بريطانيا وفرنسا تدرسان الاعتراف بفلسطين

mainThumb
ديفيد لامي

01-05-2025 12:29 PM

السوسنة- أفادت صحيفة "الغارديان" في تقرير للكاتب باتريك وينتور، محرر الشؤون الدبلوماسية، أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أكد وجود محادثات جارية بين بريطانيا وفرنسا بشأن إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر دولي مرتقب في نيويورك الشهر المقبل.

وقال لامي إن بريطانيا تجري مناقشات مع فرنسا والمملكة العربية السعودية بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مؤتمر عقدته الدولتان في حزيران/ يونيو للحفاظ على المسار السياسي لحل الدولتين في الشرق الأوسط. وتمثل تعليقات ديفيد لامي المرة الأولى التي تعترف فيها بريطانيا بأن المناقشات مع فرنسا بشأن عملية الاعتراف بالمؤتمر جارية.

وقال وينتور إن الاعتراف بفلسطين من قبل عضوين دائمين في مجلس الأمن سيكون موقفا قويا، ولكنه يواجه عقبات دبلوماسية، بما في ذلك الحاجة لوضوح حول ما تقترحه فرنسا، وإن كان الاعتراف سيكون جزءا من عملية ذات مصداقية باتجاه حل الدولتين، وهو أمر ترفضه إسرائيل.

وقال لامي متحدثا أمام لجنة العلاقات الدولية في مجلس اللوردات، إن بريطانيا تريد اتخاذ هذه الخطوة عندما يكون لها تأثير على الأرض وليس في لحظة رمزية، مضيفا أنه توصل إلى استنتاج محزن مفاده أن اعتراف بعض الدول الأوروبية بفلسطين مؤخرا لم يكن له أي تأثير.

وذكر لامي بأن 160 دولة اعترفت بفلسطين حتى الآن، بما فيها إسبانيا والنرويج وأيرلندا، وقال: “لا أحد يملك حق النقض عندما تعترف بريطانيا بالدولة الفلسطينية، لقد قلنا دائما إن الاعتراف ليس غاية في حد ذاته، وسوف نفضل الاعتراف كجزء من العملية على حل الدولتين”.

وأضاف: “لقد تحدث الرئيس ماكرون كثيرا عن هذا الأمر في الآونة الأخيرة، إلى جانب السعوديين، وبالطبع نحن في نقاش معهم في هذا الوقت”. وتابع أنه في نقاشاته مع المسؤولين القطريين خلال الأسبوع الماضي، أكد أن حلا طويل الأمد، يتطلب عدم وجود حماس في الحكومة بغزة ومغادرة قيادتها، ربما إلى دولة ثالثة.

وقال إنه يتعين أن تكون هناك عملية نزع سلاح كاملة مماثلة لتلك التي حدثت بعد اتفاق الجمعة العظيمة في أيرلندا الشمالية. وقال: “من غير المقبول أن تظل مجموعة من الناس بدون دولة أكثر مما عشت”.

واعترف بزيادة زخم التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وأنه يقوض حل الدولتين وأن مستوى العنف من المستوطنين “صادم”. وفي العام الماضي، أقيمت 59 بؤرة استيطانية، مقارنة مع متوسط 7 في السنوات الـ25 الماضية.

وكانت التكهنات بشأن طريق فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد عودة الرئيس ماكرون من زيارته إلى مصر في 9 نيسان/ أبريل، وقال إن بلاده قد تعترف بالدولة الفلسطينية في مؤتمر حزيران/ يونيو، وستكون أول دولة في مجموعة السبع الكبار تعترف بالدولة الفلسطينية.

لكن ماكرون وضّح تصريحاته بعد عدة أيام، وقال إن التحرك “سيحفز عددا من الاعترافات بما فيها اعتراف دول أخرى بإسرائيل”. وقصد من توضيحاته منح فرنسا مخرجا لو يحصل أي زخم للاعتراف.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمة مع ماكرون بأن الاعتراف بدولة فلسطين سيكون بمثابة انتصار لحماس وإيران.

وسيزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السعودية هذا الشهر، حيث ستخبره الرياض بالتأكيد أن أي تحرك نحو التطبيع سيكون مستحيلا بدون مسار يوثق به نحو الدولة الفلسطينية. وقال مايكل دوكلوس، المستشار الخاص لمعهد مونتين في باريس، إن مصداقية فرنسا على المحك وتعتمد على طريقة التعامل مع الموضوع. وتوقع أن ينتهي مؤتمر نيويورك بمجموعة من المقترحات وخريطة طريق: “قد لا تكون أكثر من خريطة طريق أو مجموعة من المقترحات، ومعضلة فرنسا قد تصبح قريبا أكثر صعوبة: هل يمكنها الاستمرار في تأجيل اعترافها بفلسطين في انتظار لحظة حقيقية لحل الدولتين؟ أم أن المزيد من التأجيل سيقوض مصداقيتها؟”.

وأبدى لامي إحباطه من الحظر الذي فرضته القيادة الإسرائيلية على إدخال المساعدات إلى غزة لمدة 60 يوما، لكنه لم يقترح أي تدابير جديدة. وقال إن “حصار المساعدات الضرورية إلى غزة أمر مروع، والمعاناة شديدة، والاحتياجات هائلة، وخسارة الأرواح هائلة”.

وقال إنه كان واضحا شخصيا مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بشأن التزامات إسرائيل بتقديم المساعدات عندما التقى الرجلان في لندن قبل أسبوعين.

اقرأ المزيد عن:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد