأن الإعلان المفتوح للتوظيف بالقطاع العام
الإقراض الزراعي يدعو المواطنين لاستكمال التعيين .. أسماء
مهم لذوي شهداء الجيش والأجهزة الأمنية
مدعوون للتعيين في الاقراض الزراعي .. أسماء
سارق محل تجاري في سحاب بقبضة الأمن