جدل واسع حول مسلسل معاوية بعد فتوى الأزهر بتحريمه

mainThumb
مسلسل معاوية

17-03-2025 11:44 PM

وكالات - السوسنة

أثار عرض مسلسل "معاوية بن أبي سفيان" على بعض الفضائيات العربية سجالًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيدين للعمل باعتباره إنتاجًا تاريخيًا ضخمًا، ومنتقدين يرون أنه يثير قضايا خلافية قد تعيد فتح جراح الماضي.

الجدل حول المسلسل لم يتوقف عند النقاش الجماهيري، بل امتد إلى المؤسسات الدينية، حيث أصدرت هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف فتوى تحرّم مشاهدته، بسبب تجسيده للصحابة، وهو أمر مرفوض دينيًا وفق المؤسسة. ونقل موقع "المصري اليوم" تصريحات لعضو هيئة كبار العلماء، عبد الفتاح عبد الغني العواري، أكد فيها أن "تجسيد شخصية معاوية، أحد كتّاب الوحي، يعد أمرًا محظورًا شرعًا"، مشددًا على أن "الخلافات التاريخية حول الحكم والخلافة شأن إلهي لا يجب تحويله إلى دراما تخضع لتفسيرات متباينة".

في المقابل، دافع بعض المتابعين عن العمل، مشيرين إلى أن إنتاجه استغرق سنوات وتأجل عرضه عدة مرات، فيما يرى آخرون أن الدراما التاريخية ليست المصدر الوحيد للمعرفة، بل يجب الاطلاع على المصادر التاريخية المتعددة لفهم الأحداث بشكل أعمق.

الكاتب المصري إلهامي المليجي علّق على الجدل بقوله: "التاريخ ليس مجرد أحداث تُروى، بل رؤى تُصنع وفقًا لمن يكتبها ومن يملك القوة لرسم ملامحها. وقضية معاوية ليست مجرد سرد لشخصية تاريخية، بل استدعاء لحقبة لا تزال محل خلاف بين السياسة والدين".

أما الكاتب الصحفي الأردني وليد حسني، فقد أشار إلى أن الحلقة الأولى من المسلسل سلطت الضوء على الجذور القبلية للصراع الأموي الهاشمي، ما يطرح تساؤلات حول كيفية توظيف النص التاريخي في العمل الفني.

وفي السياق ذاته، اعتبر الناشط بهاء الرواضية أن الحكم على المسلسل لا يزال مبكرًا، لافتًا إلى أن "مسلسل عمر"، الذي تناول سيرة الخليفة عمر بن الخطاب، لم يثر الضجة ذاتها، رغم تجسيده للصحابة.

وبين مؤيد ومعارض، يبقى مسلسل "معاوية" عملًا دراميًا يعيد فتح صفحات من التاريخ الإسلامي، وسط انقسام حاد بين المشاهدين والمختصين، ما يعكس حساسية هذه المرحلة التاريخية وأثرها المستمر حتى اليوم .  

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد